بال سبورت :  

القدس- فداء رويضي/ أتخذوا من "درجات باب العامود" ومن أسطح الدكاكين في سوق خان الزيت ساحات للتدريب، وعلى سور المدينة العثماني، تراهم يسبحون في الهواء كسباح محترف، وبقفزة واحدة يستعرضون حريتهم في سماء القدس ثم يعودون إلى الأرض حيث الواقع المقيد، هم فرقة "باركور القدس" الذي أسسه الشبان الثلاثة: محمد البكري "19 عاما"، قتيبة أبو سنينة "19 عاما"، وسامي البطش "21 عاما".

 

الباركور " فن وفلسفة"

تصنف الباركور كرياضة متطرفة، تحتاج جرأة ولياقة بدنية عالية، فعلى اللاعب الإنتقال من مكان الى أخر بأكبر قدر من السرعة وبالشكل الذي يستهلك أقل قدر ممكن من طاقته، والباركور هو فن يستخدم فيه اللاعب نشاطات بدنية متعددة كالجمباز وبعض الفنون القتالية.

ومع مرور الوقت تتحول لعبة الباركور الى فلسفة حياة، فإتقان مهاراتها كالقفز على الحواجز والجرأة وأداء حركات خطرة تمنح لاعب الباركور قدرة على التغلب على المخاوف، فينتقل ذلك الى الواقع ويطبقها اللاعب في حياته، وهذا ما يفعله أعضاء فرقة "باركور القدس" يقتنصون لحظات من الحرية داخل المدينة المحاطة بالحواجز العسكرية، والحاجز في طريقهم أرض خصبة للعبة.

يقول سامي البطش أحد مؤسسي الباركور في القدس: "تعرفت على لعبة الباركور عام2008 من خلال فيلم حيث كان يحتوي على مشاهد القفز بين الأسطح والمطاردة بطريقة تلفت الإنتباه، بحثت عنه على شبكة الإنترنت، ثم تعرفت على الباركور، خرجت الى منطقة أسطح الدكاكين وبدأت بتطبيق ما شاهدته وقرأته عن لعبة الباركور والتي انطلقت من فرنسا.

الباركور في القدس غير

لعبة الباركور، من فرنسا انطلقت الى القدس وصلت، ولأن ممارسة الباركور في القدس ليست كأي مكان بالعالم، واجه أعضاء الفريق صعوبات من قبل الإحتلال، فتم اعتقالهم أكثر من مرة، يقول سامي: "ذات مرة، كتبت اسم اللعبة على الحائط في المكان الذي نتدرب فيه، وما أن وصلت بدأت بكتابة الحرف الأخير حتى وجدت عددا كبيرا من شرطة الإحتلال تحاصرني، فتم توقيفي في مركز التحقيق لمدة 24 ساعة بتهمة "التخريب".

ويضيف: ذات صباح جئنا لنتدرب كالعادة ، فوجدنا الفرشات المخصصة للتدريب قد باتت أسلاكا متناثرة ، أيقنا لاحقا أن المستوطنين قد حرقوها، ومن يومها اتخذنا الأرض بديلا، ما أدى الى إصابة أحد أعضاء الفريق بكسور في كتفه، عدا عن ذلك فشرطة الإحتلال توقفنا أثناء التدريب وتصادر بطاقاتنا الشخصية.

الوصول للعالمية حلم يراود لاعبي الباركور المقدسيين، ولتحقيق هذا الحلم يتجاوزون أي عائق يقف في طريقهم، يقول سامي: "عندما نمارس الباركور نشعر بالحرية، هذه الرياضة في دمي، لدرجة أنني عندما كنت كنت أمارس اللعبة وأنا معتقلا داخل زنازين الإحتلال قمت بالقفز من تخت الى آخر