شريط الأخبار

الطريق الى القدس

الطريق الى القدس
بال سبورت :  

كتب محمود السقا- رام الله

رغم ان الدخول الى القدس، يحتاج الى جَلَد وتعب ووصب ومشقة، بسبب اجراءات الاحتلال البائسة، إلا ان شلالاً بشرياً هادراً، يندفع باتجاهها، ما يُضفي على جمالها الأخاذ رونقاً وبهاءً ونضارة، فيزيدها فخراً وزهواً بأنها كانت وما زالت وستبقى مهوى الأفئدة، وعشقها السرمدي الأبدي، الذي لن يَفتر أبداً.

بالامس قُدر لي ان اكون واحداً من الحشود الهائلة، التي أمّت المسجد الاقصى المبارك، اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

الطريق الى القدس، يحتاج الى صبر وأناة "وبال طويل"، كما نقولها بلغتنا المحكية، أتعرفون لماذا؟ لأن الاحتلال الكريه، يحاول عرقلة الوصول، من خلال العوائق والممارسات، التي يقارفها. نقطة البداية، كانت الانطلاق من مدينة رام الله، ولمجرد وصولنا الى معبر قلنديا العسكري، الذي تنضح منح روائح وغبار وأتربة العنصرية والحقد الأسود، التي يمارسها المحتلون، فقد طُلب من الرجال الذهاب الى طريق بعيد، مشياً على الأقدام، والانتظار في ممرات حديدية متنقلة، وليست ثابتة، تحت الشمس الحارقة، بينما ينعم جنود الاحتلال بالمظلات، ويتصرفون بوحي من مزاجهم، فتارة يُعيقون الدخول، وتارة اخرى يسمحون، لكنهم يقفون بالمرصاد للشباب فيردوهم على أعقابهم، في ظل حالة من الغضب والحنق، التي تهيمن على وجوههم الغضة، بسبب حرمانهم من الوصول الى أحب مكان لهم.

ما لفت انتباهي بعد الوصول الى باحات الحرم القدسي الشريف، وجود جيش جرار من المتطوعين، وهم موزعون بين الكشافة، وابناء البلدة القديمة، والأشخاص العاديين، ويتولى هؤلاء عملية التنظيم، من خلال ايجاد ممرات للذكور والاناث، ورش المياه على وجوه المصلين للتخفيف عليهم من الحر القائظ.

الأقصى أشد ما يحتاج اليه الزحف باتجاهه، بأعداد وفيرة، ليس فقط في الشهر الفضيل، بل على مدار العام، فاللوحة البشرية، التي يُجسدها ابناء شعبنا في كل جمعة انما تحمل في ثناياها جملة من الرسائل النفيسة وذات المضامين الجوهرية.

مواضيع قد تهمك