شغب الملاعب.. آفة خطيرة تحتاج إلى علاج حقيقي قبل فوات الآوان

غزة- كتب اشرف مطر/ انسحاب الشجاعية أمام شباب رفح، قبل نهاية الشوط الأول من لقاء الجولة العاشرة، في دوري الوطنية موبايل لأندية الدرجة الممتازة في المحافظات الجنوبية، والنتيجة تشير إلى التعادل الايجابي بهدف لمثله، بعد طرد لاعبه حسام وادي، أمر كان متوقع الحدوث في أي وقت في ملاعبنا، في ظل حالة الاحتقان الزائد والمتفشي بين الجماهير، وتحديداً جماهير الشجاعية وجماهير رفح (خدمات وشباب رفح).
فرغم أن اتحاد الكرة اتخذ كل الاجراءات الاحترازية اللازمة لانجاح اللقاء قبل المباراة، ومنها لقاء رئيس بلدية رفح والشرطة وممثلي أندية شباب وخدمات رفح واتحاد الشجاعية لتأمين اللقاء واخراجه على أفضل ما يكون، وهو ما أكدته جميع الأطراف قبل اللقاء، إلا أن المعطيات على الأرض قبل اللقاء كانت عكس ذلك. فقد اتضح أن الأمور بين المسؤولين مختلفة تماماً عنه بين الجماهير، فكل شيء تم الاتفاق عليه قبل المباراة تم نسفه حتى قبل انطلاق اللقاء، فالجماهير لم تلتزم لا باتفاقيات الأندية، ولا بالمصالحة العلنية التي كانت في نادي خدمات رفح قبل عدة أسابيع، والأمور على هذا الشكل تنذر بايام صعبة تنتظر الكرة في المحافظات الجنوبية.
فالجميع في هذا القطاع الصامد، يجد في كرة القدم عنصر الوحدة الوحيد في ظل الانقسام البغيض، والمتنفس للجميع، لذلك على الجميع أن يحافظ على هذا العنصر الذي يجمع الكُل الفلسطيني بكافة انتماءاته وألوانه، فهذه القلة القليلة من الجماهير غير الواعية التي تسعى للفتنة لا بد من وأدها الآن قبل فوات الأوان. الأمر في ملاعب كرة القدم في المحافظات الجنوبية أصبح لا يطاق، فالضغط واضح من الجميع، أجهزة فنية واداريين والجماهير وهي ظاهرة غير مسبوقة وتكاد تكون موجود في أغلب اللقاءات، فلا أحد يتقبل قرارات الحكام، حتى لو كانت قرارات صحيحة.
اتحاد الكرة من جهته، تعامل مع العقوبات منذ الجولة الأولى من الدوري عبر اتخاذ عقوبات نقل المباريات بحق اتحاد الشجاعية والشاطئ في الجولة الأولى، واستمر في نقل اللقاءات وآخرها بحق ناديي خدمات رفح واتحاد خان يونس، لكن كل هذه القرارات لم تكن رادعة لتلك الجماهير للكف.
فما نراه في الملاعب هو آفة أو وباء خطير، يحتاج إلى علاج لاستئصاله بشكل نهائي، قد تكون الحلول أحياناً قاسية وغير منطقية، لكن إذا كان العلاج على قساوته سيعيد البوصلة إلى وضعها الطبيعي فَلِمَ لا، فالأشقاء في جمهورية مصر العربية منعوا الجماهير منذ أحداث موقعة بورسعيد الشهيرة، وأعتقد أنه بالإمكان اتخاذ مثل هذا القرار خلال مرحلة الاياب من الدوري التي ستكون أصعب بكثير من مرحلة الذهاب، وخلال هذه الفترة يتدخل العقلاء والمخلصون من أبناء هذا الوطن وهم كُثر لعلاج هذا الورم والعمل على استئصاله من ملاعبنا وبعدها لكل حادث حديث. أعلم ان اتحاد الكرة سيعقد، جلسة له لمناقشة تداعيات لقاء شباب رفح واتحاد الشجاعية، وفي هذا الصدد أتمنى على اتحاد الكرة الذي أعد للقاء بشكل جيد، أن يتعامل مع اللقاء بعيداً عن حسابات الفوز والخسارة ونقل لقاءات فقط، لأن الأمور الآن أخذت منحى آخر أكثر خطورة من ذي قبل، لذلك مطلوب دراسة تلك الظاهرية بتعمق شديد واتخاذ القرار الذي يحفظ لنا استمرار هذا النشاط الذي يوحد الجميع خلفه.