شريط الأخبار

الديسي يقرع الجرس: السباحة الفلسطينية بحاجة الى ربيع رياضي

الديسي يقرع الجرس: السباحة الفلسطينية بحاجة الى ربيع رياضي
بال سبورت :  

بقلم طاهر الديسي / القدس

منذ زمن ليس بالبعيد لم أكتب معلقا او متحدثا عن السباحة الفلسطينية وانا احد ابنائها ولاعبيها الذين عاصروا هذه الرياضة لسنوات طويلة سواء على مستوى المشاركة او على مستوى تنظيم البطولات من خلال مواقع معينة افسحت لي المجال ان اتطلع عن قرب على ارقام السباحين ومستوى البطولات فنيا وتنظيما وغير ذلك من التفاصيل الهامة لتكون اليوم بمثابة بركان ثار بداخلي واجبرني ان اكتب ناقدا نقدا بناء وانا ارى واقع السباحة الفلسطينينة يتدهور في ظل طموح وابداع وارادة حديدية عند ابناء هذه اللعبة لا تلقى الاهتمام والرعاية من القائمين عليها والمنتخبين بادارة دفة الاتحاد والمضي قدما بطموحات وارادة اللاعبين واللاعبات وتوفير المناخ المناسب لهم لتحقيق الانجازات التي تليق بفلسطين .

مما لا شك فيه ان الرياضة في فلسطين وفي عهد اللواء الرجوب تميزت وتطورت وحظيت باهتمام رسمي محلي وعربي ودولي واعلامي غير مسبوق ولست من اولئك الذي يقولون ان رياضة كرة القدم هي التي حظيت بهذا التميز وحدها دون غيرها من الرياضات لانني ارفض تلك الثقافة التي يحاول فيها البعض الاتكال على شخص واحد بكل المهام والمسؤوليات ونحمله مسؤولية النجاح او الاخفاق دون ان نلتفت الى دورنا ومساهمتنا وبصمتنا في احداث النجاح او التسبب بالاخفاق وكأن شخصا واحدا وجب عليه تحقيق المعجزات وتحمل المسؤوليات عوضا عن الجميع .

الرياضة في فلسطين ليست كأي دولة على الاطلاق فالرياضة في هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعا جزء لا يتجزا من نضالنا ضد المحتل ونضالنا في سبيل انتزاع كافة حقوقنا المشروعة هي رسالة وطنية وقومية ونضالية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، ومن هنا فالرياضة مسؤولية وواجب على كل فلسطيني وعربي وجب عليه المساهمة في النضال ضد الاحتلال والعمل على تحرير الوطن المسلوب واجب على كل فلسطيني قادر على دعم هذا القطاع بامكانياته المختلفة بغض النظر عن موقعه او حجم هذه الامكانيات ودون ان تقترن حتى بتحمل مسؤولية مباشرة في ذلك من خلال ناد او اتحاد فاللاعب عليه مسؤولية العطاء وبذل المجهود المضاعف في سبيل الرياضة الفلسطينية والاب عليه رعاية ودعم مواهب ابناءه اخلاصا للرياضة الفلسطينية والمعلم في المدرسة عليه ان يوجه قدرات الطلبة وامكانياتهم اخلاصا للرياضة في فلسطين وللقائمين على اي اتحاد او ناد تحمل المسؤولية والشفافية والتضحية اخلاصا للرياضة الفسطينية وللمسؤول والاعلامي والسياسي بذل مجهوده للرقي في الرياضة الفلسطينية ومن هنا تحية لكل من ساهم في احداث النقلة النوعية في الرياضة الفلسطينية في الفترة الاخيرة كل حسب امكانياته دون الدخول في جدلية تقييم المرحلة الماضية فبغض النظر عن الاراء المختلفة الى انها تعتبر فترة متميزة ونوعية بالنسبة للسابقة ويمكن ان تكون افضل بكثير اذ ما وحدت مزيد من الجهود والطاقات وعملنا عمل الرجل الواحد .

وبالعودة الى موضوع السباحة الفلسطينية هذه الرياضة التي تميزت فيها فلسطين لسنوات طويلة وحصدت ميداليات عربية واقليمية في كثير من البطولات التي تشهد لسباحينا الابطال ومن هنا ارغب بتقييم بسيط لهذه الفترة التي شهدت تغييرات على الاتحاد وهذه اللعبة وانا في العادة لا اقبل الا ان اكون مهنيا ومحايدا ومعبرا عن صوت الحق والقاعدة المستهدفة والتي تتمثل هنا بالسباحين والسباحات على امتداد الواطن الواحد والكبير، ومن هنا اسمحوا لي ان ارفع قبعة الاحترام والتقدير للسباحة الفلسطينية في عهد الادارة القديمة فانجازات السباحة في ذلك الوقت كانت حصاد عمل دوؤب ومنظم من اعضاء الاتحاد كافة واؤكد هنا ان تلك الفترة لم تكن مثالية بالمطلق او ايجابية بالمطلق ولكننا كنا نتحدث عن بطولات منظمة ومرتبة كنا نتحدث عن ارقام سباحين وسجلات تنافسية موثقة وموضحة كنا نتحدث عن مشاركات دولية وعربية ذات صدى وكنا نتحدث عن حراك اعلامي متميز لهذه الرياضة، كنا نتحدث عن مهنية متميزة على صعيد التحكيم واالانقاذ سواء على مستوى الممارسة او على مستوى الدورات التي غابت عن مسابح الوطن في الفترة الماضية.

وهنا استخدم مجبرا الفعل الماضي الناقص كان لانه حقيقة غابت كل هذه الصور عن الاتحاد الفلسطيني للسباحة والرياضة المائية في الفترة الاخيرة فلم نعد نشهد بطولات منظمة ولم نعد نشهد دورات متنوعة ولم نعد نقرأ ارقام وانجازات السباحون والسباحات ولم تعد مشاركتنا الخارجية ذات صدى كالسابق ولم يعد السباحون يشعرون بنفس الشعور التنافسي السابق ولم نعد نسمع عن خطط وبرامج للنهوض بواقع السباحين والاندية تلك الاندية التي غابت عن منصات التتويج بعد ان اعتلتها لسنوات طويلة غابت ولم نسال انفسنا من المسؤول عن هذا الغياب ولماذا واين ذهب من كان يحصد الذهب من ابنائهم وبتميز .

هذا عتاب على قدر المحبة ونقد بناء على قدر الاحتياج لادارة الاتحاد الفلسطيني للسباحة والرياضة المائية وخاصة وانه تربطني بهم جميعا علاقة مميزة وانا اؤمن بقدرتهم على ادارة الدفة كالسابق وربما افضل ونقدي هذا لا يأتي الا في سياق المسؤولية وضرورة النقد البناء لاي مؤسسة كانت لتهيئة ظروف الاصلاح ومعالجة الاخطاء والتقصيرات وخاصة مع ارتفاع وتيرة الشكاوي من قبل السباحين خلال احتكاكي المتواصل معهم لتزداد شاكية تراجع الاوضاع بدلا من تقدمها نحو الافضل.

وهنا اؤكد انه واهم جدا من يعتقد انني أروج للادارة السابقة فهي كلمة حق لا بد ان تقال وانا من اولئك الذيم يؤمنون بضرورة التغيير ولكن التغيير الذي يصب في المصحلة العامة وانا كذلك اؤمن بطاقات وقدرات الادارة الجديدة ولكنها بحاجة الى ترتيب اوراقها المبعثرة بشكل افضل على صعيد اداري وتنظيمي اولا وعلى صعيد فني ثانيا .

وفي هذا السياق لا بد ان اثير قضية هامة فباختلاف ادارات هذا الاتحاد الى انه هناك حقائق ثابتة على صعيد هذه اللعبة وخاصة على المستوى الفلسطيني فرغم تراجع اداء ادارة الاتحاد فالملاحظ ان ارقام السباحين في تحسن وبعض الاندية تستعيد عافيتها ورونقها رغم غياب الاهتمام والرعاية سواء من الاندية او من الاتحاد وهذا يرد الى السباحين انفسهم وانا قادر ان ادافع عن موقفي ضاربا مثلا حيا هو فريق جبل المكبر الذي بدأ ينهض من جديد من خلال احد السباحين هو البطل حمزة عبدة وبروح جماعية جمعت السباحين ليقرروا العودة الى الوجبات التدريبية باشراف السباحين انفسهم يتحملون الاعباء الادارية والمالية دون دعم يذكر هذا مثال وغير ذلك من الامثلة كثيرة وهي لا تأتي من فراغ بل تاتي من واقع حتمي ان من يمارس رياضة السباحة في مجالها التنافسي يمارسها عن عشق وارادة صلبة فهي مرهقة للغاية ومكلفة للغاية وبحاجة الى امكانيات فنية تختلف عن باقي الرياضات فمن يدخل عالم المنافسة في السباحة لا يقبل ان يتركه بسهولة ولهذا ستبقى فلسطين تنجب السباحين المميزين وعلى الاتحاد بعض النظر عن ادارته ان يتحمل المسوؤلية ويستغل هذا العنصر الايجابي او يستقيل بشرف خيرا من البقاء بلا جدوى ولا فائدة .

حالي كحال اي فلسطيني افتخر بالحراك الرياضي الذي تشهده الساحة حراك لا يستحق الثناء والاحترام والتقدير فحسب بل يستحق الدعم والمؤزارة من كل المواقع في الشارع والبيت والنادي والمدرسة والجامعة والملتقى والوزارة والسلطات الاربع التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية ولنستغل جميعا هذا الحراك وهذه المرحلة المتميزة لتنعكس على كل الرياضات ولنبذل كل مجهود ممكن بدلا من تكتيف الايدي والوقوف موقف المتفرج ننتظر التغيير دون المساهمة في صنعه وليس عيبا ان تعتذر عن ما لا نستطيع فعله بدلا من فعله مرغمين او مناكفين فيصدق فينا ذلك القول بين حانا ومانا ضاغت لحانا .

وفي الختام الى سباحي وسباحات فلسطين وانا اعلم انكم تمتلكون ارادة صلبة كصلابة جبال فلسطين الشامخة اليكم وانا اعلم انكم تضحون ماديا ومعنويا ودراسيا وجسديا في سبيل هذه الرياضة وعشقكم لها اليكم يا من تتحلمون نفقات السفر لتمثيل فلسطين اليكم يا من لا تجدون من يقدم لكم بدلة رياضية تحمل اسم فريقكم اقول لكم استمروا وامضوا بمزيد من العزيمة والارادة فعليكم الرهان الاكبر وانتم المعادلة الاهم من الاولمبية والاتحادات والاندية باختلافها وانتم من تستطيعون فرض ربيع رياضي حقيقي فلا تيأسوا ولا تبتعدوا عن طموحاتكم وثوروا على الاتحادات ان استدعى الامر ولكن ثورة ربيعية سلمية لا ثورة رجعية خريفية والله الموفق .

مواضيع قد تهمك