شريط الأخبار

رافي عصفور يكتب آخر وأجمل فصول الإقلاع بـ"طائرته" ويترجل عن صهوة الإبداع مع معشوقته

رافي عصفور يكتب آخر وأجمل فصول الإقلاع بـطائرته ويترجل عن صهوة الإبداع مع معشوقته
بال سبورت :  

رام الله- كتب محمد الرنتيسي/ أخيراً، قص رافي عصفور، على عشاقه ومحبيه، آخر فصول حكاية إبداعاته وفنياته، في ميادين الكرة الطائرة الفلسطينية، عبر رحلة امتدت لأكثر من عشرين عاماً، عندما ظهر لآخر مرة، كلاعب في صفوف فريقه "سنجل" في المباراة الاحتفالية، التي أقيمت خصيصاً لمناسبة اعتزاله، ضمن مهرجان كبير، احتضنته صالة جامعة بيرزيت، وحضره عديد الشخصيات الرياضية، يتقدمهم أمين عام اللجنة الأولمبية، منذر مسالمة، والعميد جبر عصفور رئيس اتحاد الكرة الطائرة السابق، والدكتور خالد ملوح، رئيس دائرة التربية الرياضية بجامعة بيرزيت، ونور الدين خروب، المدير العام للمعهد التقني العالمي، راعي الاحتفال، وأعضاء اتحاد الكرة الطائرة رامي دحادحة ومنير التلاحمة، وممثلون عن الاتحاد الرياضي لمؤسسات التعليم العالي، ونادي وبلدية ومدارس سنجل، ورؤساء الأندية الصديقة والمؤسسات والمراكز الشبابية والاتحادات الرياضية، فضلاً عن عائلة النجم رافي عصفور، وجمهور غفير، ملأ مدرجات وجنبات الصالة.
واستهل حفل المشهد النهائي لمسيرة "الأسطورة" والذي تولى عرافته الزميل محمود السقا، بالسلام الوطني الفلسطيني، فتلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء، ومن ثم ألقيت الكلمات من اللجنة الأولمبية، وجامعة بيرزيت، مسرح الحدث، وفعاليات بلدة سنجل، واتحاد الكرة الطائرة، حيث عدد المتحدثون مناقب اللاعب الخلوق والمبدع، واستعرضوا تاريخه الابداعي مع الكرة الطائرة، على وقع هدير الجماهير التي هتفت للاعب الكبير رافي عصفور، ولوحت بلافتات طبع عليها عبارات محبة ووفاء له، وأخرى زُينت بالرقم (14) الذي حمله طوال مسيرته، في لمسة وفاء من محبيه، وتخلل الحفل عروض رياضية بألعاب "الكابويرا" الاستعراضية، لفرقة "باركور" القدس، وعرض فيلم قصير، استعرض مسيرة رافي عصفور ومشواره منذ البدايات، كما وزع خلال الحفل كتيب خاص يروي تفاصيل مسيرة عصفور، وأبرز محطاته وإنجازاته.

رحيل بتوقيت مناسب..
رافي عصفور.. الذي تغنت به الجماهير في أهازيجها، وسرعان ما تحول اسمه شهداً على ألسن عشاق الكرة الطائرة، يرسم اليوم أجمل اللوحات الفنية، بريشته الماهرة، فيبهر الجماهير بسحره وإبداعاته حتى وهو مودعاً، وقطعاً لا زال هذا اللاعب العملاق يملك الكثير الكثير.. هذا النجم الذي طوّق مهاراته الفنية العالية، بسوار من الأخلاق الحميدة.. فطيلة فترة مسيرته ولمعان نجوميته في ملاعب الكرة الطائرة، لم ينل إنذاراً، أو حتى تنبيهاً.. ولا شك أن "العصفور الطائر" نفسه، يدرك جيداً مدى قدرته على العطاء، ومواصلة التحليق في أجواء اللعبة، لكنه اختار أن يحديد موعد نهاية مشواره بنفسه، طوعاً، فدفعه فكره الرياضي الناضج، لاختيار الرحيل، وهو في قمة التوهج والنجومية، كي يبقى في ذاكرة محبيه على مر الزمن، وقبل أن تتردد إلى مسامعه همسات تحمل في ثناياها، دعوته إلى الاعتزال.
الجماهير التي راقبت الحدث، كانت غير مصدقة لما يجري، وتتمنى لو "تفيق من حلمها".. ولسان حالها يسأل: "هل تنتهي اليوم بالفعل حكاية رافي عصفور"؟؟.. العملاق الذي وقفت كلمات الثناء بـ"تواضع" أمام فنه وسحره، سيودع الملاعب، ويلقي عصا الترحال.. فكيف سيكون شكل الملاعب بدونه؟.. تماماً كما يُترك الحصان وحيداً بلا فارس، ولعل تنقلا بسيطاً بين انجازات عصفور مع ناديه، تؤكد حقيقة القول بأنه كان الملهم لأفراح جماهيره، وكلمة السر في إسعادها.

نجم كبير يستحق الكثير..
منذر مسالمة أمين عام اللجنة الأولمبية، أكد في كلمته أن رافي عصفور نال شهادة القاصي والداني بأدائه وحنكته وقيادته، فكان لاعباً بحجم فريق، أحب الكرة الطائرة فأحبته، لعب فأبدع، ودرب فأبهر.. قالوا عنه "الأسطورة" و"الكوماندوز" و"المايسترو" و"العصفور الطائر".. لكن حتى هذه الألقاب لم تعطيه حقه.
وأضاف: "تبعاً لمهارة رافي عصفور وسحره وإبداعه وعطائه، نلتقي اليوم في هذا الحفل المهيب، ونشكر القائمين عليه، والمعهد التقني العالمي على رعايته، ولفتته الكريمة، وأتمنى أن تكون سنة حسنة من المؤسسات الوطنية، فندعم المبدعين ونكرمهم لحظة انتهاء المسيرة، ولتكن هذه المبادرة، ثقافة رياضية ومجتمعية، تسحب على مركبها كل الجهات الرسمية ومؤسسات القطاع العام، بما يترك صدى طيباً لدى اللاعب المفتخر بما قدمه، ويحفز الجيل القادم لمزيد من العطاء، بوفاء وإخلاص وإبداع وإتقان".
وختم مسالمة: "نحن على ثقة، أن من أبدع في اللعب، سيكون له شأن في اتحاده، وسيعمل مع رفاقه على تطوير هذه اللعبة التي تحظى بشعبية جارفة، ونحن على يقين بأن رافي عصفور لا زال يملك الكثير كي يقدمه، لزيادة جودة المنتج الرياضي الخاص بهذه اللعبة".

"العريس" قدوة لرياضيي الوطن..
قال الدكتور خالد ملوح، رئيس دائرة التربية الرياضية في جامعة بير زيت، أن رافي عصفور، المُكرم اليوم، يعتبر قدوة مُثلى لرياضيي الوطن، بأخلاقه العالية، ومسيرته الناجحة بعالم الكرة الطائرة، وأضاف: "اليوم تودع ملاعب الكرة الطائرة، الفلسطينية والعربية، نجماً كبيراً ومتألقاً، توهج لما يزيد عن عشرين عاماً، حيث لم تخلُ بطولة أو مناسبة أو حدث، يتعلق بهذه اللعبة، إلا وكان رافي عصفور مع صفوة من يحضرون، ويشاركون ويتألقون، راسماً البسمة والفرح والاعجاب، على وجوه مشجعيه ومنافسيه، سواءً بسواء".
وخاطب عصفور قائلاً: "إن كانت ملاعب الكرة الطائرة قد خسرتك كلاعب، فإن مناطقها الفنية هي عرينك الجديد، ودائرة التربية الرياضية بجامعة بيرزيت هي من كسبتك، لتقدم عصارة نجوميتك وخبرتك وعلمك للأجيال القادمة، وأود أخيراً أن أشكر راعي المهرجان (UTI) على هذه اللفتة الكريمة التي يستحقها العريس.

رافي يستحق التكريم..
عماد الصوص، العضو ببلدية سنجل، أكد في كلمة القاها نيابة عن فعاليات البلدة، أن شهادته برافي عصفور، نابعة من واقع معايشته له وهو في بداية مشواره مع الكرة الطائرة، مؤكداً أن هذا اللاعب الخلوق، من اللاعبين المشهود لهم بالأخلاق والسلوك الطيب، الذي يجبر كل اللاعبين والإداريين والمشجعين، على الزحف لمهرجان تكريمه، مجدداً التأكيد على أن سنجل محظوظة بهذا العملاق، والنجم الكبير، الذي يُعد ظاهرة، يصعب مقارنته بغيره.

إلى ميدان آخر..
وعدد منير التلاحمة، ممثل اتحاد الكرة الطائرة، مناقب "عريس الحفل" رافي عصفور، مبيناً أن الكلمات تعجز عن التعبير، بحق هذا النجم الكبير.. بأخلاقه ومسيرته الناصعة، مبيناً أن عصفور سيودع الملاعب اليوم، لكنه سينتقل إلى مكان آخر للعطاء والإبداع، سعياً لتصويب أوضاع اللعبة، وتطويرها.

مباراة استثنائية..
هي مباراة استثنائية، أقيمت وسط أجواء ودية واحتفالية للغاية، تجلت فيها فنون اللعبة، وقدم خلالها النجم المعتزل رافي عصفور، استعراضاً مميزاً، ذكّر الحضور بمهاراته الفنية الأخاذة، هجوماً وإعداداً، فحرص على التنويع في مهارات اللعبة، وأمتع الجمهور بهجومه الضارب تارة، وجمله التكتيكية الرائعة في الإعداد، والخداع بالكرات الساقطة تارة أخرى، والهجوم من اللمسة الأولى أحياناً، وكأنه يريد ايصال رسالة بأن رافي عصفور، اعتزال اللعب وهو بالفعل في قمة العطاء، وليس جزافاً، أو مجاملة من رفاق دربه.
وتألق لاعبو سنجل الذين قادهم رافي عصفور للمرة الأخيرة، وأبدعوا في مهارات اللعبة، فظهر عمر فقهاء وزياد عصفور ومهند فقهاء ومحمد عصفور وجهاد الهندي، والبدلاء شادي عصفور وطارق غفري، واللاعب الحر أحمد عصفور، وعلى الطرف الآخر كان لاعبو منتخب نجوم فلسطين يستعرضون مهاراتهم، ويذكّرون الجماهير بفنون ألعابهم، وقادهم النجم الكبير، الذي رافق عصفور كظله في ميادين اللعبة وفرقها ومنتخباتها الوطنية، أيمن عودة، إلى جانب حسين قدومي، أحمد خالد، عايد حمدان، المخضرم أحمد حمارشة، محمد شاكر، نصر الصفدي، راني عصفور، شادي الشوبكي، خلف يامين، عبد الهادي رضوان، والمخضرم نزار معروف، وجميعهم حملوا الرقم (14) تكريماً واحتراماً لصاحبه، رافي عصفور.
وحملت مباراة تكريم رافي عصفور طابع الاحتفال بعيداً عن المنافسة، وعلى الرغم من ذلك وضح طابع نادي سنجل في روح الفوز دائماً، حتى لو كانت المباراة تكريمية واحتفالية.. كيف لا وقائدهم رافي عصفور، الذي لم يعترف بفارق المستوى يوماً ما؟.. وظهرت الدهشة على لاعبي فريق نجوم فلسطين من القوة التي يلعب بها فريق نادي سنجل، الذي فاز بالمباراة بثلاثة أشواط دون رد.

لحظة وداع بدموع الفرح..
جاءت لحظة وداع رافي عصفور للمباراة عند النقطة (14) من الشوط الثالث والأخير، لتبدأ مراسم اعتزاله، وظهرت دموع اللاعب الخلوق أثناء وداعه للملاعب، ولوّح عصفور بيده للجماهير مودعاً، واتجه إلى زملائه في الفريقين، وصافحهم، وشكرهم على التواجد في مهرجان تكريمه، وشوهد أكثر من لاعب في سنجل، ونجوم فلسطين، يذرفون الدموع على فراقه، وقام بتسليم قميصه رقم (14) لزميله مهند فقهاء، وواصل مصافحة راعي الحفل وكبار الحضور قبل أن يتجه إلى دكة البدلاء حتى صافرة النهاية، لتبدأ بعدها لحظات تكريمه.

احتفاء بطابع البطولة..
قام راعي الحفل نور الدين خروب، مدير المعهد التقني العالمي، ومنذر مسالمة أمين عام اللجنة الأولمبية، بتسليم الدروع والميداليات التقديرية للاعبي الفريقي، وحكام اللقاء: فتحي جمال، أزهر خطاطبة، بسام سماعنة، باجس عبد الكريم، ومحمود كنعان، وتسلم معروف شطارة مدرب منتخب نجوم فلسطين وسمير عصفور مدرب فريق سنجل كأسي المباراة، وقام نادي سنجل بتكريم راعي البطولة، وجامعة بيرزيت على استضافتها لهذا الحفل.

تكريم صادف أهله..
وحرص ممثلو الهيئات والمؤسسات والأندية الرياضية، وفي مقدمتها اللجنة الأولمبية، واتحاد الكرة الطائرة، وراعي الحفل نور الدين خروب، وفعاليات سنجل كافة، وجامعات بيرزيت ممثلة برئيس الدائرة الرياضية الدكتور خالد ملوح، والنجاح ممثلة بالدكتور جمال شاكر، والعربية الأمريكية ممثلة بعميد شؤون الطلبة الدكتور معن زكارنة، ودائرة النشاط الرياضي ممثلة برئيسة الدائرة صفاء أسعد، والاتحاد الرياضي لمؤسسات التعليم العالي ممثلة بأحمد حمارشة، والعديد من الشخصيات الرياضية، وزملائه في المنتخبات الوطنية، ولاعبي فريق سنجل، وحتى الضيوف، على تكريم "عريس الحفل" حيث قدموا له الدروع التذكارية والهدايا القيمة، في تكريم صادف أهله، وجاء الدور على عائلة النجم عصفور، والديه، وزوجته وأولاده، الذين حرصوا على التواجد معه في هذا اليوم المهيب، وسط أمنيات الجميع بالتوفيق للكابتن رافي عصفور، في محطته القادمة، وسارت لحظات التكريم للمُحتفى به، وسط أجواء احتفالية كبيرة.

حلمي تحقق..
قدم رافي عصفور اللاعب المعتزل، الشكر للجنة الأولمبية، وجامعة بيرزيت على استضافتها لمهرجان اعتزاله، ولراعي الحفل المعهد التقني العالمي، وأضح أن حلمه تحقق بإقامة مهرجان اعتزال لمسيرته، وشكر كل من ساهم في إقامة هذا المهرجان الكبير، وكل من وقف بجواره خلال مسيرته في الملاعب، سواء في النادي أو المنتخب الوطني، والإعلام الذي واكب مسيرته، واعتبر أن التكريم يشكل حافزاً لبقية اللاعبين، لبذل مزيد من الجهد والعطاء، وصولاً للتميز الذي ننشده.
ووجه والد رافي عصفور الشكر، للمعهد التقني العالمي، لرعايته الكريمة، ومشاركتنا فرحتنا بهذه المناسبة الكبيرة، لتكريم لاعب كبير بحجم رافي عصفور، الذي قدم الكثير للرياضة الفلسطينية.
فرحة جميلة في مناسبة كبيرة..
معروف شطارة، المدرب الوطني الدولي بالكرة الطائرة، أعرب عن بالغ سعادته بهذا التكريم والذي يعكس الحرص من القائمين عليه، على تكريم أصحاب الجهود المخلصة، وشكر الجماهير، التي وقفت خلف النجم رافي عصفور في يوم الوداع، تكريماً لمسيرته المظفرة.

مواضيع قد تهمك