خيبة عربية بالأولمبياد ودعوات للاهتمام بالألعاب الفردية
بكين- كريم حسين/ وأخيرا أسدل الستار على أولمبياد بكين بعد منافسات مثيرة دامت 16 يوما وتوجتها الدولة المضيفة بصدارة لائحة الميداليات لأول مرة في تاريخها لتكسب بهذا الإنجاز رهانها بإزاحة الولايات المتحدة عن عرشها في صدارة الترتيب.
وبينما يحتفل الصينيون بهذا الإنجاز الكبير الذي يقولون إنه جاء نتيجة ظهور جيل جديد من الرياضيين واختراق هؤلاء رياضات جديدة، تنتاب مشاعر الأسى ملايين العرب بعدما ودع أبطالهم الأولمبياد برصيد هزيل ومتواضع من الميداليات.
الرياضيون العرب اكتفوا بثماني ميداليات، ذهبيتين للعداء البحريني رشيد رمزي والسباح التونسي أسامة الملولي، وثلاث فضيات للعداء السوداني إسماعيل أحمد إسماعيل والمغربي جواد غريب ولاعب الجودو الجزائري عمار بن يخلف، ومثلها برونزيات للاعب الجودو المصري هشام مصباح والعداءة المغربية حسناء بنحسي ولاعبة الجودو الجزائرية صوريا حداد.
اللافت أن هذا الحصاد يمثل تراجعا تدريجيا في عدد الميداليات بعد أن كان العرب قد حصدوا 14 ميدالية في سيدني عام 2000 وعشر ميداليات في أثينا عام 2004.
حصاد العرب جميعا في أولمبياد بكين لا يرقى حتى لإنجازات رياضي أميركي واحد، هو السباح الفذ مايكل فيلبس الذي أحرز وحده ثماني ميداليات ذهبية.
الألعاب الفردية
الجزيرة نت التقت عدائين ومدربين عربا كبارا لمعرفة وجهة نظرهم حيال هذه الخيبة العربية في بكين.
العداء القطري محمد سليمان أكد أن العرب اعتادوا على مثل هذه النتائج الهزيلة، بسبب ما وصفه بتخلفهم في المجال الرياضي.
ورأى أن الحل يكمن في تطوير الوعي الرياضي العربي وإجراء مصارحة بين المسؤولين والرياضيين وزيادة الاهتمام بالألعاب الفردية وليس بكرة القدم فقط التي لا يخصص لها في الأولمبياد سوى ميدالية ذهبية واحدة.
تحقيق الإنجازات في الأولمبياد لا يأتي من فراغ بل نتيجة تخطيط سليم وطويل المدى. وهذا ما أدركته دولة صغيرة مثل جامايكا حيث ابتكرت برنامجا وطنيا لتخريج المواهب الرياضية سمته "البطل".
وقد أنجب هذا البرنامج العديد من الأبطال الأولمبيين، وكان آخرهم العداء الأسطوري أوسين بولت الذي أحرز ثلاث ميداليات ذهبية وحطم الرقمين القياسيين العالميين في سباقي 100 م و200 م.
تجربة فريدة
العداء السعودي السابق سعد شداد يرى أن تجربة جامايكا فريدة من نوعها ولا يوجد مثيل لها في العالم العربي، مشيرا إلى أن الموهوب العربي يولد بالصدفة وليس نتيجة تخطيط مدروس كما في حالة العداءين الأولمبيين المغربيين سعيد عويطة وهشام القروج.
ودعا شداد إلى تغيير جذري في برنامج التربية الرياضية في المدارس وتطوير الثقافة الرياضية العربية على مستوى المسؤولين والرياضيين والبنية التحتية وتكليف الرياضيين المعتزلين بإدارة دفة الرياضة في بلادهم وليس تركها لمسؤولين لا يمت اختصاصهم للرياضة بصلة.
أما المدرب الصومالي جاما آدن الذي أشرف على تدريب العداء السوداني إسماعيل أحمد إسماعيل حامل فضية سباق 800 م في أولمبياد بكين فيرى أن نتائج الرياضيين العرب جيدة نوعا ما ولا تعد خيبة لأنهم حصلوا على ثماني ميداليات ووصلوا إلى مراحل متقدمة في العديد من المسابقات.
وأكد أنه يتعين على العرب أن يستعدوا من الآن لأولمبياد لندن ويعدوا رياضييهم جيدا لكي يحققوا النتائج المرجوة.