اللواء الرجوب يحقق فوزاً كاسحاً يمنحه ولاية ثانية لرئاسة الاتحاد

أريحا – دائرة الإعلام بالاتحاد – حقق اللواء جبريل الرجوب فوزاً كاسحاً في انتخابات اتحاد كرة القدم الفلسطيني بعد فوزه بولاية ثانية، بحصده ل 192 صوتاً من أصوات الناخبين بالجمعية العمومية متفوقاً على منافسه جبر عصفور الذي حصد 69 صوتاً ، في الانتخابات التي جرت في فندق انتركونتننال أريحا وذلك بالتزامن مع قطاع غزة ، بمشاركة أكثر من 80 % من الأندية الأعضاء، حيث تواجد رئيس الوزراء د.سلام فياض ، ومندوب الاتحاد الدولي بريمو كارفارو ، ومندوب الاتحاد الآسيوي جيمس جونسون ، وممثل عن الأمير علي بن الحسين د.فايز أبوعريضة ، والأمين العام للاتحاد الإماراتي لكرة القدم د.يوسف عبدالله .
كما تم انتخاب أعضاء مجلس الاتحاد الجديد وذلك على النحو التالي : إبراهيم أبوسليم نائباً للرئيس، والأعضاء أحمد أبوالرب ، تيسير نصر الله ، سميح العبد ، د. جمال ابو بشارة ، يوسف لافي ، سهيلدعيبس ، محمد أبوصوي ، صلاح الجعبري من المحافظات الشمالية .
وعمر العيناوي ، اسماعيل مطر، سعد حاكورة، يوسف صرصور، محمد الدلو ، فتحي أبوالعلا من المحافظات الجنوبية، إضافة لثلاثة عضوات هن سوزان شلبي، غادة رباح وغادة أبورمان .
وكانت مراسم العملية الانتخابية قد بدأت باجتماع غير عادي للجمعية العمومية ،افتتحه الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء بكلمة تمنى فيها النجاح واستمرار مسيرة الرياضة عموماً وكرة القدم والشباب خصوصاً .
وأكد د. فياض على عدد من النقاط الهامة كاستمرار توجيه المسيرة التربوية الرياضية الشبابية في الفترة القادمة ، وبذل كل جهد ممكن في تحييد الأنشطة الرياضية عن كل التجاذبات السياسية ، مشدداً على ضرورة توفير كل عناصر النجاح ليس فقط في الوطن وإنما في الشتات كذلك ، متمنياً أن يفضي هذا المشروع لإعادة الوحدة للوطن ، والوصول للنهاية الحتمية للمشروع الوطني وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف .
كما أكد فياض على أن المجلس الأعلى هو العنوان المعتمد لإدارة ملف الشباب والرياضة في الوطن والشتات وكل أماكن التواجد الشعب الفلسطيني ، ولابد من توفير كافة مقومات النجاح بتمكينه بهذه المهمة النبيلة ، لافتاً إلى أن كافة الاجراءات ستتخذ لتمكين الاتحاد من إدارة المنشئات الرياضية بما يعود على الرياضة بكافة مكوناتها لاستمرار أن تكون عنوان لنجاح الشباب ، والنهوض بطاقاتهم ، والانخراط بالمشروع الوطني بكافة المجالات ، متمنيا كل التوفيق والنجاح لرئيس الاتحاد الذي سيتم انتخابه .
وعرض بعد ذلك فيلم وثائقي قصير يلخص مسيرة الاتحاد في الدورة السابقة ، وما تم تحقيقه من إنجازات كافتتاح ستاد الشهيد فيصل الحسيني ، وإقامة أول مباراة دولية على أرضه ، واعتماد الملعب البيتي، وتطور الكرة النسوية الفلسطينية وعدد من الإنجازات الأخرى .
من جانبه عبر مندوب الفيفا برونو عن سعادته لحضور هذا الاجتماع ناقلاً تحيات رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر وتهنئته لإجراء انتخابات اتحاد كرة القدم .
وتحدث برونو عن أهمية كرة القدم في تقريب المسافات بين الشعوب، وإلغاء العنصرية وضرورة تحييدها عن السياسة، وأكد على أهمية هذا الاجتماع والانتخابات ، منوهاً إلى أن الفيفا سيواصل دعمه للاتحاد بغض النظر عن الفائز في الانتخابات كما في السابق في عديد المناسبات .
بدوره امتدح ممثل الاتحاد الآسيوي جيمس جونسون انجازات الاتحاد في السنوات السابقة ، وخاصة تطوير الكرة النسوية التي أصبح لها ثقل في كرة القدم الفلسطينية ، والتي شاركت في العديد من المسابقات الإقليمية والدولية .
كما عبر د. فايز أبوعريضة ممثل الأمير علي بن الحسين، عن فخره للوقوف على أرض فلسطين الطاهرة في هذا العرس الديمقراطي والذي يعزز ويؤكد المضي في الطريق الصحيح ، مضيفاً "إنكم تكملون مسيرة بدأ مشوارها في المحافل الدولية والعالمية ، منذ ثلاثينيات القرن الماضي عندما شاركت فلسطين في تصفيات كأس العالم عام 1930 " ، إضافة إلى الانجازات التي تحققت في السنوات الماضية ، كالمشاركة في بطولات عربية ودولية واقليمية واستضافة منتخبات عربية ودولية .
وأكد أبوعريضة على وقوف كافة الأشقاء العرب مع الفلسطينيين لايمانهم بعدالة قضيتهم ، وخاصة الأردن التي يعشق الأردنيون تنفس هوائها والقيادة الهاشمية وعلى رأسها الملك عبدالله الثاني تضع فلسطين في سلم أولوياتها .
وأضاف أبوعريضة " إننا بتوجيهات من الأمير علي بن الحسين نضع كافة إمكاناتنا وكوادرنا في خدمة كرة القدم الفلسطينية ، إيمانا منا بأنه واجب علينا نحو الاشقاء والأهل ، لقد مررتم بصعوبات حاولت اعتراض مسيرتكم المظفرة ، ورغم ذلك تجاوزتم المحن وحققتم إنجازات عميقة في مجالات متعددة " ، متمنياً أن يتم الحفاظ على هذه الانجازات والبناء عليها .
أما أمين عام الاتحاد الإماراتي لكرة القدم د. يوسف عبدالله ، فنقل تحيات الرئيس الفخري للاتحاد هزاع بن زايد ، ويوسف السركال رئيس الاتحاد، مؤكداً على دعمه الدائم للاتحاد الفلسطيني ، واستعدادهم لتقديم كل عون في المجال الرياضي، متمنياً النجاح للمشاركين في هذا العرس الديمقراطي .
وأعقب ذلك تكريم العديد من الشخصيات التي ساهمت في تطور كرة القدم الفلسطينية ، وتركت بصمة في تاريخها الناصع ، مثل رئيس الفيفا بلاتر ، والرئيس محمود عباس، وقائد المنتخب الوطني السابق صائب جندية، وقائدة المنتخب الوطني السابقة هني ثلجية ، وعارف عوفه ، إضافة لقائد المنتخب الوطني الحالي رمزي صالح ، الذي عبر عن فخره بهذا التكريم معتبراً أن اعتماد الملعب البيتي هو أكثر الإنجازات أهمية ، موجها شكره نيابة عن لاعبي المنتخب الوطني للواء جبريل الرجوب ومشدداً على أهمية الرياضة لإمكانية إيصال رسالة للعالم قد تكون أقوى من المنبر السياسي .
كما تم تكريم وجورج غطاس الذي اعتبر هذا التكريم هو الأحلى والأجمل لسببين ، أنه جاء برعاية فارس الرياضة الفلسطينية وصاحب الفكر الثاقب والرأي الصائب والذي تمرد ضد الواقع المفروض والمرفوض ، والسبب الثاني أن هذا التكريم جاء أمام قادة الحركة الرياضية الفلسطينية والتي ساهمت في إثرائها .
وقال رجب شاهين في كلمته عقب تكريمه " إن هذا القائد الرياضي نقل الرياضة الفلسطينية من موضعها المحلي إلى آفاقها الآسيوية والأقليمية والدولية ، وعمل على اعتماد الملعب البيتي واستقدام الفرق العربية والدولية واقامة اللقاءات الخارجية " ، موجهاً كل الشكر والتقدير لكل من قدم جهداً في النهوض بالرياضة الفلسطينية .
بدوره اعتبر عزام اسماعيل أن هذا التكريم هو بمثابة مسؤولية جديدة لمواصلة العمل الرياضي، مستذكرا مواقف بعض المواقف الرياضية السابقة للواء الرجوب كإصراره على اعتماد الملعب البيتي لفلسطين في أول كونغرس للفيفا عقب انتخابه ، اذ كان موقفاً صارماً ليس قابلاً للمساومة، وهو ما وجد الاحترام والتقدير من الجميع واستطاع كسر الحصار الرياضي المفروض على فلسطين .
واستذكر اسماعيل موقفاً آخر وهو افتتاح ستاد الشهيد فيصل الحسيني في الأول من تشرين أول عام 2010 ، عندما اعتقد البعض أنه من المستحيل أن يتم الانتهاء من كافة الأمور وافتتاح الملعب في ذلك التاريخ ، لكن تحمل الرجوب للمسؤولية وإرادته وتصميمه وقوله سنربط الليل بالنهاربالعمل ، كان كفيلاً بإنجازه في الموعد المحدد .
وتحدث اللواء جبريل الرجوب في كلمته عن الفترة السابقة والتحديات التي واجهته كالاحتلال وإفرازاته وأحقاده وأدواته وحقده على كل ما هو فلسطيني وإنساني ، والذي يعمل على نفي كل فلسطين كارض وشعب ومستقبل ، والذي كان يتجلى بتقييد حركة اللاعبين والاداريين ، بناء المنشئات ، استقدام خبراء ، استلام تجهيزات رياضية حتى من الفيفا .
"التحدي الثاني كان الانقسام ، انقسام في الوطن في الشعب والقيادة ، وهذا تجلى فيما كان وحصل فيما بعد ، الرياضة انتظمت في مكان وتعطلت في مكان آخر ، وكان هناك محاولات للتلاعب في وحدانية التمثيل الرياضي، "التحدي الثالث تمثل الصراعات الحلقية بين منظمومة العمل الأهلي والحكومي ، هذا الصراع وفر منطقة رمادية وكان ذلك على حساب الرياضة والوطن" ، والتحدي الرابع هو غياب التخطيط الاستراتيجي المرتبط بالتطوير والتأهيل والتأسيس والعدالة في الرعاية والاهتمام ، واعتقد انني وزملائي بمجلس الاتحاد ، وبدعم مطلق من الرئيس أبو مازن وحكومته ، وتعاون شبه كامل من رؤساء الأندية وكل القوى الفاعلة من نخب سياسية واقتصادية واجتماعية ، استطعنا ان نححقق ما حققناه ، لقد حاصرنا الاحتلال من خلال تعاون مع الفيفا ، مرتبط بمنظمومة قيمية أخلاقية، واحترامنا المطلق لقوانين وأنظمة الفيفا ، وهو ما أبقى على فلسطين كعضو فاعل ومؤثر وقادر على انتزاع حقوقنا بلغة قيمية اخلاقية .
واستعرض الرجوب أهم الإنجازات التي تحققت كالاعتراف بالملعب البيتي والحصول على تسهيل بحركة اللاعبين ، وشق للكثير من القنوات والجسور والتي ما كانت لتشق لولا جهود الأردن في فتح جسور عبور باتجاه فلسطين ، ومساعدة عديد من الاتحادات العربية والدولية في فك الحصار الرياضي المفروض .
واعتبر الرجوب أن ما تحقق قبل أسبوع من اتفاق حركتي فتح وحماس ، هو بداية نهاية أي محاولة للتلاعب بالرياضة الفلسطينية ، موجهاً شكره للرئيس أبومازن،وداعياً الأندية للعمل على دفن الانقسام ، وأن تبقى الرياضة خالية من الفصائلية والجهوية والأجندة الشخصية ، وحيى حركتي فتح وحماس لاقتناعهم أخيراً باحترام قرار وتوجهات الرئيس بأن الرياضة هي عنوان الوحدة ، ولا علاقة لها بالانقسام ، مضيفاً " يجب ان يكون هذا الاجتماع دفنا للانقسام في مزابل التاريخ وإلى الأبد " .
كما أكد الرجوب تأسيس رؤى مرتبطة بمكانة اللاعب ، اذ أصبح مفخرة للرياضة الفلسسطينية ، طالباً من الجمعية العمومية توفير كل الشروط لإعطاء اللاعب قيمته الحقيقية وانسانيته ، منوهاً إلى أن قرار استبعاد التعزيز من الخارج كان مصلحة وطنية فلسطينية بامتياز .
وقال الرجوب "لقد حصلنا على موافقة الفيفا بطرح مساق تدريبي في مجال الإدارة الرياضية ،لبناء كادر رياضي مؤهل ،وعلى الرغم من التحسن الملحوظ ولكن ما زلنا في بداية الطريق .
وأشاد الرجوب بشركاء النجاح وهم النظام السياسي والقطاع الخاص والمنظومة الأهلية وهي الأندية ، معبراً عن اعتزازه بكونه رئيساً للاتحاد في الفترة السابقة وأن ما تحقق هو انجاز للرياضة والرياضيين ،رافضاً أن يمن على أحد بجهد وطني قام به ، واصفاً هذه المرحلة بالتاريخية .
واعتبر الرجوب أن أهم انجاز تحقق هو هذا الاجتماع ، " فأن تجتمع الضفة وغزة وبنفس الاجندة والرغبة عن كل القوى السياسية هو دليل على إنجاح وحدة الحركة الوطنية الرياضية ، ومطلوب الجمعية العمومية بغزة أن تحمي ذلك بقرار ليس له علاقة بالتجاذبات السياسية ، والإنجاز الثاني هو عقد هذا الاجتماع بناء على أسس ديمقراطية حقيقية " ، مؤكداً رفضه القاطع لأي تدخل من قبل القوى السياسية في هذه الانتخابات .
ليعلن في نهاية حديثه تقديم استقالته بشكل رسمي قبيل الاقتراع ، ليتم بعدها استعراض التقرير المالي والإداري للاتحاد في فترته السابقة ، والذي تم اختصاره بإجماع الجمعية العمومية للاتحاد للتعجيل بإجراء مراسم الاقتراع .
وفور انتهاء العملية الانتخابية والإعلان عن النتائج ألقى اللواء جبريل الرجوب كلمة أمام حشد كبير من الحضور بمناسبة فوزه ، مباركاً للقضية والرياضة الفلسطينية قائلاً: "ما حصل هو تصويت سياسي بامتياز له علاقة بالأخلاق والقيم والانتماء، وكان هنالك محاولات لدفن الرياضة الفلسطينية، اسقطت بعملية ديمقراطية أخلاقية، بالرغم من قدرتي على أخذ منحى آخر دون المساس بالقانون سواء بالسر أوالعلن ، ولكني رغبتي الشخصية كانت الاحتكام للصندوق " .
وأشار الرجوب أنه لا يجوز أن يترشح أي رجل أمن دون قرار سياسي واضح بذلك، ولكنني آثرت الحفاظ على صورة وعضوية فلسطين في الفيفا ، لعلمي المسبق بأن موازين القوى ودرجة الانتماء لصالح الرياضة، وليست لصالح دفن الرياضة ومشروع أعداء الشعب الفلسطيني .
وأضاف " إن برنامجي هو امتداد لما قمت به في السنوات ال 4 الماضية ، سأستمر في مأسسة الاتحاد وتثبيت قيم واخلاق الفيفا والنزاهة والشفافية، ولا شرعية إلا لمن يلتزم بالقوانين، لقد استحوذت الانتخابات على اهتمام إقليمي ودولي كبير، وهو ما يدل على مكانتها العالية والمرموقة على المستوى الدولي، وأتعهد بأن تبقى الرياضة عنصر وحدة للوطن والشعب والقضية ، ولن تكون جزءا من الانقسام .