الأسبوع "17" من دوري المحترفين: مباريات قوية ولاهبة وفرق تبحث عن التعويض

الخليل – خالد القواسمي/ تقام يومي الجمعة والسبت مباريات الأسبوع السابع عشر من دوري الوطنية للمحترفين الفلسطيني وأعلنت الفرق حالة الاستنفار العام بين صفوفها.
الفرق بمجملها قسمان: قسم يبحث عن التقدم والاستمرار ليعزز نتائجه الإيجابية وقسم يبحث عن تعويض ما فاته الأسبوع الماضي كي لا يفوته القطار دون الوصل للمحطة التي يرغب في الوصول اليها ولا شك أن المباريات ستكون لاهبة ومثيرة وقوية وخصوصاً تلك التي تجمع الأنداد أو مباريات الديربي وشبيهاتها.
المباريات جميعها تقام في ذات التوقيت الساعة الثالثة مساء الجمعة والسبت وهذا يدلل على نضج الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وشفافيته لا سيما وبأن ذلك في غاية الاهمية وله بعد نظر فالدوري لم ينتهي ولغة النقاط في غاية الحساسية ولكل نقطة تأثير في وضعية الفرق خاصة في الثلاث مراكز الاخيرة ولربما تكون اقل حدة في الصراع على القمة حتى يومنا هذا .
الثقافي ويطا لإبقاء الآمال
العنابي الكرمي في طريقه لإعادة انعاش آماله والانتعاش من خسارته في الاسبوع المنصرم امام اهلي الخليل ويجد الفرصة امامه سانحة للانقضاض على فريق يطا مثخن الجراح .
العنابي لا زال في مركز الوصافة برصيد (32) نقطة ويتطلع لتعثر المتصدر لعل وعسى تتغير الاحوال في قادم المواعيد وان لم يحصل فأقلها عدم خسارة موقعه الحالي كوصيف ويدخل اللقاء بروح مفعمة بتحقيق الانتصار رغبة في اسعاد جماهيره واعادة الثقة التي تعرضت للاهتزاز امام الاهلي وكانت ضربة موجعه في خاصرته .
من جانبه فريق شباب يطا يدخل اللقاء ولسان حاله لا مزيد من الخسائر ووقف حالة النزيف فليس هنالك متسع للتعويض واي نتيجة غير تحقيق الفوز لا تجدي نفعا فوضعه الحالي لا يسمح بغير ذلك ويملك من الرصيد (7) نقاط ويقبع في القبو المظلم لكن لربما يتجدد الأمل اذا ما اعلن انتفاضة فجائية في مباراته امام فريق ليس من السهولة تجاوزه واخضاعه خاصة بأن المباراة تقام على ارضه وبين جماهيره لكن عودتنا كرة القدم لا مستحيل وان كانت جميع الاوراق تصب في صالح العنابي كونوا معنا في المتابعة من ملعب الشهيد جمال غانم في طولكرم.
الغزلان والسمران حكاية لها عنوان
ليس من المستغرب للمتابع لأحوال كرتنا الفلسطينية ان يسمع ويشاهد متغيرات مفاجئة تطفو على السطح دون مقدمات وهنا اقصد على وجه التحديد رحيل المدربين في أي مرحلة مهما كانت حساسيتها فقد تعود المتابع والجمهور الرياضي على ذلك وهذا ما حصل مؤخرا مع مدرب الغزلان بهجت عوده الذي اعلن الرحيل عن فريقه لأسباب ماليه كما ورد في تصريحاته الاثيرية ليتصدر المشهد من بعده مساعده الغزلاني يوسف عيسى واستطاع من قيادة الفريق امام الجار اليطاوي بتفوق ويمني النفس بتحقيق انتصار ثاني ليعلن عن نجاحة كمدرب له رؤية وان باستطاعته المقارعة والقيادة ولربما يكون عامل الحظ يقف بجانبه بملاقاته المتذيل الثاني في سلم الترتيب فريق مركز شباب طولكرم .
في جميع الأحوال الغزلان بالمركز الخامس برصيد (25) نقطة وضيفة الكرمي بالمركز قبل الاخير برصيد (9) نقاط ويسعى الغزلان للعودة مجددا اذا ما سمحت الظروف لاقتحام مربع الكبار بعد فقدانه لتعثره في جولات سابقه حالت دون تقدمه ومحافظته على مركزه كفريق عودنا على ان يكون في الصفوف الاول بطبيعة الحال عشاق الغزلان في اضمحلال وضمور غير معهود والمدرجات تفتقدهم والفريق بحاجة اليهم لدعمه ومؤازرته ومواجهة السمران ليست مفروشة بالورود وينبغي الانتباه الا ان سهم الجريح يصيب اذا ما اعطي الفرصة للتصويب.
الاوراق من الناحية النظرية تصب في أقنية الغزلان في حين أن السمران لا يعترفون بالنظريات خاصة ان كل النظريات تسقط امام فريق يصارع على البقاء وكما يقال الغريق لا يخشى البلل من هنا تكمن الخطورة ولا شك بأن اللقاء يتوقع ان تكون مجرياته ستأتي مثيرة فلا مجال امام السمران سوى الفوز ولا مجال امام الغزلان اذا ما اراد المنافسة على مركز متقدم الا تحقيق الانتصار ولغة التعادل في هذا التوقيت بمثابة خسارة موعدنا على ميدان استاد دورا فالحكاية لها عنوان وحيد النقاط الثلاث لا غير .
الخضر في مهمة صعبه امام العميد
يتطلع كلا من فريق الخضر والعميد الشبابي من رسم نقطة جديده عندما يتواجهان على ارضية استاد الخضر فأبناء المدرب غسان البلعاوي لا يملكون خيارات اكثر من الفوز اذا كان لهم هدف المزاحمة على العبور وعودة البريق خصوصا أن المباراة على ارضهم وبين جماهيرهم.
فيما العميد لن يحتمل تعثر ويعول على وقع اقدام نجومه وفي مقدمتهم اشرف نعمان وابو ناهية وانطلاقات اسامه شعبان لكن هذه المرة تحت قيادة مغايرة بعد مغادرة المدرب ايمن صندوقه واسامه ابو عليا حيث انيطت مهمة القيادة لنجم الفريق الذهبي فهد العتال الى حين السماح بدخول المدرب السابق للعميد رائد عساف الذي تم التعاقد معه مجددا لموسمين او اكثر.
فالعميد لازال يحدوه الأمل باحتلال مركز يليق بسمعته ومكانته والتفريط في النقاط أمر صعب عليه وعلى جماهيره وامكانيات لاعبيه تسمح له بخطف النقاط الا اذا كان للخضر كلمة أخرى يقولها لجماهيره وهذا لا يدخل في باب المفاجآت فالفريق متجانس ولديه القدرة على تحقيق الفارق لكن امام العميد يصعب التكهن لمن ستكون الغلبة .
الخضر في سلم الترتيب بالمركز الثامن برصيد (19) نقطة والعميد بالمركز السابع برصيد(21) نقطة ويتبقى له لقاءين مؤجلين امام الهلال المتصدر والجار اهلي الخليل وهذا ما يعزز فرضية تحقيقه لقفزة نوعية وتقدمه على سلم الترتيب موعدنا الثالثة مساء الجمعة.
الهلال المتصدر امام الاهلي المزمجر
استاد الشهيد فيصل الحسيني لا يحتاج الى التعريف او التغني به فكل ما نعرفه ويعرفه الجميع من عشاق الساحرة المستديرة بأن الميدان الاخضر سيشهد لقاء قمة كبير بين عملاقين الهلال المقدسي صاحب الصدارة برصيد (38) نقطة ولقاء مؤجل والمارد الاهلاوي صاحب المركز الرابع برصيد(24) نقطة وله لقاء مؤجل وكلاهما امام العميد الشبابي , اللقاء يأتي ضمن مسلسل الثأر بالنسبة للهلال وفرض السطوة بالنسبة للأهلي الفريق الوحيد الذي تمكن من اخضاع الهلال لبيت الطاعة ودك حصونه بثلاثية ويمني النفس تحت قيادة مدربة الحالي عمار سلمان لإعادة السيناريو وكما هو معلوم مدرب الاهلي خاض التجربة مع الهلال ومدرب الهلال خضر عبيد خاض تجربة التدريب مع الاهلي لكن الظروف اختلفت كليا في كلا الفريقين من ناحية نوعية اللاعبين وكفاءتهم ونجوميتهم فالهلال يضم كوكبة من اللاعبين الافذاذ في جميع المراكز بفضلهم يتسيد الهلال قمة الدوري الحالي والاهلي عاد للتألق وحافظ على لمعانه وبريقه كفريق له مهابة فخلال ثماني جولات متتالية لم يتعرض لأي خسارة وعزز صفوفه مؤخرا بنجم المنتخب الوطني جوناثان سوريا الذي اطاح في الظهور الاول له هذا الموسم في الاسبوع المنصرم بالثقافي الكرمي بعد اصابة مرماه بهدف ادخله في حالة من الارباك ووسع الفارق بينه وبين الهلال المتصدر .
في جميع الاحوال المباراة ليس بحاجه الى فذلكة واختراعات وتكهنات الفريقين يضمان كوكبة من اللاعبين اصحاب الخبرة وحساسية اللقاء والاجواء المحيطة به تخطف الانظار فهي مباراة هامه جدا فتفوق الهلال يعني اقترابه من الامتار الاخيرة للقبض على اللقب بشكل كامل وتفوق الاهلي يعني ابقاء الوضع مشتعلا وما يريده الاهلي بشكل مباشر مواصلة التقدم وتسجيل انتصار ثان على الهلال كفريق وحيد بين اقرانه استطاع النيل من المتصدر .
بكل تأكيد المباراة لها جوانب اخرى وصراع بين مدربين ناهيك عن ما يعنيه الفوز لاحدهما على الاخر فالجماهير مدعوه لمتابعة الاحداث والعنابي على وجه التحديد الاكثر اهتماما لما ستؤول اليه النتيجة وقلبه يخفق مع الاهلي رغم ان الاهلي قد اصابه بسهم في غير موعده .
مباريات السبت
الترجي في اختبار صعب امام الجدعان
لقاء مميز وصعب للغاية ليس لقوة الطرفين بل لأن اللقاء سيجمع بين ثالث الترتيب فريق جدعان بلاطة برصيد (26) نقطة وترجي وادي النيص عاشر الترتيب برصيد (13) نقطة لقاء يعتبر صعب للترجي الذي يعيش أجواء دوري المحترفين بحالة من الاستغراب حتى الآن رغم تقديمه لوجبات كروية تمتاز بالقوة والصلابة لكن معاناته تكمن في حراسة المرمى وفي فقدان للاعب الهداف صاحب اللمسة الأخيرة الموقف العام للفريق يقع ضمن دائرة الخطر لذا تأتي مباراته امام جدعان بلاطة في غاية الاهمية ويتوجب عليه الخروج بنتيجة ايجابية للدخول في مرحلة من الهدوء وعدم التوتر والارتباك ويدرك المدرب عبد الفتاح عرار خطورة الفريق المنافس ويحفظ لاعبيه عن ظهر قلب لذا من المحتمل الاعتماد على تأمين الجبهة الخلفية بالدرجة الاولى واسلوب المباغتة السريعة للحد من تقدم وخطورة الهجمات الجدعانية.
الهدف الاول للترجي لخروج من حالة القوقعة والهدف للجدعان القبض على الوصافة كمهمة اولى فلكل طرف منهم هدف يبغي تحقيقه وهذا لا يتأتى الا بالاستحواذ على الثلث نقاط كخطوة مرحلية للمواصلة فالجماهير على موعد مع الاثارة والتشويق كونوا حيث ملعب نابلس البلدي.
موقعة دورا والسموع صراع الاشقاء
اللقاء قد لا يكون سهلا على كلا الفريقين وبكل تأكيد ستكون محور النقاط الثلاث الهاجس الاول لدى الطرفين فريق دورا يأمل بعرقلة الجار السموعي ويسعى لتحسين وضعه من ناحية زيادة غلة النقاط ويملك في جعبته حاليا (17) نقطة بالمركز التاسع ويطمح لتحقيق فوز على ارضه وبين جماهيره لطي صفحة خسارته في الاسبوع المنصرم امام العميد الشبابي في موقعة ملعب الحسين بن علي ويدرك الدكتور بشير الطل قائد الجهاز الفني صعوبة المباراة امام فريق متمرس يمتلك عناصر خبرة لها صولات وجولات وتعرف المهام الملقاة على عاتقها ويتوجب من ابناء كتيبة الجبل وضع خطة تمكنهم من مجاراة ضيوفهم لا سيما في عملية كسر الجدار الدفاعي لليث السموعي الذي يعتبر محور الارتكاز وصمام الامان للفريق وهذا يتطلب التركيز باللعب على الاجناب لا حداث خلخلة في الخط الخلفي فمن الصعوبة الاعتماد على الاختراقات من العمق في جميع الظروف دورا يرنو للدخول أكثر في دائرة الأمان خوفا من حدوث مفاجآت في قادم المواعيد لكن عليه الحذر الشديد وتجنب الهفوات الدفاعية كي لا تصاب شباكه لضمان نتيجة ايجابية ويبدو ان الليث السموعي في وضع يسمح لهم بالطمع في اشقائهم والعودة لقواعدهم حاملين نقاط الفوز الثلاث لربما تعيدهم الى احتلال مركز في المربع الذهبي ولا شيء يمنع من مواصلة التقدم ولا يوجد مستحيل في تخطي قاعدة الارض تلعب مع اصحابها .
السموع يحتل المركز السادس برصيد (22) نقطة ويرى نفسه في مهمة شبه سهلة على الورق ولكن المستطيل الأخضر فيه الحديث الكثير في مباريات الديربي وتفاصيل كثيرة ستعلن عن نفسها ميدانيا فلنترقب معا ستكشفه اوراق المباراة على ارض الميدان مساء السبت فالكلمة الاخيرة بأقدام اللاعبين.