الى اين يسير العميد: المنافسة على الألقاب والبطولات أم البقاء؟

غزة- كتب اشرف مطر/ مع بداية كل موسم، يدخل نادي شباب الخليل سباق التسلح كما باقي الأندية للتعاقد مع لاعبين جُدد، بهدف المنافسة على الألقاب، وهو مطلب جماهيري بامتياز.
تجارب "العميد" خلال المواسم السابقة، أخفقت وأصابت في سباق التسلح على شراء اللاعبين، فعندما تولى الكابتن خضر عبيد المسؤولية الفنية لقيادة العميد قبل موسمين، نجح الأخير في قيادة الفريق لاحراز لقب دوري المحترفين للمرة الأولى في تاريخه، وفي هذا الموسم نجح في التعاقد مع لاعبين من العيار الثقيل أمثال عبد اللطيف البهداري قائد المنتخب الوطني والدفاع، وتامر صيام المهاجم الكبير والجناح محمود أبو وردة، وغيرهم من اللاعبين المميزين للغاية، ومع حالة الاستقرار التي عاشها الفريق والتفاف الجماهير حول الفريق حتى النهاية، حقق الفريق أهدافه واحتفل بالفوز بتاج دوري المحترفين.
أسماء بلا انتماء
في
الموسم الماضي، بعد التتويج بلقب دوري المحترفين، وإعلان مشاركة
"العميد" في مسابقتي كأس الاتحاد الآسيوي بصفته بطلاً للدوري، وكذلك
مشاركته في البطولة العربية، كان على إدارة "العميد" أن تتعاقد مع نجوم
آخرين على كفاءة عالية وتجربة أكبر، لكن المشكلة الرئيسية التي واجهت الفريق تمثلت
في خروج عدد كبير من أصحاب الإنجاز أمثال البهداي وصيام وأبو وردة من تركيبة
الفريق ومعهم المدير الفني خضر عبيد الذي اتجه لتدريب هلال القدس وقاده هذا الموسم
لمنصات التتويج.
وبالتالي امام هذه المتغيرات، كان على
"العميد" تعويض هؤلاء، وبالفعل قامت إدارة "العميد" بالتعاقد
مع عدد كبير من النجوم والأسماء اللامعة أمثال أشرف نعمان وتوفيق علي وعلاء أبو
صالح ومجد خلايلة وعدي وليث خروب، والتجديد لكل من أحمد أبو ناهية وغانم محاجنة
وفهد العتال ، لكن المشكلة التي واجهته تمثلت في عدم الاستقرار على مدار الموسم،
رغم المبالغ الطائلة التي صرفت عليه والتي قدرت حسب احصائيات النادي بنحو أربعة
ملايين شيكل، لكن مع ذلك كان هنالك العديد من القرارات المتسرعة من قبل إدارة
النادي، تحت ضغط الجماهير، التي انعكست بالسلب على الفريق ونتائجه محلياً وخارجياً.
قرارات متسرعة للادارة
لعل
القرار الأسوأ والأصعب الذي اتخذته إدارة العميد تمثل في قبول استقالة المدير
الفني رائد عساف، مع تذبذب نتائج الفريق، وعدم اتاحة الفرصة له لمزيد من العمل
وضبط الأمور في فريق يضم في صفوه أكثر من نصف لاعبي المنتخب الوطني الأول لكرة
القدم، وكانت الوجهة للمدرب الشاب ولاعب الفريق السابق ومدرب المنتخب الأولمبي
الحالي أيمن صندوقة، والأخير عمل لفترة لكنه عاد واستقال لتولى مهمة تدريب المنتخب
الأولمبي، لتجد إدارة الشباب نفسها في ورطة لم يخرجها منها سوى العودة من جديد
للمدير الفني رائد عساف الذي حاول إعادة تنظيم الأمور من جديد، لكنه اصطدم بجملة
من المشاكل أبرزها الغيابات المتكررة لنجوم الفريق لعدم حصولهم على مستحقاتهم
المالية بانتظام رغم الوعودات الجبارة من قبل الإدارة بالالتزام بتوفيرها.
أمام هذا الواقع الصعب الذي عاشه الشباب، كان
من الطبيعي والمنطقي أن يُجرد الفريق من لقبه ويحل سادساً في الترتيب العام، وأن
يخرج من الدور الأول من المسابقتين الآسيوية والعربية، وأن يخسر أيضاً بطولة الكأس
وهي آخر بطولة كان يتطلع الفريق لتحقيقها لتجميل الصورة القاتمة له هذا الموسم،
ومع ذلك فشل في تحسين تلك الصورة التي ظهر عليها على مدار موسم كامل، ليخرج من هذا
الموسم صفر اليدين.
تحركات خجولة
في هذا
الموسم، وبعد تجربة الموسم الماضي غير الموفقة، قررت إدارة "العميد"
تشكيل لجنة للتعاقدات من أربعة من أعضاء مجلس الإدارة برئاسة ناجي القواسمي، وحتى
الآن أقاويل كثيرة تدور في الأروقة فيما يتعلق بالنسبة لفريق الكرة الأول، فالبعض
يقول ان هنالك اتفاق على رحيل 9 من نجوم الفريق الذين لم يقدموا أي شيء في الموسم
الماضي، وأثقلوا خزينة النادي بأموال كبيرة دون فائدة، والبعض الآخر يقول ان
النادي بصدد إعادة التعاقد مع بعض النجوم الذي سبق لهم اللعب للعميد ولديهم تجارب
مميزة وحققوا نجاحات كبيرة مع بعض الإضافات، وايضاً الاستمرار في منح اللاعبين
الشبان الفرصة كاملة للعب، بعد ان قدموا مستويات طيبة للغاية في مختلف خطوط العميد.
والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه، ووجهه المدير
الفني الكابتن رائد عساف لادارة العميد مع نهاية الموسم: هل تريدون المنافسة على
البطولات والألقاب، أم تريدون بناء فريق قوي للمستقبل يعتمد على أبناء النادي مع
بعض التعزيز المطلوب؟
حتى الآن ما زالت الأمور غير واضحة، والخطوات التي أعلنتها
لجنة التعاقدات عير معلنة، وإن كان أعضاء اللجنة يؤكدون أن كل الخطوات التي يقومون
بها اتجاه الفريق مدروسة.
أمام حالة الضبابية وعدم الوضوح حتى الآن علينا
الانتظار، وبعد ذلك الحكم، لكن ليعلم الجميع، ان جمهور "العميد" الكبير
والوفي لفريقه، لن برضي بغير المنافسة على الألقاب والبطولات، وهذا واضح من خلال
التعليقات اليومية له على مواقع التواصل الاجتماعي، مع التحركات المبكرة التي تقوم
بها بعض الأندية لتعزيز صفوفها قبل البدء بالتحضير للموسم الجديد.