شريط الأخبار

الحصانة الدفاعية !

الحصانة الدفاعية !
بال سبورت :  

كتب فايز نصار / الخليل

بحساب الأعراف الكروية لم تكن النتيجة ، التي خرج بها منتخبنا الكروي ، أمام نشامى الأردن ، في افتتاح ستاد الحسيني جيدة ، لأن الأصل أن يستفيد الفريق المضيف من عامل الجمهور، الذي يمثل اللاعب الثاني عشر والثالث عشر، ومن الأرض التي طالما حاربت مع أهلها ... ولأن المنطق الرياضي يشير إلى أن الأردن فرضت التعادل الايجابي على المضيف الفلسطيني ، وبنتيجة هدف مقابل هدف ، ما يعني أن المنتخب الأردني يكفيه التعادل سلبيا على أرضه للتأهل، لو أن المباراة اندرجت ضمن تصفيات تأهيلية، لأن هدف الأردنيين على ملعب القدس يسجل هدفين في الحسابات الأخيرة .

وبحسابات الوضع الصعب ، الذي مرت به كرتنا الفلسطينية ، على خلفية الظروف الموضوعية والذاتية ، التي حددها اللواء الرجوب في خطته الإنقاذية ... وبالنظر للفترة القصيرة ، التي مرت منذ انطلق العمل الجدي لوضع الكرة الفلسطينية على المسار الصحيح ، فان النتيجة التي خرج بها فرساننا في موقعة الرام الكبرى مثلت نصرا رياضيا ، تختفي أمامه حسابات هز الشباك ، وإشارات السبورة الالكترونية ، عند صافرة الحكم .

ليس مهما أن فرساننا قد خرجوا متعادلين .. وحتى لو خسروا المباراة ، لأن المباراة هدفت إلى غاية نبيلة ، تتصل بمستقبل الشعب الفلسطيني على هذه الأرض ، فإقامة المباراة على ملعب يحمل اسم الشهيد المقدسي فيصل ، ابن الشهيد المقدسي عبد القادر الحسيني له أكثر من دلالة .

وإقامة المباراة على ملعب الرام، المحاذي لجدار الفصل العنصري، على مشارف عاصمتنا القدس ، يعطي المناسبة بعدا مكانيا ، يؤكد أن القدس ستبقى العاصمة التي لن يتخلى عنها الفلسطينيون، وقد تحقق الهدف السياسي من خلال الرياضة، التي طالما منحت الشرعيات ، بحضور كبير الفيفا جوزيف بلاتر !

المهم أن المباراة انتهت بالتعادل السلبي، ولكن النتيجة السياسية كانت نصرا غير مسبوق للفلسطينيين، الذين استقبلوا قيصر الفيفا استقبال كبار الزعماء ، على عكس قادة الدولة العبرية ، الذين تناسوا وجود بلاتر ، وهذا يؤكد أن الرسالة البلاترية قد وصلت .

التعادل السلبي كان في خلد مدير المنتخب الفني عزت حمزة قبل المباراة ، لأن الرجل يقدر قيمة المنتخب الأردني، ويعلم المرتبة التي أصبح النشامى يحتلونها على خارطة الكرة العالمية، بعد الثورة الكروية التي فجرها الجوهري، ويكمل فينغادا عناقيدها ، من أجل ذلك انتهج الحمزة خطة دفاعية محكمة ، أوقفت زحف نجوم الأردن .

فريق واد النيص، الذي واجه الخميس الماضي عميد الكرة الأردنية الفيصلي، عزف على منوال المنتخب الوطني ، وعرف مدربه سيمون خير أن المجازفة أمام النسر الفيصلاوي تشكل مغامرة لا تؤمن عواقبها ، لذلك حصن "الخير" خطه الخلفي ، بقيادة الحارس حاتم الذي يستحق الإشادة والثناء ، فذهبت محاولات ألفيصلي أدراج الرياح ، بل أن مرتدات النيص كادت تحدث المفاجأة ، لو أن مهاجمي الأزرق الفلسطيني كانوا يؤمنون بحظوظهم ، لان مهاجمي النيص، وحكم المباراة وقفوا دون ضمان واد النيص التأهل مبكرا ، ولا مجال هنا للحديث عن مستوى المباراة ، والطريقة التي لعب بها واد النيص ، لأن ممثلنا أحسن مقارعة وصيف العرب في الموسم قبل الماضي، حين خسر بصعوبة أمام النسر الجزائري الأسود وفاق سطيف !

لم يتحدث المحللون عن مستوى أداء منتخبنا أمام الأردن ، لأن منتخبنا لعب مدافعا ، ولم يتحدث المحللون عن الطريقة التي انتزع فيها النيصة تعادلا غاليا من عرين الفيصلي، لأن واد النيص خطط لانتزاع نصف تذكرة التأهل في عمان ، في انتظار الإطاحة بالسماوي الأردني على ارض فلسطين ، كما فعل العميد شباب الخليل قبل تسع سنوات على ستاد أريحا !

لا عيب في أن المنتخب لعب مدافعا ، ولا عيب في أن واد النيص لعب مدافعا ، ولا عيب في أن المتصدر الامعري لعب معظم فترات لقائه الأصعب أمام الشباب مدافعا ، تماما كما أنه لا عيب في الطريقة التي لعب فيها الشباب في أربع مباريات انتزع خلالها عشر نقاط ، ولم يسجل في مرماه إلا هدف واحد ، لان النتيجة تتقدم على كل الحسابات الأخرى ، ولان حسابات التصنيف تؤخر استحقاق العروض الفنية ، وتجعل الفنانون يتريثون في أمرها حتى حين .

نجاح الإستراتيجية الدفاعية للمنتخب ولواد النيص ، وللامعري ولشباب الخليل ، يؤكد ما أوردناه أكثر من مرة على لسان الخبير الفلسطيني الدكتور منصور الحاج سعيد، والتي تبطل مقولة : إن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم ، وتصحح الأمر بكون ثبات الحالة الدفاعية تولد طاقات هجومية فعالة .

الخطط الدفاعية في إستراتيجية كرة القدم ، طالما كانت مفاتيح النصر للعديد من المدارس الكروية ، وخاصة المدرسة الايطالية ، واللعب غير المحسوب لم يجلب لمدرسة الهجوم الشامل الهولندية إلا بطولة أوروبية واحدة ، ولم ينجح البرازيليون في خططهم العصرية إلا عندما أصبحتوا يزاوجون بين العمل الدفاعي والهجومي ، فيما خرج الأصفر البرازيلي بخفي حنين من مونديالي اسبانيا والمكسيك ، رغم العروض الشقية لرفاق زيكو ، فهل اقتنع القائمون على كرتنا بضرورة التركيز على الخطط الدفاعية !

مواضيع قد تهمك