غزة الرياضي أمام مفترق طرق .. ودعوات للتوافق لإنقاذ "العميد"

غزة- كتب اشرف مطر/ تترقب الأسرة الرياضية، ما يحدث حالياً في قلعة الأندية، نادي غزة الرياضي، بعد تحديد الثلاثين من الشهر الجاري، موعداً لإجراء الانتخابات العامة، لانتخاب مجلس إدارة جديد يقود النادي في العامين القادمين. ما يدور في أروقة «العميد» عبارة عن حالة من القلق على مستقبل هذه القلعة العريقة صاحبة التاريخ والأمجاد، وأقدم القلاع الرياضية الفلسطينية، حيث تأسس هذا النادي العام 1934، في ظل الحديث عن وجود قائمتين ستتنافسان فيما بينهما.
الوضع الحالي لهذا النادي العريق الذي يبلغ عدد أعضاء الجمعية العمومية له ما يقارب 900 عضو، وهي أحد أهم الجمعيات العمومية على مستوى الوطن يدعو للترقب وربما الخوف، وهذا ما أفصح به العديد من أعضاء الجمعية العمومية، الذين يرون أن بقاء الوضع على حاله في هذه الظروف العصيبة والدقيقة، قد يؤدي لمزيد من التنافر والانشقاق بين الأعضاء، وقد لا يخدم النادي في المستقبل، خاصة فريق الكرة الأول الذي يعاني في الدوري ويقبع حالياً في المركز الأخير برصيد 7 نقاط، ويحتاج في المرحلة المقبلة إلى التفاف الجميع حوله.
العميد في خطر ما يمكن قوله، في هذا التوقيت الدقيق وقبل أيام على انعقاد الجمعية العمومية غير العادية، إن العميد في خطر شديد، وإنه آن الأوان للعقلاء من أبناء هذه القلعة وأيضاً القيادات الرياضية الوازنة والمسؤولة في هذا البلد، أن يتحركوا بسرعة قبل فوات الأوان، باتجاه جمع الفرقاء من أبناء النادي، عبر التوافق على مجلس إنقاذ يقود النادي في المرحلة المقبلة.
فمصلحة هذه القلعة البيضاء تحتم على كل أبناء النادي الغيورين عليه، أن يتوافقوا فيما بينهم، فجميع الانتخابات السابقة للعميد على مدار أكثر من سبعة عقود من تاريخ هذه المؤسسة العملاقة، تشير إلى أن الانتخابات في هذه القلعة تختلف عن أي انتخابات أخرى لأي مؤسسة رياضية، ولها خصوصيتها وديمقراطيتها، لذلك أمام هذا الواقع المرير الذي تعيشه المؤسسة هذه الأيام ، وفي ظل الحشد الذي تقوم به كل جبهة على حدة، من الصعب أن تتفوق أي قائمة على أخرى، وعليه قد نذهب إلى الانتخابات في ظل هذا الواقع، لكن قد تكون النتيجة كارثية؟ أو قد نذهب إلى مزيد من الانشقاق والفرقة! وهذا طبعاً سيدفع ثمنه النادي وفرقه الرياضية، وفي مقدمتها فريق الكرة الأول، الذي تأثر كثيراً بحالة الازدواجية التي يعيشها النادي، فتراجعت نتائجه وبات مهدداً بالهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، وبالتالي قد يدفع فريق الكرة ضريبة هذا الانقسام الحالي والواقع الذي يعيشه النادي.
ما الحل؟! ما الحل إذن؟
سؤال يطرحه العشرات بل المئات من أبناء العميد ومن أعضاء الجمعية العمومية، ويجيب عنه الحاج سالم الشرفا أحد مؤسسي هذه القلعة والذي تجاوز من العمر عقده الثامن بالقول: «المطلوب الآن من كل عضو في الجمعية العمومية لنادي غزة الرياضي، أن يحكم ضميره، وأن يختار ما يخدم هذه المؤسسة، فالوضع خطير جداً، والنادي وصل لمرحلة لم يعهدها طوال تاريخه.
وأضاف الشرفا : وهو يجلس في أحد أطراف هذا النادي، الذي كان أحد المساهمين في بنائه: الحديث يدور الآن عن وجود قائمتين، وأنا هُنا لا أتحدث عن أسماء، بل أدافع عن «العميد» وأقول للجميع، نادي غزة الرياضي أمانة في أعناق الجميع من أعضاء الجمعية العمومية.
وتابع: «أتمنى من الغيورين على النادي أن يلتقوا فيما بينهم، وأن يتفقوا على مجلس توافقي للحفاظ على العميد وتاريخه، وأما دون ذلك فإننا نسير باتجاه إغراق العميد، وهذا ما لا نتمناه، فالحفاظ على العميد وهيبته وتاريخه وعملقته أمر لا يحتاج إلى وفاق أو اتفاق، لكن بما أننا وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ودخل النادي في مرحلة الخطر، وانعكس هذا الوضع على مستوى جميع الفرق الرياضية في كرة القدم والسلة واليد وغيرها من الألعاب الفردية فإن الجميع لا بد أن يقف ويراجع نفسه، وأن يضع مصلحة النادي فوق أي مصالح أخرى.
حتى لو اختلفوا فيما بينهم، فالاختلاف كما عرفناه على مدار كل العقود لهذه القلعة كان لحماية غزة الرياضي.
الغول.. التوافق فقط
ويرى الرياضي خضر الغول عضو الهيئة العامة بنادي غزة الرياضي والذي تقلد أكثر من منصب رياضي في النادي خلال الفترات الماضية، أنه لا مجال إلا بالتوافق.
وأشار إلى أنه كإنسان ينتمي إلى مؤسسة العميد، ويرغب في مساعدة النادي للخروج من كبوته فإنه يطالب الجميع بضرورة الالتقاء والاتفاق والذهاب يوم 30 الجاري، بقائمة توافقية لا انتخابات، بحيث تكون هذه الخطوة الأولى لإعادة الهيبة للعميد، وأما دون ذلك، فأعتقد أننا مقبلون على مزيد من الأيام الصعبة والمريرة التي يمكن أن يعاني منها «العميد» والتي لا أتمناها كابن من أبناء هذه القلعة العتيدة.