نماذج ناجحة جديرة بالمحاكاة
كتب محمود السقا- رام الله
النماذج الناجحة عادة ما تحظى بالمتابعة والمواكبة، ولا أجد ضيراً في نقلها ووضعها في متناول ولاة الأمر، من أجل التدقيق في تفاصيلها، لعل وعسى، أن يتم السير على خطاها، والتأسي بها.
أتابع، باستمرار، نبض الحركة الرياضية في الأردن الشقيق، وبالطبع فإن كرة القدم عادة ما تحظى بالاهتمام الواسع، لأسباب معلومة ومعروفة.
موسم الكرة الأردني انطلق ببطولة درع اتحاد الكرة، أول خطوة بادر إليها المسؤولون تغيير لائحة البطولة، فبدلاً من نظام "الإقصائيات"، التي كانت تنهض عليه، استعاضوا عنها بنظام نصف الدوري، ليتسنى لفرق المحترفين أن تلعب أحد عشر لقاءً بالتمام والكمال، قبل أن تدخل معترك منافسات دوري المحترفين.
الهدف من هذا التدبير إعداد الفرق المنخرطة في دوري المحترفين، فنياً وبدنياً ومهارياً، فعندما تلعب الفرق أحد عشر لقاءً منتظماً بعيداً عن لغة التوقفات المفاجئة، وغير الناجعة، فإنها تصل إلى مرحلة النضوج خصوصاً في الشق البدني، الذي عادة ما يحتاج إلى بضعة أسابيع، كي يصل إلى مرحلة الكمال، ما ينعكس بالإيجاب على المسابقة الأهم وهي دوري المحترفين، فتظهر فواصل الإثارة والندية وجودة الأداء، على مستوى السواد الأعظم من الفرق، وليس على بعضها القليل.
اخترت أن أحاكي التجربة الأردنية الواعدة في إدارة المسابقات الكروية، كي أضعها في متناول القائمين على لجنة المسابقات في اتحاد الكرة الفلسطيني ليتأملوا المكاسب التي يمكن أن تجنيها الكرة المحلية، أكان على صعيد النهوض والارتقاء بواقعها، أو على نطاق المنتخبات الوطنية، التي عادة ما تستمد قوتها وعلو شأنها من مسابقة الدوري، وليس من المعسكرات التدريبية، التي ينحصر دورها الرئيس في بث الانسجام.
العقلية المتفتحة التي يدير بها الأشقاء الأردنيون كرة بلادهم جديرة بالمحاكاة، وسوف تظهر مخرجاتها الإيجابية في نتائج المنتخبات الوطنية.