مسلمو سويسرا ينظمون مسابقة كروية للتواصل مع مجتمعهم
شهدت سويسرا على مدى يومين مسابقة في كرة القدم أطلق عليها اسم بطولة دوري "الحكمة والمستقبل"، وشارك فيها 16 فريقا من أصول عربية وأفريقية وبلقانية وأوروبية، وذلك لتعزيز التواصل بين مختلف الجاليات الأجنبية والمجتمع السويسري.
وقد حظيت البطولة بدعم من السلطات المسؤولة عن الاندماج وبعض الأندية الرياضية السويسرية الشهيرة إلى جانب عدد من الشركات والمؤسسات.
ويقف وراء تلك الفعالية نور الدين المناعي بطل أوروبا والعالم السابق في المصارعة الأميركية (كيك بوكس) لعام 1995، الذي قال للجزيرة نت "إن الصورة السائدة عن المسلمين الآن في المجتمعات الأوروبية تدعو كل مسلم مبدع إلى العمل على تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة حسب إمكانياته والمجالات التي يتميز فيها".
وأضاف المناعي أنه "إذا كانت الأنشطة الثقافية المستقلة تنجح إلى حد ما في توعية الرأي العام الأوروبي، فإن شريحة كبيرة من المجتمعات الأوروبية تعشق الرياضة، ومنها أيضا يمكن تصحيح الصور النمطية السلبية المترسخة عن المسلمين"، حسب رأيه.
الدين والرياضة
ويرى القائمون على هذه البطولة والمشاركون فيها أن صورة المسلمين في الإعلام الأوروبي عامة والسويسري خاصة مرتبطة بالعنف وما يوصف بالإرهاب والتزمت والجهل والتخلف ومعاداة الحضارة والثقافة، ولذا فإن مثل تلك الفعاليات تغير من صورة المسلمين، وتؤكد أن الدين لا يتعارض مع أية أنشطة ترفيهية تلتزم بالمعايير الأخلاقية والمبادئ والمثل السامية.
وتقول اللجنة المشرفة على إعداد وتنظيم البطولة إن ردود فعل النوادي الرياضية الكبيرة على إقامة هذه البطولة كان إيجابيا ومشجعا رغم أن جوائزها رمزية، وتلقت اللجنة قرابة 40 طلبا للمشاركة فيها، مما يدل على اقتناع الجميع بأهمية مثل تلك الفعاليات الرياضية في تعزيز روح المودة والتفاهم بين فئات المجتمع على اختلاف انتماءاتها الدينية والعرقية.
كما يرى المناعي أن حرص المسؤولين الرسميين سواء من المهتمين بالشباب والرياضة أو الأجانب، على حضور فعاليات البطولة هو في حد ذاته نجاح للجالية المسلمة، وتشجيع للقيام بمبادرات مماثلة في مجالات مختلفة، لا سيما بين الناشئين.
أما الحضور فكان خليطا من السويسريين ورعايا الجنسيات الأجنبية الأخرى، بعضهم جاء للتشجيع وآخرون حرصوا على مشاهدة كيف يزاول المسلمون الرياضة، وما هي أخلاقياتهم في الملاعب وفي تعاملهم مع الآخرين سواء كانوا فائزين أو مهزومين، ورغم حدة المنافسة فإن المباريات لم تشهد مخالفة واحدة، وهو ما أثار دهشة المدربين وطاقم الحكام.
وبينما تبارت الفرق الرياضية للوصول إلى كأس الدورة، تبارت السيدات في تقديم أطباق مختلفة من المأكولات الشعبية التقليدية في بعض الدول الأفريقية والآسيوية ومن البلقان وتركيا، وهو ما أضفى طابعا احتفاليا إضافيا على الفعاليات.
دور هام
ويناشد المناعي جميع الرياضيين المسلمين المقيمين في الغرب تشجيع أبناء الجاليات المسلمة للاستفادة من الرياضة في التواصل مع فئات المجتمع المختلفة، مؤكدا أن الرياضيين الناجحين يحظون بحضور قوي في وسائل الإعلام الأوروبية ولهم صلات جيدة مع مختلف الدوائر، ولذا فإن دخولهم لدعم جهود الاندماج ستلقى ترحيبا من مختلف الأوساط، لاسيما أن الرياضة في الغرب تضم الكثير من اللاعبين الأجانب المتميزين سواء من العالم العربي أو آسيا أو أفريقيا.
ويرى مراقبون أن تكليف بعض مشاهير الرياضيين القيام بمهام إنسانية في أفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا كسفراء للنوايا الحسنة، يمكن أن يقابله القيام بنفس المهام لدعم التعايش السلمي بين فئات المجتمعات الأوروبية.