لاعبون جزائريون يحملون جنسية مزدوجة يرفضون تمثيل "منتخب بلادهم"
الجزائر - جمال أحمد / يتردد العديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية في الانضمام إلى المنتخب الجزائري لكرة القدم، مفضلين انتظار دعوة لارتداء ألوان المنتخب الفرنسي، وذلك بخلاف لاعبين آخرين فصلوا في مستقبلهم الدولي بمجرد تلقيهم اتصالاً من مسؤولي منتخب الجزائر.
ولعل من أبرز اللاعبين المترددين في الاختيار بين منتخب أجداده الجزائر أو منتخب بلد مولده فرنسا، هو لاعب الوسط بفريق الميريا الإسباني سفيان فيغولي الذي كان من المنتظر أن يتحدث إليه المدرب الجزائري عبدالحق بن شيخة خلال الجولة التي قادت الأخير إلى إسبانيا في الأسبوع الماضي، لكن فيغولي اعتذر عن عدم إمكانية الالتقاء ببن شيخة لتواجده في فترة التحضير مع فريقه ألميريا.
وكان بن شيخة يريد معرفة مدى استعداد فيغولي البالغ من العمر 21 سنة، للانضمام إلى المنتخب الجزائري قبل توجيه الدعوة له رسمياً تحسباً للمباريات الرسمية القادمة، لكن عدم التقاء الرجلان يؤكد أن اللاعب لايزال متردداً في الانضمام لـ"محاربي الصحراء" بالرغم من تصريحاته العديدة التي قال فيها إنه يريد اللعب لمنتخب الجزائر وأن التحاقه بـ"الخضر" هي مسألة وقت فقط، موضحاً أن تركيزه منصب حالياً على استعادة مستواه الحقيقي من أجل فرض نفسه ضمن التشكيلة الأساسية لنادي فالنسيا الاسباني الذي سيعود إليه في الموسم القادم بحكم أنه يلعب حالياً ضمن ألميريا إعارة فقط.
وإذا كان فيغولي يبدو متردداً في حسم موقفه فإن لاعبين آخرين أعربوا صراحة عن اختيارهم اللعب لمنتخب فرنسا، على غرار مهاجم نادي رين الفرنسي ياسين براهيمي الذي قال في تصريح سابق لمجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية: "صحيح أن أصول والدي من الجزائر ولكني ولدت بفرنسا ولعبت ضمن كل المنتخبات الفرنسية للفئات الشابة، ولذلك فإذا تم استدعائي للانضمام إلى المنتخب الجزائري في الوقت الحالي فإني لن ألتحق به".
أما رومان حمومة البالغ من العمر 24 سنة الذي برز بشكل لافت مع فريق كون في الدوري الفرنسي للموسم الحالي، فقال لجريدة "كومبتسيون" الجزائرية الناطقة بالفرنسية: "أنا فخور بأصولي الجزائرية لكنني لن أكون أبداً لاعباً دولياً جزائرياً، فأنا أشعر بأني فرنسي أكثر من كوني جزائرياً.. إذ ولدت وكبرت بفرنسا ووالدي أيضاً. والرابط الوحيد الذي يربطني بالجزائر هو جدي".
يجب الاستماع إلى نداء القلب
من جهته، فإن سفيان هني لاعب وسط نادي نانت الفرنسي الذي كان مرشحاً للانضمام إلى المنتخب الأولمبي الجزائري فقد صرح أخيراً ليومية "بريس أوسيون" الفرنسية: "أنا أفضل منتخب فرنسا لأنه قد يساعدني في مشواري الدولي".
وأوضح هني أن والده قد نصحه قبل اتخاذ قراره النهائي بـ"الاستماع إلى نداء القلب".. وهي نفس النصيحة التي كان قد تلقاها رياض بودبوز من والده عندما تلقى دعوة الانضمام إلى المنتخب الجزائري في شهر أيار من السنة الماضية، ولم يتردد حينها في تلبية نداء قلبه والالتحاق بمنتخب بلده الأصلي بالرغم من أنه كان قد تدرج ضمن كل منتخبات الفئات الشابة الفرنسية شأنه في ذلك شأن حسان يبدة وجمال عبدون ومراد مغني الذين سبقوه إلى نفس الاختيار سنة 2009.