بين مكة والقدس وطهران..

كتب محمود السقا- القدس
لتصرف، بحكمة وحنكة، في أدق الأوقات وأصعب الظروف،
ينم عن حُسن بصر وبصيرة، وفي تقديري، فإن حرص القيادة الرياضية على الظهور في
وسائل الإعلام السعودية، على اختلاف ألوانها ومشاربها، كانت الخطوة الأهم والأبرز،
والتي لا بد منها، لا لشيء إلا لوضع النقاط فوق الحروف بدلاً من ترك الأمور غامضة
وملتبسة وضبابية، ما يعني فتح الأبواب في وجه بعض الأقلام، كي تسكب مدادها بعيداً
عن الواقع، وبمنأى عن المنطق.
استضافة الزميل تركي العجمة لرئيس اتحاد الكرة
الفلسطيني، كانت على قدر كبير من الأهمية، خصوصاً في ظل شيوع أخبار مُلفقة وكلام
مخطوء، بهدف إضفاء المزيد من الإثارة والبلبلة في آن معاً.
ما لفت الانتباه في حديث اللواء الرجوب للزميل
العجمة رفضه التام والمُطلق لشائعة مؤسفة سَرَت، كما تسري النار في الهشيم وتقول:
ان العاصمة الإيرانية طهران هي الملعب المحايد، وقد جاء الرد على هذه المقولة
المُلفقة، وأنقل بالحرف كما جاء على لسان الرجوب: "هذا الكلام مُعيب بحق مَن
يقوله ويُروج له، وحين يكون لدي حق الاختيار، فإنني اختار القدس أولاً، ثم عندي
جدة ومكة والرياض، نعم هذه المدن الثلاث هي الامتداد التاريخي والجغرافي والسياسي
لفلسطين والقضية الفلسطينية".
هذا الكلام قبل ان يكون مُقنعاً ومُفحماً، فإنه
كلام يحمل في ثناياه روح المسؤولية، وفي نفس الوقت، فإنه يُبدد كافة الشكوك،
والأهم انه يدحض الافتراءات والأراجيف والأكاذيب، التي تقفز الى واجهة الحدث في
مثل هذه الظروف.
من حقنا ان نتمسك بمكتسب الملعب البيتي، ومن
حقنا ان نتشبث بهذا الخيار، باعتباره منجزاً وطنياً حقيقياً، بدليل أننا بذلنا من
اجله الكثير.. الكثير حتى أصبح حقيقة ماثلة أمام الجميع.
نعم القدس أولاً، وستظل تتقدم عما سواها، مثلما سنظل
ندافع عن هذا الخيار الثابت، وإذا انعدمت الحلول لأسباب منطقية ووجيهة ومُقنعة
فساعتئذٍ فإن عمقنا العربي سوف يتبوأ واجهة تفكيرنا واهتمامنا.