بال سبورت :  

غزة - كتب أشرف مطر / أنجز المنتخب الأولمبي مهمته في تصفيات المجموعة الآسيوية الخامسة بنجاح فائق، استحق من خلالها بلوغ النهائيات المقرر اقامتها في الصين العام المقبل للمرة الأولى في تاريخ الكرة الفلسطينية.

ويعد هذا الإنجاز الثاني آسيوياً، بعد انجاز الوصول لنهائيات كاس أمم آسيا في استراليا، لكن الجديد أن التأهل للنهائيات الأولمبية جاء على أرض فلسطين وهذا كان له طعم ومذاق خاص.
" الفدائي الأولمبي" قدّم ملاحم كروية متتالية على مدار أقل من أسبوع، نجح خلالها من تحقيق الفوز في مبارتين مقابل التعادل في واحدة وجمع 7 نقاط اعتلى بها الصدارة منفرداً يليه الأردن في المركز الثاني برصيد 6 نقاط.
الفدائي الأولمبي استهل التصفيات بتعادل إيجابي أمام طاجيكستان (2/2)، وأتبعه بانتصار تاريخي على نشامى الأردن (3/2)، في ملحمة كروية ستظل تتذكرها الأجيال، فهذا اللقاء كان المحطة المفصلية للوصول إلى الصين، بعدما قلب الأولمبي تخلفه بفارق هدفين، إلى فوز مستحق بثلاثة أهداف مقابل هدفين، كانت بمثابة النقاط المؤهلة للصين، ليكون لقاء بنجلاديش الثالث بمثابة الإعلان الرسمي عن الصعود، خاصة ان الفوز كان منتظر وفي المتناول وهو ما تحقق بثلاثية المُبدع محمود أبو وردة.

انجاز بمعني الكلمة
ما يمكن قوله، أن ما تحقق في دورا هو انجاز بمعني الكلمة، وهذا الإنجاز يحسب للمنظومة الكروية، برئاسة اللواء جبريل الرجوب، رئيس اتحاد الكرة، الذي وفر كعادته كل مقومات النجاح للأولمبي من معسكرات داخلية وخارجية، والأهم ترسيخ مبدأ الملعب البيتي واستضافة التصفيات على أرض فلسطين، وهذا عامل آخر مساهم في اعتلاء الصدارة، فاللعب على الأرض وبين الجماهير هو أمر مختلف تماماً عن اللعب خارج الأرض وفي ظروف وأجواء لا تعهدها.
أما الجهاز الفني بقيادة الكابتن أيمن صندوقة ومساعده أسامة أبو عليا، فلهم منا كل الشكر والتقدير، فالجهاز الفني منذ اختياره لهذه المهمة واصل الليل بالنهار وتابع اللاعبين، وعمل مع منتخبين مختلفين، فالمنتخب الأولمبي الذي شارك في باكو في دورة التضامن الإسلامي قبل عدة أشهر، ليس هو المنتخب الحالي الذي خاض التصفيات الآسيوية، لذلك كان العمل شاقا وكبيرا، وواجه الجهاز الفني خلاله متاعب كبيرة تمثلت في حرمان الاحتلال للاعبي المحافظات الجنوبية وبعض اللاعبين المحترفين من الالتحاق بصفوف المنتخب وخوض التصفيات، وهذا الأمر ضاعف من مهمة الجهاز الفني، ومع ذلك استمر المنتخب بالعمل بهدوء وبلا أي ضجيج وصولاً لتحقيق الإنجاز الأهم والأبرز ببلوغ نهائيات الصين 2018.

نجوم جُدد
"الفدائي الأولمبي" لم يكسب ورقة التأهل للنهائيات فقط، بل أن الكرة الفلسطينية كسبت العديد من المواهب الشابة التي سيكون لها شأن كبير في السنوات القليلة القادمة، فرغم أن المنتخب لعب بعدد لا بأس به من اللاعبين الأقل سناً، إلا ان الجهاز الفني كسب الرهان في عملية اختياره لهؤلاء اللاعبين الذين أبدعوا وقاتلوا ووجهوا رسائل للعالم بأسره، بأن الشعب الفلسطيني يستحق ما هو أفضل.
الفدائي الأولمبي قدم لنا الكثير من النجوم الواعدين الذين سيكون لهم شأن كبير، فلا يختلف أحد على تألق القائد محمود أبو وردة الذي أبدع خلال مشوار التصفيات، وكذلك زملائه محمود يوسف وعدي الدباغ والجناح عمر الشريف ويوسف الأشهب ومهند فنون وبهاء وريدات وآخرين، فالجميع قدم ما عليه طوال مشوار التصفيات.

أداء هجومي مميز
فنياً يمكن القول أن أداء الفدائي كان قوي على الصعيد الهجومي، مع وجود بعض الأخطاء بالنسبة للوسط والدفاع وهذا أمر طبيعي في كل المنتخبات، في ظل خوض 3 لقاءات مصيرية وحاسمة في ظرف 6 أيام، فالأولمبي سجل في لقاءات الثلاثة 8 أهداف، بواقع 3 أهداف تقريباً في المباراة الواحدة، وهو معدل أكثر من رائع، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار قوة المنتخبين الأردني الأكثر تجهيزاً والطاجيكي المتطور، في المقابل استقبلت شباك فلسطين 4 أهداف في لقاءين طاجيكستان والأردن، وأيضاً هذا أمر منتظر في ظل قوة الفريقين، لكن ما يحسب للفدائي ولاعبيه قدرتهم على العودة امام النشامى وقلب الطاولة وتحويل الهزيمة بهدفين لفوز مستحق، واستدراك البداية الصعبة والأخطاء في التمركز إلى روح قتالية عالية توجها بثلاثة أهداف بواقع هدف في الأول، وهدفين في الثاني.

المرحلة المقبلة مختلفة
بالتأكيد حقق المنتخب هدفه من التصفيات وهو الوصول للنهائيات، وهذا انجاز بحد ذاته، بينما ينتظر ان تختلف الظروف في المرحلة القادمة، على اعتبار ان الاعداد لنهائيات الصين سيكون مختلف وطبيعة المنتخبات التي سنواجهها أيضا سيكون مختلف كوننا سنواجه منتخبات الصف الأول، وهذا كما قلنا يتطلب اعداد مختلف ومواجهة منتخبات أفضل في القارة الصفراء قبل التوجه للصين.
دعونا نحتفل الآن ببلوغ المنتخب للنهائيات للمرة الأولى في التاريخ، وبعد ذلك بالتأكيد سيكون هنالك خطة اعداد كاملة للمنتخب في المرحلة المقبلة