"فاكهة الملاعب 57"
** نحو تغليظ العقوبات على المتخلفين عن المنتخبات
** "حشيش" الملاعب بين "الفراعنة " و "الشياطين الحمر"
الخليل- كتب فايز نصّار/ يلتقي الفدائي الأولمبي اليوم الاثنين مع نظيره اليابانيّ ، ضمن دور المجموعات في دورة ألعاب الألعاب الآسيوية 19 ، التي تستضيفها هانغجو الصينية ، في الطريق لمواصلة التألق الآسيوي ، من خلال لقاء المنتخب الياباني ، الذي تتقدم أوراقه على أوراق منتخبنا ، وبالنظر للعرض غير الموفق للاعبينا في البحرين منذ أيام ، علماً بأنّ النتائج خدمت منتخبنا ، الذي تأهل رسمياً للدور الثاني .
لا تجلدوا أنفسكم !
ويتفق الجميع على أنّه يجب على الفدائي الأولمبي السعي لتلبية طموحات الشارع الرياضي الفلسطيني ، ولكنّ حتى لو جانب التوفيق منتخبنا في مهمته ، يجب على المحللين العقلانيين الرأفة بواعدينا ، والبحث عنى مواضع الخلل ، التي ظهرت في مشاركات منتخبنا الأولمبي في بطولة غرب آسيا ، ودورة الألعاب العربية الثالثة عشرة بالجزائر ، وبطولة كأس آسيا تحت 23 .
ولست ممن يميلون إلى جلد الذات ، على خلفية حساسية ظروفنا المختلفة ، وكون هذه النتائج مرتبطة غالباً بأسباب موضوعية ، تتصل ببعض النقائص الفنية ، والإدارية ، وفوارق العدة والعتاد ، ولكنّ ذوي البصيرة يدركون أنّ أهم الأسباب ذاتية هنا عدم نضج العقلية الاحترافية للعاملين في مجال الكرة ، بما يقلل من فرص تحقيق الطموحات .
مواطن الخلل
ولاستدراك تراجع نتائج المنتخبين الأول ، والأولمبي شكل الاتحاد لجنة تقييم فنية ، مناط بها الخروج بتوصيات فنية وإدارية ، تستخلص العبر من المرحلة السابقة ، وتخرج بتوجيهات تقييمية للمستقبل ، على أمل أنّ تكون اللجنة ناقشت موضوع اللاعبين ، الذين يتخلفون عن أداء المهمة ، بما يساهم في عدم ظهور منتخباتنا بأفضل وجه ، ودليل ذلك أنّ 15 لاعباً تخلف عن ركب كتيبة أبو جزر ، متعللين بأسباب مختلفة .
دلع اللاعبين !
ولا أتحدث هنا عن "الفلاجات " التي تحول دون التحاق النجوم بالمنتخبات ، ومنها الاصابات ، وظروف المنع الاحتلالية .. وغيرها من المسببات المفهومة ، وقصدي هنا من يتعللون بظروف يمكن تجاوزها ، إذا قدمنا مصلحة البلد على المصلحة الشخصية ، وإذا عرفنا قيمة النجاح ، الذي يحققه اللاعب - لبلده ، ولنفسه - عندما نحصل على أفضل النتائج ، وننجح في إيصال رسالة شعبنا عبر الملاعب .. أمّا أنّ يتحول الأمر إلى مزاجية ، تستند إلى مبررات واهية ، فالأمر يحتاج إلى صرامة من القائمين على الاتحاد ، بتغليظ العقوبات على القاعدين مع الخوالف ، لأنّه غير معقول أن يكون اللاعب جاهزاً للمشاركة في بلاد الكافيار ، ويعتذر عن المشاركة في بلاد السردين ؟.. وفي المقابل يجب على القائمين على المنتخبات دراسة كلّ مشاكل اللاعبين ، وظروفهم المهنية والتعليمية ، وحلّ هذه المشاكل ، وخاصة مشاكل النجوم خارج الوطن ، ممن تمنعهم أنديتهم من المشاركة مع المنتخبات ، إلا في المساحة التي توفرها أجندة الفيفا .
اضراب النشامى
وتابع الشارع الرياضي في الأردن وفلسطين امتناع الأندية عن لعب مباريات دوري النشامى ، في احتجاج جماعي على عدم تلبية احتياجات الأندية المالية ، والتي جعلت إدارات الأندية في مواجهة أزمات مالية لا حدود لها ، الأمر الذي لم يحل في الاجتماعات ، التي لم تتوقف بين الاتحاد والأندية ، التي نفذت تهديدها ، وعلقت المشاركة ، في انتظار نجاح العقلاء في رأب الصدع بين الحيين ، وعودة النشاط إلى ملاعب الجار الشرقي ّ ، وفي انتظار أن تقرأ أنديتنا رسالة الملاعب الأردنية ، وتفتح الملف جماعياً مع اتحاد الكرة ، لأنّ جميع الأندية تعاني من نقص الموارد ، وجميع الأندية يجب أن تقف مع بعضها ، للوصول إلى حلّ وطني ، يلبي شيئاً من احتياجات الأندية المالية .
حشيش في الملاعب
من الطرائف الكروية ، التي يتداولها الأشقاء المصريون ، ما رواه الصحفي الراحل عباس جاب الله ، بقوله : في إحدى مباريات الأهلي والاسماعيلي ، كان هناك صراع بين مهاجم الاسماعيلي عماد سليمان ، ومدافع الأهلي محمد حشيش ، فقال معلق المباراة محمود بكر: "عماد سليمان بيجري.. ومعاه حشيش ، بيجري .. ومعاه حشيش" .
وهذه وحدة من آلاف " القفشات " ، والنكات الفكاهية ، التي أصبحت جزءاً من حياة الشارع الرياضي المصري ، الذي تذهب به خفة دمّه لتورِيات ، واسقاطات ، تحبك النكات الفكاهية من الأمور العادية ، ومنها ما حصل في مباراة جمعت منتخب مصر بشقيقه السوري على الأرض السورية ، ويومها اشتكى فاروق جعفر من تجني الحكم السوري ، واحتج على قراراته ، فأشهر الحكم في وجهه البطاقة الصفراء ، ثم البطاقة الحمراء ، ولمّا رفض " روقة " الخروج ، صفعه الحكم على وجهه ، فثارت ثائرة النجم المصري .. ليتدخل المدرب المصري الراحل محمد الجندي ، الذي أمسك بفاروق محاولاً إخراجه ، فصرخ فاروق : " عايز أعرف ازاي بيضربني ألم ؟ " .. فرد عليه الجندي : المادة خمسة ، صفحة أربعطعشر !
الدراويش والشواكيش
وكثيرة هي الطرائف ، والغرائب ، التي شاعت في الملاعب المصرية ، التي سبقت غيرها لإطلاق الألقاب على الأندية ، والمنتخبات ، والنجوم ، ومنهم الصاروخ مصطفى يونس ، الملقب بالمجري ، نسبة إلى القطار السريع ، الذي أنجزته المجر .. والدراويش لقب الاسماعيلي ، الذي ضمّ في فترة عدد من أبناء عائلة درويش ، والشواكيش ، اللقب ، الذي يطلق على الترسانة .. وغيرها من الألقاب ، وعلى رأسها إطلاق لقب الفراعنة على منتخب مصر ، رغم التوافق على طغيان هؤلاء الحكام ، الذين قال فيهم الله تعالى في الآية 46 من سورة غافر : " أدْخِلوا ءالَ فِرْعون أشدَّ العَذَابِ " بمعنى أنّ هذه التسمية مرفوضة بحكم المنطق ، إلا ّذا صح إطلاق لقب الجاهليين على المنتخب السعودي ، حيث يروى الداعية السعودي سليمان الجبيلان ، أنّ مصرياً احتج عليه كونه يتحدث كثيراً عن فرعون ، ويقتصد في الحديث عن أبي جهل ، فأرضاه الشيخ بالحديث عن أبي جهل في الخطبة التالية ، ولكنّ النهاية كانت بقول الرسول الأعظم ، عندما استقدمت له جثة أبي جهل : هذا فرعون هذه الأمة ! .
نجوم ..وليسوا شياطين !
ويشبه ذلك إطلاق لقب الشياطين على الأندية والمنتخبات ، حيث يطلق لقب " الشياطين الحمر " على منتخب بلجيكا ، وعلى نادي مانشيستر يونايتد ، وغيرهم ، ولست أدري هنا كيف يقبل عاقل ابن عاقلة أن يكون نجومه شياطين ، والشياطين لعنهم الله بكل الشرائع السماوية .
تذكرت هذا ، وانا أتابع مناكفت غير مبررة حول إطلاق لقب " العميد " على رياضي غزة ، وشباب الخليل ، وكلاهما من الأندية الفلسطينية ، التي رسخت بصماتها الرياضية والوطنية في الملاعب ، وفي مختلف المواقع ، فيما لا توجد معايير واضحة تضبط إطلاق الألقاب المختلفة ، إلا إذا كان اللقب مرتبط بالتاريخ ، فالأصل أن نادي اتحاد نابلس ، الذي كان أحد فرسان دوري الدرجة الأولى الأردني قبل سنة 1967 تأسس سنة 1932 ، فيما تأسس رياضي غزة سنة 1034 ، وتأسس شباب الخليل سنة 1943 .
غزارة الأهداف
وفي السعودية حسم النصر قمة الجولة السابعة أمام الأهلي بأربعة أهداف لثلاثة ، في إعادة لسيناريو نتيجة قمة الهلال والاتحاد قبل أسبوعين ، بما جعل أستاذنا الناقد الرياضي هشام تيم يتساءل عن أسباب هذه الغزارة التهديفية ، وكون الأمر يرتبط بانتداب المهاجمين الأفذاذ ، أم بسبب ضعف الخطوط الدفاعية المترهلة ، واحتياج الأندية السعودية إلى مزيد من النضج في هذا المجال ؟ بما فتح أجواء النقاشات الفنية ، البعيدة عن قصص الأهلي والزمالك ، وحكايات ريال مدريد وبرشلونة ، مع ميلي لأن الأمر يرتبط بقوة المهاجمين ، وسوء تنظيم الخطوط الدفاعية ، التي تضم مهاجمين من العيار الثقيل مثل السنغالي كوليبالي ، والاسباني لابورت .. وغيرهم ، دون إغفال نقص النضج التكتيكي ، غم وجود خيرة المدربين .
لا للعنصرية
وبعد قمة الأهلي والنصر عبر نجم المباراة كريستانو رونالدو عن إعجابه الكبير بالنجم الجزائري رياض محرز ، الذي سجل هدفاً وصنع آخر للأهلي ، وقال الدون : إن محرز من أفضل نجوم الكرة ، وتألق بشكل لافت في البريمير ليغ ، وكان يستحق التتويج بكثير من الجوائز ، ومنها الكرة الذهبية ، لولا " عنصرية " بيب غوارديويلا ،الذي كان يهمله على الدكة .
ومع احترامي لرأي رونالدو في محرز ، أتحفظ على وصف غوارديولا بالعنصرية ، لأنّ الفيلسوف - الذي تحصل على 36 لقاباً - حريص على استخدام خيرة نجومه ، واستخراج خيرة ما عندهم ، بما يجعله يعتمد المداورة ، التي كان محرز أحد ضحاياها ، في ظل وجود النجم البرتغالي سيلفا ، بما يعني أن زلة كريستانو غير مقبولة ، فكلمة العنصرية لا يجوز استخدامها ، إلا بحق المعتدين من المحتلين ، الذين سلبوا الشعوب حقوقهم ، وبما يعني أنّ من وصف الأخ ناصر السلايمة بالعنصرية كان في وضع تسلل ، لأن لأبي عبد الله - الذي اختلف معه في بعض الأمور – متابعيه ، الذين يحق لهم وحدهم الحكم على أفكار الرجل المقدسي الطيب ، الذي يحاول أن يكون محايداً في طرحه ، رغم خلافي معه حول منسوب الصراحة في منشوراته ، وتحفظي على بعض الألفاظ ، التي أتمنى أن لا يستخدمها !
برشلونة الجديد
ومنذ أيام سمعت المعلق عصام الشوالي يشيد بالوجه الجديد لبرشلونة ، بعد فوزه بعشرة أهداف في مباراتين ، ويومها علقت بالحرف الواحد " بدري الحكم على برشلونة الجديدة " ، الأمر الذي ظهر في امتحان البلوغرانا الصعب يوم السبت أمام " عقدته " سلتا فيغو ، حيث فاز رفاق المتألق شتيغن بطلوع الروح ، وبعد ثمانين دقيقة من التوهان ، الذي يؤكد أن الفريق الكتلاني ما زال بحاجة إلى عمل كبير .
ورغم ذلك أكرر بأنّه من المبكر الحكم على كتيبة زافي ، لأن الفريق يمرّ بمرحلة انتقالية حاسمة، تميزت بعمل إداري كبير، أثمر العديد من النتائج ، في مقدمتها انزال سقف رواتب اللاعبين ، مع التسوق الرشيد في الماركاتو الصيفي، والذي أتى بمنبوذ غوارديولا كانسيلو ، وبالباحث عن حبه القديم فيليكس ، وبختيار الألمان التركي غوندوغان ، وبلاعب الارتكاز الصلب روميو .
تناغم القيادة
وظهرت قسمات برشلونة الجديد ، بمنح الثقة للواعدين ، وفي مقدمتهم المغربي الأصل يامين جمال ، مع مواصلة الاعتماد على غافي ، وبالدي ، في انتظار عودة المصاب بيدري ، والتحاق الهداف البرازيلي روكي في الشتاء القادم .
ولم يكن هذا الإنجاز الإداري الكبير في برشلونة لولا التناغم بين القيادة الإدارية ، وعلى رأسها لابورتا ، والقيادة الفينة ، التي يديرها زافي ، حيث تخلص الثنائي خلال عام ونيف من 25 لاعباً ، كانوا يشكلون ثقلاً مالياً على النادي ، وكانت المهمة الأصعب التخلص من القطط السمان ، من النجوم ، الذين قيل بأنّهم لا يمسون ، فاعتزل بيكيه ، وذهب بوسكيه ، وألبا إلى الولايات المتحدة ، في انتظار خطة قريبة ، للتخلص من سيرجيو روبرتو ، والونسو ، وفيران ، الذين لم يخطب ودهم أيّ ناد في الصيف الماضي !