"خبيصة الخلايلة"...وخبيصة ملوك التناقضات الرياضية..!!
"خبيصة الخلايلة"...وخبيصة ملوك التناقضات الرياضية..!!
كتب خالد القواسمي - الخليل
شتان بين خبيصة الخلايلة والخبيصة الرياضة فالأولى عبارة عن حلوى تصنع من الراوق وهو عبارة عن خلاصة عصير العنب بعد وضعه بكيس من الخيش وسط المداس الحجري يرش بمادة ترابية تعرف بـالحِوّر لها خاصية ايجابية في تنقية وتصفية عصارة العنب يسمى بالراووق يعطي طعم مميز للخبيصة بعد وضعه على النار وعند الغليان يضاف اليه السميد حتى يتم الطبخ جيدا ويضاف الصنوبر او الجوز او اللوز والقريش وتصبح الخبيصة جاهزة بمذاقها الرائع.
اما في احوال الخبيصة الرياضية فحدث ولا حرج الكل يخبص في خبيصته خاصة خبيصة دوري المحترفين وخبيصة الاندية وأخيرا خبيصة الاعلام الرياضي مذاقها مغاير وبطعم العلقم كونها تتعرض للتخبيص وتحيد عن كل ما هو ايجابي امام سمع وبصر واعين الجميع.
ما يحصل من سوء حال حل بالاندية وبفرقها والعجز عن مجابهة الواقع وأنينها نتيجة الفقر المدقع لا يلتفت اليه أحد ولا يسمع صراخها وشكواها أمر يدلل على مدى الاغتراب الذي تعيشه انديتنا وهذا يشكل حالة استهتار يضرب العمل المؤسسي الذي يعتبر الاساس في عملية بناء الدولة.
قرار تشكيل لجنة تسيير اعمال لاتحاد الاعلام الرياضي بشكل غير قانوني تشاهد قلة ممن يتحدث عن التجاوز في حين ان البقية الباقية تكتم احتجاجها في سرها وتتحدث من خلف حجاب ورغم كل الكتابات لم يعر اصحاب الكراسي العاجية انفسهم بتبرير فعلتهم وان ما يكتب حروف من وجهة نظرهم تتطاير في الهواء لا معنى لها، وهذا دليل استهتار بالاعلام الرياضي وبالرياضة والرياضيين لذا نطالب المجلس الاعلى للشباب والرياضة وبصفته اعلى سلطة دراسة ما يحصل وايفادنا بمخرجات تصب في صالح واقعنا الرياضي.
ما يحدث حالة من الغرابة يصعب توصيفها الكل.... خاصة القائمون على رياضتنا فالكل يعي ويعرف مكمن الخلل ويشخصونه لكنهم بدلا من معالجته يعملون على تمكينه وتأصيله.
نعم يا سادة انهم ملوك التناقضات السنتهم تنطق بكلام معسول وأفعالهم تأتي بأمر آخر والمخالف لرأيهم جاهل بعيد عن المنطق والواقع ولا يعرف مصلحة الرياضة الفلسطينية نعم انهم عباقرة التنظير ولديهم الادوات تسخر للاقناع فكل ما يحصل احتراق للجهود والطاقات البشرية والمال لذا رياضتنا تتجه للابتعاد والسير في آخر الركب.
صدع الديون والالتزامات المالية في انديتنا ضربت واحدثت اهتزازات عنيفة أثرت على كينونتها وتعرضت لهجرة جماعية من كوادر العمل في الحقل الرياضي وانتهت ديموقراطيتها واصبحنا نشاهد مجالس ادارية بالتعيين شخوصها في غالبيتهم ليس لهم علاقة بالرياضة انما البرستيج هو ما يستهويهم بعد دفع حفنة من المال كي يستحوذون على منصب اداري يتفاخرون به ويضيفونه الى سيرتهم الذاتية.
الانظمة الرياضية في الدول اليوم متفتحة وتبتكر وسائل للمنافسة فيما نقف عاجزين وما نعمل من اجله مواصلة التنفس البطيء لعل وعسى أن تهب علينا معجزة تنقذنا من حالة السوء وضعف الادارة والتمويل قبل ان تلتف الحبال على رقبة اتحاداتنا وانديتنا وكرتنا وبقية الرياضات فالمشكلة واضحة وعلاجها واضح فلماذا الاصرار بالمضي ومواصلة نهج لا جدوى منه يقودنا الى الهاوية.
العالم يضع استراتيجيات للعمل قصيرة ومتوسطة وطويلة الامد ونحن لم نتمكن من وضع استراتيجية لايام او اسابيع وهذا ما يحصل لدوري المحترفين فلا احد يعطيك او يفيد بموعد المباريات متى ستنطلق ومتى سيتم الايقاف فلا وجود لرزنامة للدوري والاندية تحترق وتصيح من حمل العبء المالي المتراكم عليها جراء الايقاف وعدم صرف مخصصاتها المالية .
الشعارات لا تجدي نفعا وعلينا ان نتجاوزها لان الواقع يكذبها جملة وتفصيلا ولا يحتملها وضعنا وستبعدنا بعيدا عن السرب بكل ما يحمله ذلك من سلبية وليعرف الجميع لن نكون كاعلام رياضي شهاد زور فمن يرتضي لنفسه ذلك فليبتعد عنا وليغرد في واد آخر لن نكون طبالين في فرقة النشاز ونشهد أن كل شيء على ما يرام وعلى الوزن او هات حطب او وز الموقده خلي الخبيصة تستوي.