شريط الأخبار

غزلان الجنوب.. التتويج بتاج الدوري جاء ببصمات واضحة للجهاز الفني واللاعبين

غزلان الجنوب.. التتويج بتاج الدوري جاء ببصمات واضحة للجهاز الفني واللاعبين
بال سبورت :  

غزة- كتب أشرف مطر/ أخيراً وكما توقعنا، ذهب اللقب الأغلى والأصعب والأجمل على مدار المواسم الخمسة الماضية من دوري "جوال" للمحترفين، لصالح غزلان الجنوب، بينما حل بلاطة وصيفاً.
قبل اللقاء كتبنا أن حظوظ الغزلان هي الأقرب لتاج الدوري للمرة الثانية في تاريخ النادي، والثانية في غضون آخر ثلاثة مواسم فقط، خاصة أنه يملك أفضلية النقطة عن بلاطة، اضافة لعاملي الأرض والجمهور في مباراته الأخيرة أمام دورا الجار والذي يلعب موسمه الأول في دوري المحترفين وأمن البقاء وهذا أقصى ما كان يتمناه.
كل المعطيات قبل اللقاء كانت تشير إلى أن الغزلان في طريقهم لتحقيق الفوز على دورا، والتتويج بلقب الدوري، وهذا ما تحقق، لكن الأجمل تمثل في أن الجميع سواء من جانب جماهير الغزلان التي احتشدت بالآلاف من أنصار النادي في استاد دورا الدولي، أو جماهير الجدعان التي ذهبت صوب ملعب نابلس لمؤازرة فريقها، وقفوا جميعاً على اطراف أقدامهم وهم يتابعون اللقاءين المرتقبين.
فالأمور بالنسبة لبلاطة حُسمت مُبكرا بهدفين في الشوط الأول، بينما اختلف الحال في دورا، حيث انتظر فريق الظاهرية حتى الدقيقة 62 من عمر الشوط الثاني ليبدأ احتفالاته الرسمية، عندما افتتح التسجيل عبر هاني أبو بلال، واستمرت الاثارة والمتعة والخوف من قبل جماهير الغزلان على النتيجة والمباراة والخوف من ذهاب اللقب للجدعان، حتى الوقت بدل الضائع والذي شهد احراز الغزلان للهدف الثاني للاعب سياف الهواشلة وهو هدف الاطمئنان وتأكيد التتويج.

الطريق إلى التاج
الوصول إلى البطولة والتتويج بها، بالنسبة لغزلان الجنوب، كان له أسباب كثيرة، لكن يأتي في مقدمة تلك الأسباب الجوهرية التي وضعت الغزلان على منصات التتويج، للمرة الثانية في تاريخه، هو حسم مواجهاته المباشرة مع المنافسين المطاردين له وهما بلاطة وهلال القدس، ففي الدور الأول تغلب الظاهرية على بلاطة الوصيف على أرض الأخير (3/2)، كما تغلب أيضاً على هلال القدس المنافس الآخر (2/1)، بينما تعادل في مرحلة الاياب مع كلا الفريقين، فقد تعادل سلباً مع بلاطة، وايجاباً أمام هلال القدس (1/1)، وهو ما يعني انه حصل على 4 نقاط من كل فريق، بينما نال بلاطة وهلال القدس نقطة واحدة، وهو ما يجيب على تساؤلاتنا، كيف تُوج الغزلان باللقب؟ الجواب واضح وصريح، فالفارق مع الوصيف بلاطة هو نقطة واحدة، وهو ما يعني أن نتيجة الفوز المباشر في الذهاب كانت حاسمة، ونفس الأمر ينطبق على هلال القدس الثالث، فقد كان فوز وتعادل الظاهرية حاسماً، لأنه حرم الهلال من 5 نقاط وهي الفارق الآن بين البطل وصاحب المركز الثالث.


أبو ارقيق وكيفية التعامل مع الدوري
لكن وراء كل هذه الإنجازات والنتائج الطيبة مدير فني قدير اسمه الكابتن ابراهيم ابو ارقيق الذي عرف كيف يتعامل مع المباريات على مدار المرحلتين، وهو يحدث المزج بين مَنْ تبقى من لاعبين، وآخرين قدموا ومنهم مَنْ غادر قبل انطلاق مرحلة الاياب، وما بين خمسة أو ستة ناشئين تم تصعيدهم للفريق الأول، والأهم من كل هذا كان الدعم الكبير من قبل الادارة، والالتفاف الدائم والمستمر من قبل جماهير الغزلان، فقد هيأ الجميع أنفسهم من اجل بناء فريق قوي للمستقبل، في ظل سياسة التقشف التي انتهجتها الادارة الحالية، للتخفيف من نفقات فريق الكرة، لكن هذا التخفيف لم يكن على حساب نوعية وجودة اللاعبين، بل على العكس قل عدد اللاعبين القادمين، من خارج أسوار النادي، لكن من حضروا كانوا منتجين، وحققوا للجهاز الفني كل ما أراد.
أما الأمر الأهم من وجهة نظري المتواضعة، فهي ثقافة البطولة بالنسبة للغزلان، وهي ثقافة أصبحت موجودة ومتأصلة باللاعبين، بدليل أن الفريق توج بلقبين في آخر ثلاثة مواسم، وكان وصيف الموسم الماضي حيث حل ثانياً خلف ترجي واد النيص وبفارق 3 نقاط فقط.

مسيرة بطل
أيضاً من عوامل التتويج هذا الموسم بالنسبة لفريق الظاهرية، أنه عرف كيف يتعامل مع لقاءات مرحلة الاياب، وهي الأهم دائماً، لأنها تُمثل الحسم بالنسبة للبطولة، فالظاهرية استطاع على مدار 11 لقاءً خاضها في الاياب أن يحقق الفوز في 8 مرات ويتعادل في 3 لقاءات، بينما لم يتلق أي خسارة، وهو ما يعني ان الفريق جمع 27 نقطة من أصل 33 نقطة، وهذا معدل مرتفع للغاية، فالفريق الذي لا يخسر طوال مرحلة كاملة هي الأصعب يستحق خلالها التتويج بتاج الدوري، وهذا ما تتحدث عنه الأرقام.
أيضاً هنالك بعض المواجهات الخاصة بخلاف مواجهة بلاطة والهلال، أيضاً ساهمت في التتويج بلقب الدوري، وأذكر من تلك المواجهات الفوز الصعب على الخضر (1/0) في الأسبوع السابع عشر، والفوز الخارجي الكبير على ثقافي طولكرم (3/0) في الأسبوع الثامن عشر، وهذا الفوز كان أحد محطات الفريق الهامة جداً، لأنه أبعد من طريقه العنابي الذي كان قريب للغاية من المنافسة، أما اللقاء الأبرز والذي كان يحسب له جمهور الظاهرية ألف حساب من أجل الاقتراب من تاج الدوري، فتمثل في الفوز الثمين على أهلي الخليل (1/0) في الأسبوع العشرين، فهذا الفوز مهد الطريق للبطولة.
الأمر الآخر فهو القوة الدفاعية الكبيرة التي تسلح بها الفريق الغزلاني طوال مشواره في الدوري، فالفريق استقبلت شباكه 10 أهداف فقط طوال مشواره في الدوري، منها هدفين فقط في مرحلة الاياب، هدف سجله الأمعري وانتهى اللقاء لصالح الغزلان (2/1) وهدف التعادل لهلال القدس (1/1)، وهُنا لابد من الاشادة بالدور المتميز الذي لعبه ثنائي حراسة المرمى وليد قيسية وغانم محاجنة، ورباعي خط الدفاع : محمد كبها، وسيم هلون، هلال الصانع، ومصعب البطاط.

مواضيع قد تهمك