شريط الأخبار

واقع، حاجة، رؤيا حركة رياضية في ظل حالة فلسطينية

واقع، حاجة، رؤيا حركة رياضية في ظل حالة فلسطينية
بال سبورت :  

 

جمال احمد عديلة - القدس

في ظل التحركات النشطة في الساحة الرياضية تمهيدا للانتخابات القادمة للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، لا بد من مراجعة الواقع وتحديد الاحتياجات على امل المساهمة في توجيه البوصلة الرياضية لخدمة المشروع الاكبر وهو الانسان الفلسطيني على ارضه.

وحيث ان الواقع الفلسطيني اليوم يمثل حالة مريرة، مما يحتم نضوج حركة رياضية تساهم في اجراء تقويم للمسار الوطني التطوعي من خلال قدراتها المؤثرة بطريقة مباشرة على نمط الحياة اليومية.

 واذا ما عدنا بالتاريخ الى زمن سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما طلب من زوجته سارة بأن تسمح له بالسفر الى مكة للاطمئنان على زوجته هيجر وابنة اسماعيل، ليذهب متنكرا الى مكة ويصل بيت ابنه فيلتقي زوجة ابنه العاقر دون ان تتعرف عليه والتي لم تقم بواجباتها وعاملته بجفاء، فما كان من ابراهيم خليل الرحمن سوى الطلب منها بتوصيل رسالة الى اسماعيل فحواها ( قم بتغير عتبة بيتك )، وعندما رجع اسماعيل من المرعى سأل زوجته اذا ما زارها احد، فقالت حضر رجل كهل وترك لك برسالة يطلب منك تبديل عتبة بيتك، فقال والله ذاك كان والدي، فما كان منه سوى طلاق زوجته ليستبدلها بأخرى من قبلية اخرى ليكون له منها رزق وبنين.

فهل لو للقدر ان يزورنا ابراهيم خليل الرحمن اليوم، وما كان منه ليطلب من الشعب الفلسطيني، وكم من عتبة بيت سيطلب استبدالها؟

ان المؤسسة الوطنية الفلسطينية تمضي في مرحلة عقم، ترتهن لأجندات غريبة المصدر والغايات، وداخليا تحكمنا مصالح فردية ليس لها من الانتماء بشيء، نؤيد او نرفض بحجم ما يحققه الموقف من انجازات تخدم طموحات الفرد المستقبلية اما الوطن فهو امر ثانوي.

هنالك العديد ممن صنعوا تاريخا وما زالوا كذلك لتبقى الحركة الرياضية الفلسطينية صاحبة خصوصية تمضي من خلالها ولها وعليها من الالتزامات ما لا تستطيع اي حركة رياضية في اي دولة قائمة بمؤسساتها من تلبيتها.

تأتي هذه الخصوصية ما قبل عام 1987 حيث هيئت الحركة الرياضية نموذجا وطنيا ينضح بروح التطوع والعمل الجماهيري وعندها انتفض الشعب الفلسطيني من خلال انتفاضة شعبية صنعت تاريخا من خلال تأسيس نمط حياة متكامل، لتحصد القيادة الفلسطينية موقف اقليمي فرض العودة ولو كانت محدودة بحجمها الى ارض الوطن، لتصبح القدس العاصمة وفلسطين الدولة على مرمى حجر.

تلك الانتفاضة بحجم تضحياتها كان لها من السلبيات القاتلة، فذلك الجيل الكبير بعطاءه الذي صنع من دماء شهداءه ومعاناة اسراه جسرا للعائدين، قدم اغلى ما يملك ونملك وهو التعليم، فكان الموقف في حينه بأن مقعد الدراسة ليس بأهمية اكبر من المشاركة في العمل الوطني وشاركت كل اطياف الاطر بهذا الموقف، ولكن وللمؤسف ان ذلك الجيل وبعد ما قدمه وجد نفسه وحيدا في ظل المتغيرات والتخبط ليصبح ثانويا في اجندة كافة الاطر الوطنية.

لقد رسخنا روح التمرد على ذلك الجيل وفرضنها عليه بأنها هي النهج الوطني، وبدون سابق انذار تحولنا 180 درجة ليصبح التمرد حالة مرفوضة ومن يتحلى بها رفضناه.

لقد كانت الانتفاضة الاولى عنوان العمل الجماعي التطوعي، فكان لها القدرة على تحصيل الانجازات، وما ان انتهت الانتفاضة الاولى لتبداء انتفاضة اضاع ربانها مسارها لنخسر خيرة قياداتنا وشبابنا ما بين شهيد واسير دون افق ودون استحقاق.

ذلك الربان الذي وبقصد او غير قصد دمر اصطلاحا لا يمكن لثورة ان تمضي دونه، وهو روح التطوع والخدمة العامة.

هنا تأتي الحركة الرياضية الفلسطينية لترسخ دورها التاريخي في تنمية الافراد والمؤسسات من خلال تشجيع روح العمل التطوعي من جديد كما صنعت ونجحت به في عقد السبعينات.

نعم ان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يتحمل العبء الاكبر في هذه المهمة الشاقة، انها كرة القدم التي تجمع تحت طياتها اكبر شريحة مجتمعية، فما هو المطلوب؟

لا بد من استخدام القدرات في تنطيم مرحلة قادمة تخدم توجه العمل التطوعي من خلال المشاركة المجتمعية والمؤسساتية في تنظيم العمل في الحي والقرية والمدينة، فما هي صورة الهيئة الادارية القادمة المطلوبة في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم :

1-     توفير قيادة لديها القدرة على اتخاذ القرار والالزام به.

2-     الالتزام باللوائح والقوانين والتصويت العلني على القرارات.

3-     تقبل اعضاء الاتحاد القادم لقيادتهم لمرحلة انتقالية مصيرية تتطلب الجهد والعطاء.

4-     الشفافية في العمل من خلال عقد اجتماعات الاتحاد الشهرية في محافظات مختلفة ودعوة اعضاء الهيئة العامة في تلك المحافظات لحضور الجلسات كمراقبين ( كما كانت رابطة اندية الضفة الغربية تقوم به).

5-     العمل على المساهمة المباشرة في ايجاد مصادر تمويل للأندية الرياضية العاملة محلياً ودولياً.

6-     توفير نشرة مالية كل ثلاثة اشهر وتوزيعها على اعضاء الهيئة العامة.

7-     تنمية العلاقات الخارجية حيث اننا وكمشروع وطني فشلنا عبر تاريخ الثورة الفلسطينية من تسويق انفسنا كشعب وقضية وسنتمكن اذا ما تم استثمار هذا التوجه من توفير الدعم الكبير لمؤسساتنا وشبابنا.

8-     استثمار العلاقات خارجية للمساهمة في توفير كادر رياضي مهني من خلال دورات للاداريين والمدربين والحكام.

9-     تنمية قدرات اللاعب الفلسطيني وفتح الابواب لاستثمار كافة الطاقات بمعايير مهنية واضحة، وتوفير الدعم الكامل لكل ملتزم يمثل فلسطين بأفضل صورها.

10-                        تحديد لجنة مسابقات صاحبة تخصص وقدرات ورغبة بالعمل في تنظيم النشاط الرياضي.

11-                        فتح الابواب للكادر الرياضي من خلال انشاء لجنة استشارية تمنح صلاحيات واسعة.

12-                        الاهتمام الاكبر بالاجيال الصغيرة فهي المستقبل وصقلها فلسطينيا اولا.

13-                        التخلي عن تحميل كل ما لم نصنعه على جبروت الاحتلال.

14-                        العمل كمجموعة فلسطينية مهنية بعيدة عن التلوين الفئوي.

لا بد من العمل المهني الملتزم لتطوير قدرات الفرد عسى ان تأخذ الحركة الرياضية دورها من جديد في بناء مشروعنا الوطني، هنالك اجندة كبيرة في انتظار الاتحاد القادم، فهل ستتمكن الهيئة العامة من النهوض في هذا المشروع الوطني من خلال اختيار الافضل.

نستحق الحياة الكريمة، نستحق رفع علمنا عالياً، نستحق تمثيل فلسطين في كل المحافل، نستحق الفرصة للمساهمة في المؤسسة والفريق، وسنبني فلسطين والقدس اولا.

مواضيع قد تهمك