ياسمين نيروخ نجمة مضيئة في الرياضة الفلسطينية

الخليل- كتب هيثم الدرابيع/ في جل الملاعب والصالات والمؤتمرات الصحفية الرياضية تجدها تصول وتجول بكاميرتها التي تعشقها، وكسبت محبة الجميع بفضلها، الرياضة دم يجري في عروقها، ضحكتها مميزة وإطلالتها بهية، تحاور الجميع وتسعى بطلاقة لسانها لكسب الخبرة وتعرف كل خفايا الإعلام الرياضي، وهنا نسلط الضوء على الإبداع والموهبة والتميز في المجال الرياضي أينما كان، فكان هذا التقرير عن الإعلامية واللاعبة الرياضية وأول حكم لكرة القدم من جنس الإناث في محافظة الخليل "ياسمين محمد نيروخ" (27) عاما.
وسط عائلة وأسرة رياضية ترعرت ياسمين، ومن صغرها تعشق الرياضية وتتابع كل تفاصيلها، كانت أمنية حياتها أن تكون لاعبة كرة قدم، لكن العادات والتقاليد خاصة في محافظة الخليل وقفت عائقا أمام طموح ياسمين التي قررت أن لا تستلم لتلك العادات التي باتت تسبب أرقا كبيرا للأنثى وكأنها تقوم بفعل فاضح في الشارع العام، وبعد أن أنهت ياسمين مشوارها في المدرسة وتفوقت في الثانوية العامة، قررت أن تدرس الصحافة والإعلام، وفعلا حققت ما أرادت وتخرجت في جامعة الخليل تخصص صحافة وإعلام، وأصبحت ياسمين إعلامية اقتحمت بكل ثقة مجال الإعلام الرياضي، فتواجدت في الملاعب والصالات، تكتب وتلتقط الصور، وباتت معروفة لدى الجميع كصحفية متمكنة لها سمعتها وصيتها في الوسط الرياضي وبشهادة جل الإعلاميين الرياضيين في الوطن.
"المدريدية " ياسمين نيروخ" صرحت أنها حاولت تأسيس فريق كرة قدم للنساء في محافظة الخليل، لكن فكرتها فشلت بسبب الظلم الواقع على الأنثى، بحجة العيب والحرام والعادات والتقاليد، التي طمست الكثير من المواهب في عاصمة الرياضة الفلسطينية محافظة الخليل، لذا قررت أن تنضم لفريق خارج المحافظة، وفعلا استطاعت ياسمين أن تلتحق بفريق أرثوذكسي بيت ساحور ولعبت مع الفريق موسما كاملا وبرعت في الناحية اليسرى، وبسبب بعض الظروف الاجتماعية تركت الفريق وابتعدت عن ممارسة اللعبة التي تعشقها منذ نعومة أظافرها.
ياسمين لم تيأس وبقت متواجدة بشكل دائم كمصورة وإعلامية رياضية في ملاعبنا وتقوم كذلك ببعض التدريبات الخاصة على أرض استاد الحسين، وبعد تفكير عميق قررت خوض غمار تجربة التحكيم. تقول ياسمين: من خلال متابعتي لمنشورات الاتحاد عبر المواقع المتعددة، كانت هناك دورة للحكام ومقرها مدينة الخليل في مركز اسعاد الطفولة، الدورة للذكور فقط، قررت تقديم طلب للمشاركة في هذه الدورة، وتمت الموافقة وكنت الأنثى الوحيدة بين الذكور، وأنهيت الدورة وحصلت على شهادة فيها، وبدأت ممارسة التحكيم من خلال بطولة الخماسي للسيدات وبطولات مواليد 1999، منوهة إلى أن مهنة التحكيم ليست سهلة والكل معرض للخطأ، لكن الأهم التعلم من الأخطاء وعدم الالتفاف لصيحات الجماهير واللاعبين، وذكرت أنها تتابع كل جديد بخصوص قوانين اللعبة.
أشارت ياسمين أنها تطمح للحصول على الشارة الدولية في التحكيم، فطموحي لا يقف عند التواجد في ملاعبنا فقط بل أن إنسانة لا تعرف اليأس ودائما أعمل واجتهد من أجل الوصول لأعلى المراتب وهذا هدفي في الحياة، والأهم رفع اسم فلسطين عاليا فكل النشاطات التي أتواجد فيها.
ووعدت ياسمين أن تواصل مسيرتها ضاربة بعرض الحائط كل العواقب والصعوبات خاصة التي تتعلق بالعادات والتقاليد، والطريق ما زال طويلا لتحقيق حلمي كاملا واشكر كل من يقف بجانبي ويدعمني ويشجعني على تحقيق ما أريد.
وفي النهاية تمنت الاعلامية واللاعبة والحكم ياسمين نيروخ التقدم لإعلامنا الرياضي، خاصة وأنه يفتقر لوجود إعلاميات قادرات على تقديم برامج أو حتى تقديم وكتابة التقارير بشكل مميز، وأنا أشجع دائما أي اعلامية تريد الخوض في الاعلامي الرياضي كما وأن إعلامنا الرياضي الفلسطيني يحتاج الى دعم وتطور أكثر مما هو عليه الآن مقارنة بالإعلام العربي، ودعت إلى دعم الأنثى في المجال الرياضي، خاصة أن فلسطين تشهد تطورا كبيرا على الصعيد الرياضي في عهد اللواء جبريل الرجوب.