" آردا " أراد الفوز وسويسرا بلا حظ

منتصر ادكيدك – وكالة بال سبورت
إن الاندفاع المكوكي الذي قام به آردا توران بالدقيقة الثالثة بعد التسعين "أي بالوقت بدل الضائع" لم يكن طبيعيا، لأن اللاعب عرض كل ما لديه من فنون بروح قتالية حقيقية، لتتحول هذه الإمكانيات إلى هدف كان الأثمن والأفضل في الوقت القاتل الذي لم يتوقع به المنتخب الأحمر الأنيق أن يدخل شباكه أي هدف.
والاهم أن مياه الأمطار التي تساقطت على ارض الملعب بشكل غزير خلال الشوط الأول كان لها أثر واضح على أداء الفريقين، إلا أن المستضيفين استطاعوا أن يستغلوا هذه الأمطار بإحراز هدف السبق من كرة عرضية استقرت في "بركة" مائية أمام اللاعب التركي الأصل هاكان ياكين الذي لم يتوان على تسديدها في المرمى الخالي من حارسه في الدقيقة 32.
مباراة قبل بدايتها كنت أعرف نتيجتها، ليس لشئ وإنما للتحليلات الأخيرة لنتائج مباريات المنتخب المضيف، فمنتخب يخسر في مباريات ودية ثلاث قبل البطولة يؤكد بان حظوظه بالفوز باتت ضئيلة، والأكثر تعقيدا أن غياب المهاجم النجم الكسندر فراي وتصريحاته الأخيرة التي لم يكترث الكثيرون لها من ناحية التحليل "باعتقادي" كان لها دور سلبي مستوى وأداء الفريق السويسري.
فعندما قال فراي والدموع تنهمر من عينيه "يجب أن اعترف بأنني بكيت كثيراً منذ يومين حلمي تبخر، لكن حلم المنتخب وبلدي مستمر" كان يعطي الأمل لأفراد فريقه بان أمامهم طريق للفوز، وهذا صحيح ولكن هنالك نظرية أكدتها مباريات الدور الأول من هذه البطولة بأن غياب لاعب نجم في الفريق له أثره الواضح على مستوى الفريق ككل، والإحصائية الأخيرة التي عرضها موقع الجزيرة الرياضية يؤكد بان غياب فراي سيؤثر بنسبة كبيرة على أداء فريقه، بالإضافة الى أن هذه النظرية تأكدت مع المنتخب الإيطالي والفرنسي أبطال النسخة الأخيرة من المونديال العالمي.
وبالعودة للمباراة نجد بان هدف التعادل التركي الذي سجل في الدقيقة 57 عبر رأسية من البديل سميح سينتورك والذي تابع عرضية زميله نهاد قهوجي ليعطي المنتخب العنيد دفعة قوية بالعودة لروح المباراة وشن عدد من الهجمات التي كثرتها أربكت المضيف وأربكت خطة المدرب ياكوب كون الذي اعتمد على الهجمات المرتدة وتلقى الهدف القاتل بهجمة مرتدة.
هذه الخطة الغير موفقة من الكابتن كون كانت هي السبب الحقيقي بالخسارة، فالهجمة المرتدة لا تبني كرة منظمة ومدروسة وانما هي كرة عفوية غير ممنهجة، ولكن مع أهمية الهجمة المرتدة إلا ان وضع كالذي كانت تعيشه الكرة السويسرية بعد خسارة أولى أمام تشيكيا كان يلزمها بأن تكون هي المهاجمة حتى اللحظة الأخيرة من المباراة.
في النهاية لم يكن المنتخب المضيف مستعدا لخوض هذه المعركة الكروية ليس لشئ وإنما لتاريخه الأخير منذ يورو 2008 عند خروجه من الدور الأول.