شريط الأخبار

زوايا الدائرة الفلسطينية

زوايا الدائرة الفلسطينية
بال سبورت :  

جمال احمد عديلة – القدس

هل للدائرة من زوايا؟ هل هنالك ما هو منطقياً ليبرر وجود زوايا للدائرة؟ رياضياً هنالك حتمية عدم وجود زوايا لأي دائرة، لكن وبالنسبة للدائرة في المؤسسة الفلسطينية؟!  ... لنتركها للقارئ ...

المنطق هو وجود اي فعل يؤدي الى رد فعل مرتبط ومنسجم بالفعل نفسه يحدده نهج مترابط بعوامل عده يحددها صاحب رد الفعل لحماية مصالحه ومن حوله، فهل هذا هو الواقع الفلسطيني؟ لنرجع ويا تاريخنا الحاضر:

نفتخر بمقولة التكرار يعلم الشطار، ومع ما تحملة تلك العبارة من عبء على صايغها، نجد ان المنطق في العديد من المؤسسات الفلسطينية بعيد كل البعد عنها حيث ان تكرار التكرار لم يعلمنا... ندمر المؤسسة والحي والبلدة والمدينة ونحن اصحاب وجهة النظر الصماء، لا يمكن لأي كان محاسبتنا او مراجعتنا، فنحن اصحاب القرار ولم يخلق من لديه النهج او القدرة على محاسبتنا.

 نسوق دوما بأن ابوابنا مفتوحة لمن يرغب بالعمل ... وبعد ان نحلب ما في البقرة أو اذا ما انتابنا شعور بأن الطروحات تهدد طموحاتنا الفئوية، نتهجم ونقزم ونحطم كل انجاز، وننسى اهمية المراجعة لتجاوز هفواتنا الماضية فنحن شطار ونعشق التكرار.

نتخلى عن، ولا نبالي بما لدينا من إمكانيات وقدرات وكفاءات ونبحث عما لا نملكه وليس لنا، ونبقى نمضي على ذلك ونتخلى ويتخلى عنا كل صاحب حكمة وقدرة على العطاء لنصبح بالعراء، فنحن الشطار ( نبحث عما ليس لنا، ونتناسى ما هو لدينا، واذا بنا نفقد ما كان ليس لنا وما كان لدينا.. ).

طالما بحثنا عن جرس لنصطف من خلفة، وكم من مرة ركضنا في صف من خلف جرس طمعاً في افق ملون بأزهار الربيع؟ ولكن حتى حامل الجرس لم يلبي شيئاً... وكم وجدنا من الأجراس الفارغة؟ وكم اصبح لدينا من الأجراس ... ؟

في كل صراع داخلي او خارجي لنا مواقف، وفي كل حلبة لنا كلمة، ودوما نهرول من خلف هذا الجواد او ذاك لنكتشف وبعد تكلفة مصيرية بأننا ركبنا الجواد الخطأ، ونخسر انجازات السنين وتضحيات شعوبنا لنجد بأنه حتى الجواد لم يكن جواد بالأصل وإنما ... جواد سيئ ... وكم مرة كررناها خلال تاريخنا المعاصر؟ ونحن الشطار...

فهل هي المرحلة؟ ام الاحتلال؟ ام الفساد؟ ام نحن؟ ... كيف نصنع المستقبل؟ ومن أين نبدأ؟ ومن يتحمل المسؤولية عما نحن فيه؟

فالنراجع امورنا: ما هي حقيقة انجازاتنا؟ كما كان لنا في بنية اجيال قادرة لرفع شأن البلدة والوطن؟ كم من الاطفال جمعنا تحت مظلة حركتنا الرياضية؟ كم من طفل ساهمنا في صقله؟    كم تواصلنا ومجتمعنا المحلي؟ كم مرة حملنا مجتمعنا خطيئة تقصيرنا؟ ان قيمة الانسان تحسم ما بعد غيابه وليس في وجوده، فاليبحث كل منا عن ذكرى طيبة تبقى خالدة لما قدمته يداه في خدمة مجتمعه ووطنه في يوم ينسى التاريخ والناس العديد ممن ذاب وتذوب اجسادهم لتصبح تراب منثورا.

الا نكتفي بما حل بنا، حتى الوطن الحلم الذي كان على مرمى حجر ( وما كان الا دلالة على ماض خسرناه ) ليصبح الوطن الواحد الموحد بدم الشهداء اوطان ممزقة ولم نرتضي بهذا الحد بل فرضنا منهجية ان الجزء الآخر أو الوطن الآخر او الكبد الآخر : دولة غير صديقة...!! وهناك تبكي دموع الشهداء... السنا بحاجة التفجر ؟؟؟

الموقع او المجموعة لم ولن تكون اساس الانتماء والعمل، وكم هناك ممن صنعوا وما زالوا يصنعوا تاريخاً في عملهم الفردي غير الفئوي او التبعي؟ وكم منهم يعمل ويستثمر ما لديه من قدرات في موقعه أكان على ارض الوطن او المهجر، على كرسي الجامعة او في المكتب، ويبحث عمن يشاركه الافق ويعمل بعيداً عن المنطق القائم بدائرة متباعدة الزوايا ...

هنالك استحقاق وطني بأن تساهم المؤسسات الرياضية في تدعيم دور أكبر للمثقفين كل في تخصصه للتحرك العملي من جديد من داخل تلك المؤسسات وان تحميهم من المعيقات الحقيقية او المفتعلة في سبيل توحيد الطاقات وليس تشرذمها، وحاسرتاه ... للمثقف عزائي فإنها مرحلة قومية عربية يهان فيها ذو الثقافة ليل نهار ويعلو فيها شأن كل جاهل...

العمل المجتمعي والمؤسساتي التخصصي هو نهج خلاصنا الوحيد، وقيادة الحركة الرياضية تتحمل المسؤولية الكبرى في تعديل منطقاً لم يعد منطقياً فالحركة الرياضية هي الرياضة والثقافة والدين والمجتمع والتطوع، فلا يستهن احد بقدرة الحركة الرياضية الفلسطينية في تنمية وصحوة الاجيال وبناء اسس مجتمع فلسطيني قادر على لملمة الاجنحة الممزقة والطير من جديد...

المسيرة عسيرة وعقيمة ولكن الغاية كبيرة كقلوب الشهداء وصلابة الاسرى وحنان الامهات، فالنعيد للدائرة الفلسطينية نمطاً منطقياً ونلغي زواياها المفتعلة من خلال ترسيخ كل ما مكننا الله تعالى من امكانياتنا فكرية ومعنوية ومادية كوسيلة لبلوغ الغاية بدلاً من استثمارها ضد انفسنا، لتبقى فلسطين والقدس اولاً.

مواضيع قد تهمك