كتب محمود السقا- جريدة الايام

كثيرة هي المواقف الداعمة والمساندة، التي ما انفك يُرسخها الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس اتحاد الكرة الآسيوي تجاه فلسطين وقضاياها الكروية وسواها، ولن يكون آخرها إعلاء صوته مُطالباً "الفيفا"، وهو جزء أصيل فيه كنائب للرئيس بحسم موقفه عبر اتخاذ قرار بحق اتحاد الكرة الإسرائيلي، بعيداً عن سلوك ونهج المماطلة والتسويف والإرجاء وصولاً لتمويت هذا الملف من جانب "الفيفا" لا لشيء إلا لأن الأمر يتعلق بدولة الاحتلال الإسرائيلي الباغية والضالعة في حرب إجرامية وتدميرية هدفها اجتثاث واقتلاع الفلسطينيين من ارضهم بارتكاب مجازر فظيعة منذ ثمانية عشر شهراً، وقد طالت كل شيء بما في ذلك القطاع الرياضي.

  مواقف نبيلة وأصيلة وشجاعة جسدها رئيس اتحاد الكرة الآسيوي انتصاراً وتضامناً مع فلسطين، منذ أن تبوأ منصبه في العام 2013، وكلها تعزز في الأذهان نقاء وصفاء معدن الرجل وثباته، ورفضه المطلق للظلم والبغي والعدوان، الذي يحيق بفلسطين.

  كان بمقدور الشيخ سلمان بن إبراهيم أن يلوذ بالصمت، وأن يغضّ الطرف، مثلما فعل سواه، لكنه أبى إلا أن يصدح بالحق، وان يُعلي من بنيانه وصروحه، ولم يتردد في إثارة موضوع شكوى اتحاد الكرة الفلسطيني، التي سبق وقدمها منذ عام تقريباً، وتحديداً في شهر أيار 2024، مستثمراً اجتماع عمومية اتحاد الكرة الآسيوي، الذي انعقد، في وقت سابق، بحضور ومواكبة ممثلين عن "الفيفا".

  إصرار الشيخ سلمان بن إبراهيم على إلقاء حجر في بركة مياه "الفيفا" الراكدة، سوف يساهم في تحريكها، وستكون لمبادرته الطيبة والمباركة والمقدرة انعكاساتها وارتداداتها.

  تقديري أن ما صدر عن الشيخ لن يكون مجرد صرخة في واد سحيق بحيث لا يسمعها احد، بل ستتردد أصداؤها بحيث يسمعها حتى مَنْ كان به صمم على رأي أبو الطيب المتنبي سيد القافية وزعيمها على مرّ العصور.