شريط الأخبار

خوري: اقول للمستثمرين في الخارج دعوا إيمانكم بهذه الأرض وأهلها بوصلتكم نحو الوطن

خوري: اقول للمستثمرين في الخارج دعوا إيمانكم بهذه الأرض وأهلها بوصلتكم نحو الوطن
بال سبورت :  

رام الله أحمد سليم / تحتفل شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا/ مراوي بالذكرى العاشرة لتأسيسها في فلسطين، وتعدّ المشروبات الوطنية من الشركات الفلسطينية الناجحة والتي تميّزت طيلة عشر سنوات سواءً من حيث جودة منتجاتها على مستوى المنطقة، أو من حيث قدرتها على اجتياز تحديات ظروف نشأة الشركة والصعوبات التي واجهتها من قبل الجهات الإسرائيلية للسماح لها بالعمل في الأراضي الفلسطينية، إلى جانب تمكن الشركة من الاستمرار وتحقيق التطور والتوسع معتمدة على طاقم كفؤ من الإداريين والمهنيين، ما أهلها لتجسّد تجربة ناجحة تستحق التوقف عندها والتفكير في عوامل نجاحها كنموذج استثماري وطني ودولي في فلسطين، وبهذه المناسبة تنشر " شبكة ووكالة بال سبورت" هذا اللقاء مع زاهي خوري رئيس مجلس إدارة الشركة ( نقلا عن القدس)، حيث سلط فيها الضوء على تجربة وتطور عمل الشركة وطموحاتها وبرامجها المستقبلية وكذلك الدور المطلوب من المستثمرين الفلسطينيين وعلاقتهم مع الجهات الرسمية وغيرها من المواضيع، وفيما يأتي النص الكامل للمقابلة:

ما هو تقييمكم لإنجازات الشركة بعد عشر سنوات على تأسيسها ؟

بداية اود التأكيد ان نجاح شركة المشروبات الوطنية كوكا كولا/ مراوي هو نجاح للقطاع الخاص الفلسطيني وللاستثمار في فلسطين بشكل عام.

لقد برهنت تجربة الشركة ومنذ اللحظات الأولى للتفكير بتأسيسها إننا قادرون على جعل المهام المستحيلة ، ممكنة و حقيقية – أشار ضاحكا للفيلم الامريكي Mission   Impossible الذي يحمل العنوان نفسه – وأثبتنا خطأ تشاؤم واستهزاء البعض في الداخل والخارج من إمكانية إطلاق الشركة ونجاحها، ان نجاح شركتنا مميز بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهو نجاح للإنسان الفلسطيني و للاستثمار إجمالا في فلسطين لان الشركة برهنت وعلى مدار عشر سنوات من عمرها على وجود إمكانات وطاقات متنوعة يملكها الفلسطيني واستطعنا بهذه الإمكانات ان نصل بمنتوجاتنا لمستوى الجودة الدولية ، بل وأكثر من ذلك قبلنا التحدي وبرهنا إننا قادرون على إنتاج الأفضل مقارنة مع دول أخرى .

وقد يتساءل البعض هل هذا الكلام مبالغ فيه وأقول كلا فهناك دول عربية وأجنبية لديها امتياز لإنتاج مشروبات الكوكا كولا لكننا تفوقنا عليهم بالجودة وحصلنا على مدار ثلاث سنوات على ثلاث جوائز ذهبية من شركة كوكا كولا الأم نظرا لهذا التميز وهذه الجودة ،والسبب الرئيسي وراء هذا التميز ان طاقمنا العامل بالشركة فلسطيني 100% وهذا شيء غير مألوف في الدول التي تحصل على امتياز إنتاج الكوكا كولا في أراضيها فمثلا هناك دول عربية وخليجية لا يقل عدد الجنسيات العاملة فيها في شركات الكوكا كولا عن 25 جنسية عربية وأجنبية يعملون بكافة المستويات والدوائر الوظيفية في الشركات .

وبالمناسبة حتى إسرائيل تعترف بان أداء العامل الفلسطيني الذي يعمل عندهم يتفوق بنسبة تزيد عن 40% عن عمل وعطاء العمال حملة الجنسيات الأخرى وللأسف فان المستثمر المحلي والأجنبي لم يستوعب هذه الميزة لأبناء شعبنا فنحن الفلسطينيين بحاجة لفرصة اما الباقي فعندنا .

فبعد دراسات وأبحاث اجرتها شركة كوكا كولا الأم فيما يتعلق بالقانون الدولي حصلنا على الحق في الحصول على امتياز الكوكا كولا في الأراضي الفلسطينية ، لكن هذه العملية استغرقت ثلاث سنوات حيث كان من المفترض أن نبدأ العمل في العام 1995 لكننا بدأنا في العام 1998 ، وفي حقيقة الأمر كان هذا التحدي الأول لنا اما التحدي الثاني فكان اعتمادنا – في البداية –على طاقم غير مؤهل ومدرب على المستويات الدولية لشركة الكوكا كولا من مختلف النواحي التصنيعية والفنية والإدارية ، والتحدي الثالث كان رغبات وتوجهات المستهلك الفلسطيني الذي لم يكن عنده ثقة كافية بالمنتوجات المحلية ، لكن كل هذه التحديات تم تخطيها بعزيمة وتصميم على النجاح ولقد كلفتنا الكثير من الخسائر المالية في البداية ، لكن الآن – والحمد لله- فقد أثبتت الشركة حضورها وتميز منتوجاتها وزادت قوتها وعدد موظفيها الذي كان 100 في البداية حيث وصل الآن الى 350 موظفا وموظفة الذين يعيلون مئات الأسر وبالإضافة لذلك فان منتوجات شركتنا تساهم في الحركة الاقتصادية والتجارية لآلاف المحال التجارية وبالتالي فإننا نؤثر ونلعب دورا في الحياة الاقتصادية والتجارية لعشرات الآلاف من المواطنين .

واود لفت الانتباه هنا ان قضية تأمين فرص عمل ووظائف لأبناء شعبنا سواء في الشركة او غيرها يشكل جزءا رئيسيا من فلسفتي وشيئا اسعد بانجازه دائما .

كيف تقارن بين وضع الشركة قبل عشر سنوات واليوم؟

لقد بدأنا بمائة عامل وبطريقة إنتاج متواضعة ، لكن اليوم نستطيع القول إننا الشركة الوحيدة في الشرق الأوسط ( مصر ، سوريا ، لبنان الأردن ، العراق وفلسطين ) التي تقوم بصناعة مشروبات غير كحولية تشمل الماء والعصير والمشروبات الغازية .

في السنوات الأولى من عمر الشركة كنا ننتج فقط المشروبات الغازية لكن وبناءً على فلسفة وتوجهات الشركة الأم والتي تشجع إنتاج كل المشروبات التي لا تحتوي على كحول فقد عملنا ليس فقط على تنويع إنتاج الشركة بل وأيضا التوسع في مناطق العمل والإنتاج حيث كنا من الشركات الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي نفذت هذه الفلسفة فبدأنا بتعبئة وإنتاج المياه المعدنية (أروى) عام 2001 ثم قمنا بشراء مصنع مراوي لإنتاج العصائر عام 2005 وفي العام 2006 قمنا بشراء مصنع جريكو لتعبئة المياه المعدنية، وحاليا فإن أعمالنا وإنتاجنا موزع بين رام الله وأريحا ومنطقة كفر زيباد في طولكرم .

كيف تقيّم وضع السوق المحلي ودور مختلف الأطراف لتطويره ؟

في الحقيقة أتمنى ان تكون هناك سيطرة تامة على ما يدخل السوق المحلي من بضائع ومنتوجات غير خاضعة للمواصفات الفلسطينية، لكن بشكل عام الاستثمارات تكبر، وعلينا هنا ان نركز على الرقابة وضبط االبضائع التي تدخل للسوق الفلسطيني.

هناك أيضا قضية تهريب ودخول بضائع بطريقة غير شرعية لبلادنا وهي قضية هامة وتقلقني ليس فقط من ناحية عدم تطابق مواصفاتها مع المواصفات الفلسطينية ، بل لأنها تلحق خسائر كبيرة بخزينة الدولة واقتصادنا الوطني عامة نظرا لأننا لا نقتطع من أثمانها ضريبة القيمة المضافة وهذه المنتوجات التي تدخل بطريقة غير شرعية تدخل في كل شيء بدءا من المواد الغذائية والعصائر وانتهاءً بالأجهزة الالكترونية والخلوية .

وبالإضافة لذلك فإن هذا الوضع لا يشجع الاستثمار عندنا، لكن لا بد من الإشارة هنا أن هناك تحسنا ملحوظا في قضية الرقابة وضبط السوق في ظل حكومة د.سلام فياض، لكن المطلوب إجراءات أكثر من ذلك وخاصة تفعيل وتطوير عمل الأجهزة الأمنية والقضائية عبر رفدها بالإمكانات والكوادر المناسبة لتقوم بعملها على أكمل وجه، فكلما تحسن الوضع الأمني أدى ذلك إلى تشجيع الاستثمار والتنافس داخل البلد، وبذلك تتحسن جودة منتوجاتنا وبضائعنا ونخلق وظائف وفرص عمل جديدة.

ما هي أبرز المشاريع المستقبلية للشركة في المرحلة القادمة؟

لدينا خطط للتوسع في مجال إنتاج بعض أنواع المواد الغذائية والمشروبات ، لماركات عالمية مسجلة ذات جودة عالمية عالية ، وربما خلال اقل من سنة وعندما يستتب الوضع سنضع حجر الأساس لهذه المنتوجات الجديدة والتي ستكون مميزة بالجودة والسعر المنافس مثل باقي منتوجات الشركة ونحن نؤكد هنا ان الجودة هي شعارنا .

ماهي علاقتكم مع قطاع غزة في ظل الانفصال وحالة الحصار الواقع عليه؟

منذ أكثر من تسعة أشهر لم نورد أيا من منتوجاتنا للقطاع بسبب الأوضاع القائمة هناك ،وإذا ما تحسن الوضع هناك وحدث نوع من الاستقرار فسيكون له اثر ايجابي كبير جدا على كل الصناعات الموجودة في الضفة الغربية ، ونأمل ان نفتتح مصنعاً او خط إنتاج جديدا هناك والذي سيزيد من حجم وعدد موظفي وعمال الشركة بنسبة 30% والدراسات جاهزة لإنجاح المشروع ومن الممكن افتتاحه خلال سنة او اقل في منطقة المنطار إذا ما تحسنت الأوضاع هناك.

كرجل اقتصاد وأعمال – ما هو تقييمك لمؤتمر الاستثمار الفلسطيني الذي نظم الشهر الماضي في بيت لحم ،وماذا تقول للمستثمرين داخل وخارج الوطن ؟

لقد شكل المؤتمر محاولة ناجحة لتعبيد الطريق وتسهيله أمام مختلف أنواع الاستثمار في فلسطين، وذلك وفق رؤية وتوجيهات سيادة الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة د. سلام فياض، وعلينا التركيز والبناء على الايجابيات وليس على السلبيات واعتقد أن الذين لايعملون هم الذين يركزون على السلبيات .

لقد برهنا للعالم الخارجي من خلال مؤتمر بيت لحم للاستثمار ان هناك امكانات وقصص نجاح في فلسطين ونحن نعيش اليوم ونبدع ونبني رغم سوء الأحوال، فكيف إذا ما تحسنت الأوضاع الأمنية والسياسية.

وبالنسبة للمستثمرين الفلسطينيين والأجانب خارج الوطن فأقول لهم وبناءً على تجربة سنوات طويلة عشتها شخصيا كموظف ومستثمر في عدد من الدول العربية والأجنبية أن أول شيء تتطلع إليه وتسأل عنه عندما تريد الاستثمار في هذا البلد أو ذاك هو طبيعة نظرة وإجراءات الحكومة في البلد المستهدف، عندنا في فلسطين فإننا من اقل دول العالم بيروقراطية لإجراءات الاستثمار وإذا ما قارناها مع عدد من الدول العربية وخاصة بعد تسلم د.فياض رئاسة الحكومة فإن البيروقراطية عندنا لا تذكر وخاصة فيما يتعلق بقوانين الشركات والحوافز والضرائب وسرعة انجاز معاملات وتراخيص العمل .

لكن بالإضافة لكل الايجابيات التي تحدثت عنها وهي تشمل أيضا الموارد البشرية والمؤسسات الأكاديمية والجامعات لكن هناك سلبيات لابد من الإشارة إليها والتي تتمثل بالاحتلال ، إضافة للتكاليف غير المنافسة في الكهرباء والماء والوقود ومن الممكن إننا نعوض ذلك بكفاءة الموارد البشرية الفلسطينية .

وأتمنى في هذا الصدد ان أوجه نداء لكل المستثمرين الكبار في المهجر و اقول لهم دعوا إيمانكم بهذه الأرض وأهلها بوصلتكم نحو الوطن ولا تهتموا بكل مروجي الشائعات و المضللين من بعض الجهات الإعلامية ، و لا تنصتوا كثيرا للأحاديث المبالغ فيها عن الفساد ، ففلسطين بخير و عافية و ستبقى دوما منارة للشفافية والمساءلة.

تعتبر شركة الكوكا كولا من الشركات المساهمة الخاصة التي تمتاز بدعمها المتواصل والمتنوع لبرامج وأنشطة اجتماعية محلية متنوعة ،كيف تنظرون لموضوع المسؤولية الاجتماعية للشركة ؟

هذا الموضوع – المسؤولية الاجتماعية – ننفذه عن إيمان وقناعة ، وليس كشكليات او مظاهر ، فنحن في هذا المجال نترجم قناعاتنا الاقتصادية والوطنية والأخلاقية لكل مساهمي الشركة وكذلك لفلسفة الشركة الأم ، وفي هذا المجال فقد قمنا بتبني ودعم أول فريق نسوي لكرة القدم والذي شارك في عدة مباريات دولية وكنا لعدة سنوات الراعي والداعم الرئيس للفريق الوطني لكرة القدم ونحن نركز في برامجنا الاجتماعية على فئات الشباب والناشئين والأطفال حيث مولنا إقامة خمس مكتبات للأطفال في عدد من مستشفيات الضفة وغزة .

وبالشراكة مع البنك العربي وشركة سنيورة فإننا ندعم سنويا ثلاث منح مالية لدراسات عليا لطلبة فلسطينيين من الضفة الغربية و غزة في إطار برنامج – كلنا قادرون – وساهمنا وما زلنا نساهم في دعم مشروع إنجاز فلسطين الخاص بتطوير المهارات الاقتصادية للطلبة الفلسطينيين ما دون المرحلة الجامعية .

وكذلك فقد دعمنا مشروع حوسبة مدارس في الضفة الغربية ،هذا بالإضافة لدعم عشرات الفعاليات والأنشطة المتنوعة سنويا حيث نخصص لبرنامج المسؤولية الاجتماعية مئات ألوف الدولارات .

على ضوء خبرتك الاستثمارية لاسيما في فلسطين؛ ما هي نصيحتك للشباب الفلسطيني؟

أقول لأبناء شعبنا وخاصة الشباب منهم ان يواصلوا مسيرة عطائهم بإيمان ومثابرة وان لا يبحثوا عن أعذار مثل التدهوّر السياسي، فالآن حان دور مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني والتي تعنى بمصلحة هذا البلد، خاصة وأن القيادة الفلسطينية آمنت ولا تزال بدور المؤسسات الاقتصادية والقطاع الخاص في تحقيق التنمية والازدهار في فلسطين، كما أدعو الشباب لأن يعملوا لخدمة الوطن وتطوره وأن لا يبحثوا عن أعذار، وأقول هنا أن كل إنسان فلسطيني عليه واجب تجاه وطنه ودعم استقراه وتطوره لان عدم الاستقرار سيؤثر على المنطقة كلها ،لأن وضع حد للعنف في المنطقة لا يكون باستخدام طائرات الاباتشي بل من خلال تأمين فرص عمل ومصدر رزق لعشرات الآلاف من الشبان، فطالما بقي الاحتلال والاضطهاد زادت مستويات البطالة والفقر وكنتيجة طبيعية تقلّ فرص الوصول لحلّ سياسي سلمي لمشاكل المنطقة.

وعلى شبابنا ان لا يستسلموا للصعوبات، وأريد التأكيد مجددا ان مجتمعنا وشعبنا الفلسطيني مبدع ومثابر ومقاوم ويجب ان نؤمن بأنفسنا وبقدراتنا ونعمل على تطويرها، لقد شاهدت الكثير من الفلسطينيين الذين أبدعوا في الخارج والمطلوب منا ومنهم ان نبدع في وطننا ونعمل على بنائه وتطويره.

مواضيع قد تهمك