نُريده ضيفاً دائم الحضور

كتب محمود السقا- رام الله
كنت أتمنى متابعة لقاء منتخب الكرة الفلسطيني الاول، الملقب بـ "الفدائي الكبير" والبحرين، والذي انتهى، فلسطينياً، بهدفين دون رد، لكن مدرب البحرين، "ميروسلاف سكوب"، حال دون ترجمة هذه الرغبة، باصراره على عدم بث اللقاء تلفزيونياً، حتى لا يكشف أوراقه امام "تركمانستان"، خصوصاً وانه سيلاعب منتخبها في الثالث عشر من الشهر الجاري في العاصمة "عشق أباد"، ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا 2019، المقررة في الامارات.
فوز "الفدائي" شيء جيد، حتى وإن كان طابع اللقاء استكشافياً أو تجريبياً، فالتفوق على منتخب كان في يوم ما قاب قوسين او أدنى من التأهل لنهائيات كأس العالم أمر في غاية الأهمية، وسيكون له كبير الاثر في بث الثقة في نفوس اللاعبين. التفوق بثنائية معناه ان المنتخب بخير، دفاعاً وهجوماً ووسطاً وحراسة مرمى، فالمشكلة، التي طالما كانت تؤرقنا، وهي الضعف في خط الظهر في طريقها للتلاشي والتبدد.
لقد جاءت نتيجة التفوق على البحرين لتؤكد ان صعود "الفدائي" على سلم تصنيف "الفيفا" ما هو الا انعكاس، وتجسيد لتطور المنتخب، ونهوضه وقدرته على اصابة الفوز، وإلا بماذا نُفسر احتلال "الفدائي" المركز 116 على سلم تصنيف "الفيفا"؟ حالة التحسن، التي أصابت "الفدائي"، نُريدها ان تُترجم الى التأهل لنهائيات بطولة أمم آسيا، المقررة في الامارات العام 2019.
نُريد ان يُصبح منتخب الوطن ضيفاً دائم الحضور في نهائيات بطولة الامم، لأن تواجد "الفدائي" في هذا المحفل القاري، انما ينعكس، بالايجاب، على المنتخب نفسه، خصوصاً في الشق المتعلق بالجانب الفني.
ما يُثلج الصدر ان الكرة الفلسطينية لم تعد محطة عبور للسواد الأعظم من المنتخبات، بل إنها اصبحت ترتدي قفازات التحدي، والقدرة على المنازلة حتى في وجه المنتخبات الأكثر خبرة، وهذا الواقع نريد ان يتعزز ويترسخ ويتنامى.