شريط الأخبار

"تجربة الشارع" في غزة.. شباب جعلوا منها بُعدًا آخر لحياتهم الرياضية

تجربة الشارع في غزة.. شباب جعلوا منها بُعدًا آخر لحياتهم الرياضية
بال سبورت :  

غزة- أحمد الحاج أحمد/ إذا ما وددت زيارة بعض الأماكن العامة كالحدائق والميناء وشاطئ البحر في قطاع غزة للترفيه عن نفسك وعائلتك، فسوف ترى ثُلة من الشباب الرياضي يقومون بممارسة حركات بهلوانية رياضية مثيرة وفريدة، تكاد لا تراها إلا في العروض الرياضية الاحترافية أو في عروض السيرك الشعبي.

ورغم أنها رياضة مبتكرة حديثاً وقد يعتبرها البعض أم الرياضات، إلا أنهم يقومون بممارستها باحترافية شديدة رغم قلة الإمكانيات المتوفرة لهم بل نكاد أن نقول أنها معدومة، لولا اجتهاداتهم الشخصية في توفير معداتهم الرياضية.
هذه الرياضة تعتمد على القوة الجسدية والعصبية العالية، إلا أنها تضفي متعة كبيرة جداً سواء في ممارستها السلسة أو على صعيد الجمهور الذي يلتف حولهم بعد أن خطفوا لُبه بالحركات الفريدة التي يقومون بها، وذلك لحداثتها في قطاع غزة الذي يضم فريقاً واحداً مكوناً من خمسة شباب يداومون على ممارسة هذه الرياضة، بل أصبحت عندهم أسلوب حياة ولديهم ورغبة جامحة في تعلم كل جديد فيها لتطويرها والرقي بها.
بكر المقادمة (23) عاماً، يقول: إن فكرة ممارسة هذه رياضة "تجربة الشارع" أو كما تسميتها الغربية "street workout" جاءت بعدما استنفذ تقريباً العديد من الرياضات التي مارسها قديماً كالسباحة وغيرها، إلا أن ما وجده في هذه الرياضة الجديدة أمر مثير ممتع للغاية.
وأوضح أنه والفريق لا زالوا يعملون على نشر الفكرة وثقافة الرياضة في المجتمع الغزي، الذي لربما يكون عرف عنها القليل من برامج المواهب العربية والغربية، إلا أن الشباب الرياضي يُقبل بصورة قليلة على ممارستها، وذلك لعدة أسباب أهمها أننا نمارسها في أي مكان في الشوارع والحارات والحدائق العامة وشاطئ بحر غزة.
وتابع، لذلك فريقنا يضم خمسة أشخاص فقط وجلهم من أصدقاءنا بالأصل، وأثبتوا أنهم على قدر عالٍ من المسئولية الرياضية بعدما خاضوا عديداً من التدريبات الشاقة الشعبية والمنتشرة في المجتمع لكن بأسلوب خاص، إلا أننا نخص كل يوم بتدريب معين بغية الوصول لنتائج معينة.
وأكمل، انضم إلينا العديد من الشباب الذي يريد أن يمارس رياضة "تجربة الشارع" إلا أن العديد منهم انسحبوا بعد تدريبات شاقة، مؤكداً أن من يلعب من صميم قلبه للرقي بالرياضة هو من لا زال معنا في الفريق، مضيفاً، صحيح أنها مرهقة في بدايتها إلى أن من لديه طموح كبير لا بد عليه أن يقابل ذلك بالاجتهاد الكبير.
وختم بكر حديثه بالقول، إن المؤسسات الرياضية المحلية لا تمنح الرياضات الجديدة اهتماماً كافياً رغم أن دعماً يقتصر على نوع معين من الرياضة الفلسطينية، وهو ما دفعه وأصدقاءه إلا ممارسة الجديد بشكل فردي خاص، رغم أنه لم يخفِ رغبته بالحصول على الدعم من الجهات المعنية بتطوير الرياضية.
بدوره، يقول إياد عياد (23) عاماً وزميل بكر في الدراسة الجامعية، إن الفريق يسعى في الفترة الراهنة إلى توفير مكان خاص بالتدريبات التي يقومون بها، عوضاً عن الحدائق التي يذهبون إليها ليلاً بعد خلوها من المتنزهين، متمنياً من المؤسسات الرياضية دعم رياضتهم والاهتمام بها لأنها تستحق ولها مستقبل كبير.
وأضاف، العديد من الشباب الرياضي الذي لا تكون عنده معرفة كافية بـ"تجربة الشارع" معتقداً أنها شيء بسيط يسهل ممارسته بعدما يرى السلاسة الكبيرة في الحركات، وعند تجريبه حركة واحدة فقط يدرك صعوبتها كونه لم يتدرب على ذلك كما الفريق، مؤكداً أن المجتمع بدأ يعرف شيئاً فشيئاً عن هذه الرياضة بعد تعمدنا ممارستها في الساحات الشعبية لنشر ثقافتها بين الناس.
وأكد إياد أن "street workout" تحتاج إلى تدريبات عادية لكن بنسبة مرتفعة كرياضة "السويدي" والركض والضغط والمعدة والعقلة وحتى "نط الحبل" وما إلى ذلك من هذه الرياضات المعروفة، وهو ما يجعل منها سهلة الممارسة في أي مكان كان، موضحاً أن شباب الفريق قاموا بتوفير المعدات اللازمة لاصطحابها معهم لدى توفر المكان، لدرجة أنهم قاموا بلحام حديد في إحدى اليافطات على شاطئ البحر كونهم يمارسون الرياضة هناك بكثافة.
وتابع، ثلاثة أيام في الأسبوع معدل ممارستنا لها لكن بشكل مكثف، وفي كل يوم نقوم بتطبيق حركات معينة جديدة، نكون بالطبع شاهدناها على الانترنت من محترفين أجانب أو قمنا بابتكار حركات أخرى.
ولا زال الشباب الغزي يحاول بطريقة أو بأخرى الهروب من الواقع والبحث عن حياة مفعمة بالحيوية محاولاً استعادة حريته المسلوبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً مع غياب العديد من وسائل الترفيه في قطاع غزة، على الرغم من غياب الدعم الرياضي من المؤسسات الرياضية المعنية وخصوصاً إن كانت فريدة ومبتكرة، التي يجب عليها تشجيع الشباب الرياضي ودعمهم للرقي بالرياضة الفلسطينية.

 

مواضيع قد تهمك