الرجوب: محافظة الخليل مظلومة رياضياً وهي مطالبة بمبادرات تنسجم والشهامة الخليلية

حوار
محمد ابو عرام
/ بعد أن كانت الحركة الرياضية مهمشة لا تجد من يساندها، وكانت
طوال الفترة الماضية في سبات عميق، أصبحت خلال هذه الايام محط أنظار كبار الشخصيات
السياسية والوطنية ورجال الاعمال، خاصة بعد الضجة الاعلامية الصاخبة على اتحاد كرة
القدم وتدخلات الفيفا، وبعض المقربين على الاتجاهين
.
اللواء جبريل الرجوب صاحب
الشخصية القوية أصبح محط أنظار الحركة الرياضية كونه يتابع وعن كثب تطورات الحركة
الرياضية
.
ابو رامي يتنقل من ملعب الى آخر، يتابع البطولات .. يتوج الابطال
..
يزور الاندية .. يهتم بنشاطات القطاع الشبابي.. تدخل ولو بصورة مبطنة في قضية
الاتحاد الاخيرة، خاصة مع الفيفا من منطلق العلاقات الشخصية
.
انتخابات اتحاد
الكرة تقترب يوما بعد يوم .. وأسماء كثيرة تتردد بين أوساط الرياضيين، ابو رامي من
الشخصيات التي بدأ اسمها يتردد وبقوة للدخول في هذا المعترك الهام
والحيوي
.
حرصت " بال سبورت"
على زيارة اللواء الرجوب وأجرت معه الحوار التالي
من أجل وضع النقاط على الحروف وقطع الشك باليقين، خاصة فيما يتعلق بأحاديث الشارع
الرياضي
.
أبو رامي أصبح شخصية رياضية بارزة على صعيد الوطن
وبشكل مفاجئ، السر في ذلك؟
قطعاً لا، كوني رياضي وأعشق الرياضة وبكافة
أشكالها وأطيافها، فكنت لاعبا مميزاً في فريق المدرسة، والظروف الامنية والاعتقال
حال دون متابعتي، وبعد عودتي لأرض الوطن شاركت في مباراة رجال الاعمال خلال افتتاح
ملعب دورا المعشب
.
حالياً أمارس لعبة المشي، فيومياً أقطع مسافات طويلة سواء في
الصباح الباكر او خلال مغيب الشمس
.
وأود اضافة أنني لم أتردد في تلبية أية دعوة
رياضية، ودائماً أضع على سلم أولوياتي تلبية الدعوات سواء في حضور المهرجانات
الرياضية او زيارة الاندية، وايضاً متابعة أي تكريم
.
هل
تتابع الصفحات الرياضية بشكل مستمر؟
يومياً وبدون انقطاع أطالع الصحف
المحلية الثلاث من الصفحة الاولى الى الصفحة الاخيرة، وأتمعن وبشكل جيد في الصفحات
الرياضية، وأنا على اطلاع تام بمجريات وأحداث الحركة الرياضية، وحتى أثناء تواجدي
خارج الوطن أحرص على متابعة الصحف المحلية من خلال الانترنت
.
وكيف تقيم الوضع الرياضي الفلسطيني؟
بصراحة وضعنا الرياضي "لا يسر لا
صديق ولا عدو"، فوضعنا مؤلم، ويتألم عليه كل حريص، ففي كثير من الاحيان أستغرب
التراجع غير المبرر، والمشاكل الموجوده داخل الاسرة الرياضية انعكست بالسلب على
المستوى الرياضي
.
وبما أن كرة القدم هي لعبة الجماهير والاكثر انتشاراً، فحظيت
هذه اللعبة بإنعكاسات وانقلابات كثيرة، كان آخرها مشكلة اتحاد الكرة، وحسب معلوماتي
تم التغلب عليها بعد تدخل الاتحاد الدولي
.
أنا شخصياً كنت على اطلاع تام بمشكلة
الاتحاد، وتدخلت بعض الشيء في حل المشكلة من خلال علاقتي الشخصية مع المهندس نضال
الحديد
.
طالما أن هناك مأزق رياضي، والكل يعترف بذلك، فما هي
الطريقة المثلى للخروج من هذا المأزق؟
أعتقد أن وزارة الشباب والرياضة
تقع عليها مسؤولية أكثر بكثير من غيرها في ثلاث مسائل أساسية: الاولى تتعلق بتفعيل
الحركة الرياضية على المستوى الوطني والاقليمي والدولي في سياق خطة استراتيجية،
والثانية تتعلق بتأمين البنية التحتية للقطاع الرياضي، والثالثة تتعلق بتشكيل طاقم
تخطيط استراتيجي لاعادة النظر في تأهيل وترشيد المشاركات الوطنية في الانشطة
الخارجية
.
دور وزارة الشباب في هذه المسألة حيوي وهام، لكن
هناك قطاعات أخرى يجب أن يكون لها دور مميز، ألا توافقنا الرأي؟
نعم
هناك أطراف أخرى يجب أن يكون لها دور بارز في مساندة الحركة الرياضية، فبالاضافة
للطرف الاول وهي وزارة الشباب والرياضة هناك ثلاثة أطراف أخرى، فالطرف الثاني هو
القوى السياسية الفلسطينية، وآمل أن تقوم تلك القوى بوضع برامج شبابية مشتركة
لتنمية روح العمل والسلوك الديمقراطي المرتبط بمنظومة وأسس قائمة على الانتماء
الوطني والشراكة والتضامن والتكافل
.
أما الطرف الثالث فهو قطاع الشبيبة،
فبإعتقادي أن الاطر الطلابية "النقابية" قادرة على المساهمة في تطوير وتوفير فرص
تنمية روح العمل النقابي في اطار القطاع الشبابي بمفاهيم مغايرة للتجاذبات، وتكريس
حياة نقابية بمسافات منسجمة ورسالة الحركة الطلابية
.
الطرف الاخير في معادلة
الاصلاح الرياضي تكمن في البلديات ووزارة الحكم المحلي، خاصة في موضوع توفير مراكز
ترفيهية وتسلية وألعاب لكل المستويات العمرية، بما يضمن شروط تنمية اجتماعية
وسياسية وفق برنامج متناغم يبدأ من رياض الاطفال وينتهي بالمحطات الاخيرة
للبشر
.
من هنا آمل أن تكون هناك مبادرة شبابية تطوعية لتطوير العمل سابقة الذكر
والتركيز على وزارة الشباب والرياضة والمجالس المحلية والحكم المحلي لتوفير البنى
التحتية والمؤسسات وطرق أبواب الاطر الشبابية في الجامعات والمعاهد لصياغة البرامج،
وكذلك البدء في حوار مفتوح مع القوى السياسية حول دور قطاع الشباب الذي لا يجب أن
يختصر على برامج التسلية وانما توفير برامج فرص العمل وبرامج تثقيف وتنمية في كل
مناحي الحياة ومهارات التغلب على مصاعبها واختراق فضاء تكنولوجيا القرن الـ
12.
وهل من علاقة
تربط الرياضة بالنضال؟
الانسان هو عنصر الحسم في كل المعارك سواء كانت
عسكرية او رياضية او تربوية او تنموية، فمن هنا بناء الفرد هو أساس النجاح، الرياضة
بمفهومها الانساني هي رسالة ابداعية لنسج العلاقات السوية في المجتمع وتوفير بيئة
ايجابية لممارسة الحياة السياسية والاجتماعية وبخصوصية الواقع الفلسطيني ممارسة
الحياة النضالية بروح رياضية خلاقة
.
لأن النضال والرياضة رسائل مرتبطة بتعبير
وتأسيس ظروف حياة أفضل للآخرين من خلال التضحية بالوقت والجهد وبالامكانيات
المتاحة
.
من هنا تكمن أهمية التثقيف والتوعية للفرد والجماعة وبرامج التثقيف
والتعبئة بحيث تكون موجهة هادفة في اطار خطة تخضع للرقابة والتحليل
.
نفهم من ذلك أن تشاطرنا الرأي في ضرورة دمج وزارة الثقافة مع الشباب
والرياضة؟
أعتقد أن الثقافة هي مهمة أوسع وأشمل ويجب أن تشمل كل
قطاعات المجتمع، والثقافة ايضاً لها رسالة مرتبطة بمهمات أخرى بالمجتمع وجزء منها
الحركة الشبابية
.
آمل من الحكومة الفلسطينية أن تخرج الحركة الشبابية من
التجاذبات السياسية بتشكيل مجلس أعلى للشباب والرياضة متخصص متفرغ يعمل بروح التطوع
والمبادرة، لا الوظيفة او الامتياز، والاستفادة من خبرات وتجارب دول وشعوب تحظى
فيها الرياضة والشباب بمكانة متقدمة، وأثبتت تلك التجارب قدرتها على ضبط الحركة
الشبابية والرياضية في سياقها الوطني والاقليمي بطريقة ومستوى جعل من تجاربها مآثر
يحتذا بها على كل المستويات سواء الخدماتية على مستوى قطاع الشباب او الانجاز في
مجال الحضور والمساهمة في الانظمة السياسية او حتى في المدخول الاقتصادي، فضلاً عن
تجاوزها في التأثير والاهتمام بحضورها الاقليمي
.
هل أنت مع
نقل التجربة الرياضية الاردنية وتطبيقها في فلسطين؟
التجربة الاردنية
بموضوع الرياضة يمكن الاستفاده منها، ولكن أهم عامل القوة في احداث قفزة نوعية في
القطاع الرياضي في الاردن مرتبط بشخص الملك عبد الله والعائلة الهاشمية، فالرياضة
الاردنية حظيت بحيز كبير من وعيه واهتمامه ووجدانه شكل مصدر قوة وإسناد للمؤسسات
العاملة في هذا القطاع، حيث أن الملك كان رئيساٍ للاتحاد طوعاً ورغبة منه وبعد
تتويجه، نقل الرسالة لشقيقه الامير علي مع اهتمامه الخاص والمتواصل ومشاركته
الشخصية في المباريات أكثر من مره تعكس اهتمامه، وهذا مصدر قوة وتفعيل ورقابة تحفز
جنود هذا القطاع بإتجاه أداء رسالتهم
.
بإعتقادي أن الرياضة الاردنية انقلبت
رأساً على عقب وأصبحت محط أنظار واهتمام وتقدمت بشكل كبير بعد أن تولت العائلة
الهاشمية قيادتها وايضاً كبار المسؤولين
.
هل تؤيد قيادة الاتحادات الرياضية من قبل شخصيات
سياسية، وهل أنت شخصياً مستعد لقيادة اتحاد كرة القدم؟
في البداية،
أود أن أؤكد ان اتصالات أجراها المهندس نضال الحديد نائب رئيس الاتحاد الاردني لكرة
القدم ومسؤول ملف الهدف في الفيفا معي شخصياً، تناولنا خلالها وضع اتحاد الكرة
الفلسطيني ومستقبله، وطلب مني قيادة دفة الكرة الفلسطينية، لكن ردي كان بأن هذا
الموضوع سابق لآوانه، كوني أنتظر وضوح معالم وأفاق الكرة الفلسطينية وطبيعة الخدمة
التي يمكن أن أقدمها قبل أن أعلن عن طبيعة خطوتي في هذا المجال
.
فأنا شخصياً
مستعد لتحمل مسؤولية أية مؤسسة رياضية شبابية ضمن اطار العمل الاهلي والنقابي بعيد
عن البرستيج أو المنصب الفخري والاسمي، كوني أعشق العمل والخدمة في مجالين، الاول
يتمثل في قطاع الاسرى وذلك عرفاناً ووفاءً للماضي، وساهمت وبشكل كبير في رفع شأن
الاسير الفلسطيني
.
أما القطاع الاخر فهو قطاع الشباب والرياضة تقديراً للمستقبل،
ومجال العمل في هذا القطاع واسع
.
تصوري أن قطاع الشباب والرياضة ومن خلال
متابعتي بحاجة الى اعادة هيكلة واهتمام أكثر من الماضي، وبحاجة ايضاً الى تكاتف
ووحدة والعمل ضمن أجندة معده مسبقاً تعتمد على المهنية بعيداً عن
الارتجالية
.
حسب فهمي فإن الرياضة هي السفارة المتحركة والعاكسة والتي يمكن من
خلالها بناء مستقبل زاهر
.
محافظة الخليل الاكبر مساحة، لكن للاسف تفتقد للمنشآت الرياضية، فما
تعليقك؟
أعتقد أن محافظة الخليل بحاجة الى اهتمام خاص، فهي في المرتبة
الثانية بعد القدس من حيث الاستهداف الاستيطاني، الاهتمام بمحافظة الخليل يستوجب
وقفة ودعم وهذا يتحقق من خلال
:
* مركزة العمل في هذا القطاع على مستوى
المحافظة
.
* خلق عناصر ضاغطة على الحكومة ومؤسسات السلطة للتجاوب مع الحد الادنى
من شروط وامكانية العطاء
.
*
جهد خليلي بمبادرات تنسجم والشهامة والكرم الخليلي
في صيغ مؤسساتية تقدم عناصر المساعدة لقطاع الشباب والرياضة
.
وأنا أعتقد بأن
وجود اطار مركزي في المحافظة يعمل بأجندة مركزية في سياق ادراك للتواصل مع كل
محافظات الوطن هي الخطوة الاولى باتجاه التصحيح والتأسيس والانطلاق
..
كلمة أخيرة توجهها للقطاع الرياضي؟
أفضل كلمة أوجهها لهذا
القطاع المميز والنشط هو ضرورة التكاتف والوحدة في العمل، ومن المفترض أن يتم اعادة
بناء الهياكل الرياضية بأسس سليمة تعتمد على العلم والمهنية والشخصية والقدرة على
العمل
.
أما بخصوص اتحاد الكرة، فعلينا الاستفادة من الاخطاء السابقة، وما حصل
خلال الاشهر الماضية يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار خاصة خلال الشهرين المقبلين، ومن
المفترض أن تكون المرحلة المقبلة هي مرحلة النمو الرياضي وهذا يتحقق في حال وجود
توافق وانسجام ومهنية في العمل
.
أتمنى أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة مغايرة
للمراحل السابقة وأن تحظى الانشطة الرياضية والشبابية بإهتمام أوسع وأشمل
.