شريط الأخبار

خارج السرب !

خارج السرب !
بال سبورت :  

كتب فايز نصار/ الخليل

عندما كانت آلة العدوان تفتك بقطاعنا الحبيب، كانت جامعة الدول العربية تستعد لعقد قمة العرب على ارض الكويت ، وفي لقطة لا تمت بصلة للخلق العربي الأصيل ، تنكر نفر من برلمانيي الكويت لكرامة الأمة التي كرمها الله ، وتطاولوا على الرئيس الفلسطيني المنتخب، الذي كان يحمل في جعبته ملفات الدمار ، التي تعرض لها الأهل في غزة العز .

كان الكلام غير المسئول، الذي تخطفته فضائيات الفتنة ، أشد وقعا على قلوب الفلسطينيين ، ولم يكن أقسى منه إلا ما كتبه صحفي كويتي ، ألح على التغريد خارج السرب ، عندما طالب رئيس وزراء دولة الاحتلال ايهود أولمرت، بالفتك بغزة في مقال معروف تحت عنوان " بالكيماوي يا أولمرت " .

وقبل أيام قام وفد من الجنة الأولمبية المنتخبة ، يضم رئيس اللجنة اللواء جبريل الرجوب ، وأعضاء اللجنة وليد أيوب وسبأ جرار وداود متولي ، بزيارة إلى الكويت ، بدعوة من رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ، الشيخ احمد الفهد الأحمد ،لأن الكويت هي دولة المقر للمجلس الآسيوي ، والقوانين تفرض على دولة المقر استضافة كل أعضاء المجلس ، بعيدا عن الحساسيات غير الرياضية .

كان الوفد الفلسطيني يحمل ملفا حول الدمار ، الذي تعرضت له البنية الرياضية في غزة ، والذي طال مبنى الجنة ومقار الأندية والملاعب والمنشآت ، على اعتبار أن العدوان كما قال اللواء الرجوب : استهدف كل أبناء الشعب الفلسطيني في غزة ، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الدينية ، موضحا بان الخسائر البشرية شملت جميع أبناء القطاع ، وطالت لاعبين من بعض الأندية .

وبشهامة الكويتيين الأصايل وضع الشيخ أحمد الفهد كل إمكانيات المجلس الآسيوي في متناول اللجنة الأولمبية الفلسطينية ، في موقف حمل الرد الحازم على تصريحات المغردين خارج السرب ، ممن عادوا للنفخ في كير الفتنة ، معبرين عن ثقافة لا تنتمي للخلق العربي الأصيل ، ولا تنسجم مع تقاليد الأخوة العربية ، التي طالما مثلها الراحل الشيخ فهد الأحمد ، الذي تشرفت معسكرات الفدائيين بنضاله ، فكان الشيخ الثائر ، قبل أن يولد هذا النفر ، الذي تطاول على لجنتنا الأولمبية المنتخبة ، متناسين أن الرياضيين الفلسطينيين انتخبوا المجلس الحالي في عملية شهد القريب والبعيد على نزاهتها ... ولكن ما ذنب رياضتنا إذا كان النائمون على النمارق المصفوفة والزرابي المبثوثة ، لا يعلمون بان قائد سفينة الرياضة الفلسطينية خريج المعتقلات الإسرائيلية ، التي قضى فيها أكثر من سبع عشرة سنة .

الموقف الكويتي الرسمي، عبر عن قيم أصيلة ، بطي صفحة المواقف العربية المرتبكة ، التي خلفها الغزو العراقي للكويت، عندما خلط المغرضون بين تأييد الفلسطينيين للرئيس العراقي في حربه ضد إيران ، وضد إسرائيل ، دون تأييد احتلال الكويت ، لان الفلسطينيين ، الذين جربوا قسوة الاحتلال ، لا يقبلون أن يحتل بلد عربي، أيا كانت المسوغات .

الموقف الكويتي الرياضي كان حاسما ، لانه جاء منسجما مع الدعم الرياضي غير المحدود ، الذي طالما قدمه الشيخ الراحل فهد الأحمد ، والد رئيس المجلس الحالي ، الشيخ احمد الفهد ، فالمرحوم كان فلسطينيا في المواقف والدعم ، وكان فلسطينيا تشرف بحمل البندقية مع الفدائيين في الأردن ... فجاء الدعم الكويتي الجديد ، يحمل نيابة عن القارة الكبرى دعما غير محدود لأسرة الرياضة الفلسطينية ، في مواجهة العدوان ، في خطوة جديدة أعادت إلى الأذهان جهود المرحوم فهد الأحمد في طرد دولة الاحتلال من السلك الأولمبي الآسيوي في السبعينات .

الموقف الكويتي الجديد شكل امتدادا لمواقف الكويت الأصيلة، منذ مطلع الستينات، حين فتحت صدرها للفلسطينيين، فكانوا الأمناء على شرف الضيافة، ومن هناك وضعوا ملامح الثورة الفلسطينية، لتصبح الكويت القاعدة الخلفية للفدائيين والإعلاميين والرياضيين... وكافة المثقفين الفلسطينيين، وجاء موقف الوفاء من سمو الشيخ أحمد في الصميم ، وحول كلمات العابرين إلى كلام عابر، لأن القافلة الرياضية الفلسطينية ستواصل السير، غير آبهة بأصوات المغردين خارج السرب .

التحية للرياضيين الكويتيين، وهم يحتضنون الرياضة الفلسطينية ، كما فعلوا دائما ، والتحية لشيخ الرياضيين العرب ،احمد الفهد الأحمد ، وهو يضع إمكانيات المجلس الآسيوي برسم الرياضة الفلسطيني ... وستبقى الكويت حاضنة لشباب فلسطين ، وظئرا دافئا للرياضيين الفلسطينيين ، وسيواصل الرياضيون الفلسطينيون الحج إلى الكويت ، التي تتشرف باحتضان مقر المجلس الاولمبي الآسيوي.

مواضيع قد تهمك