"حدث هذا".. قمة لم تكتمل
الخليل- كتب فايز نصّار / توحدت الضفة الغربية في الانتخابات البلدية سنة 1976 ، والتي شهدت اجتياحاً للكتل المدعومة من منظمة التحرير الفلسطينية .. وفي تجمع انتخابي للصحفي الراحل أحمد الشويكي الرفاعي ، الذي سبق له الترشح لانتخابات البرلمان الأردني قبل 67 ، سأله أحد الحاضرين : ماذا لو أطفئت الأضواء أثناء الفرز يا أبا ربيع ؟ فردّ عليه : "متذكرنيش ، أنا انطفى قلبي من طفيت الضو ! " .
وعادت قصة إطفاء الأنوار إلى ستاد أريحا الدولي يوم 7 تموز 2000 ، وذلك في الدقيقة 73 من لقاء افتتاح الدوري التصنيفي بين شباب الخليل وهلال القدس ، وكلاهما كان مدججاً بالنجوم ، حيث يضم الشباب في صفوفه إلى جانب عماد ناصر الدين ، وحازم المحتسب ، الفنان وليد عبد الرحمن ، وأبناء صندوقة الثلاثة حسن وأيمن وأمجد ، فيما يضم الهلال الهدافين فادي لافي ، وماهر مفارجة ، ولاعبي التعزيز أنس كمال من الوحدات ، وأحمد راشد من الجزيرة ، وفضل مدوخ من فلسطين الغزيّ .
والحقّ يقال : إن الفريق المقدسيّ كان أكثر جاهزية من شقيقه الخليلي ، كونه سبق البطولة بالفوز ببطولة إسلامي بيت لحم ، والمشاركة في بطولة جمعية الشبان المسلمين الصيفية ، حيث لعب مباراتين ، وانسحب من الثالثة بسبب استحقاق الدوري ، ولعب المباراة التي شهدت تنافسا كبيراً ، وانفتاحاً هجومياً أنجب سبعة أهداف لا جدال عليها ، قبل تسجيل الهدف الثامن ، الذي خرّب مالطا !
وافتتح فادي لافي التسجيل بكرة رأسية في الدقيقة التاسعة ، وردّ عليه أيمن صندوق بهدف التعادل بعد ثلاث دقائق ، ثم سجل خضر عبيد هدف الهلال الثاني منتصف الشوط الأول ، بقذيفة قوية ارتدت من أحد المدافعين في مرمى الحارس شادي القواسمي ، الذي خرج مصاباً واستبدل بحارس الخبرة أحمد النتشة ، قبل أن ينجح وليد عبد الرحمن في تعديل النتيجة في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول .
وشهد الشوط الثاني تقدم الشباب بهدف من ضربة جزاء أمضاه عماد ناصر الدين في الدقيقة ( 47) ، قبل تسجيل فادي لافي هدف التعادل للهلال في الدقيقة ( 52) ، وتسجيل ماهر مفارجة هدفاً رابعاً بعد خمس دقائق .
وبعد توقف اللعب لإسعاف فادي لافي ، وعماد ناصر الدين ، اللذين أصيبا كلّ منهما على حدا ، أطفئت الأنوار على أحد أعمدة الإنارة الأربعة ، وأصبحت الرؤيا غير واضحة في احدى زوايا الملعب ، فاستجاب الحكم خليل برهم لطلب اللاعبين بإيقاف اللعب حتى تعود الإنارة .
وقبل عودة الإنارة طلب الحكم من اللاعبين الاستعداد لاستئناف اللعب ، فرفض لاعبو الشباب طلب الحكم ، الذي نفذ الإسقاط بوجود لاعب واحد هو خضر عبيد ، الذي انطلق من منتصف الملعب ، وسجل الهدف الخامس دون أن يعترضه أحد من لاعبي الشباب !
وأحدث الأمر جلبة واحتجاجاً من قبل لاعبي وجمهور شباب الخليل ، ليعلن الحكم إنهاء المباراة ، فتقدم شباب الخليل باعتراض لاتحاد الكرة ، الذي قرر تثبيت النتيجة وإيقاف الحكم ، وتسليط عقوبات على مدرب شباب الخليل أسعد الجولاني ، وسكرتير اللجنة الرياضية فايز نصّار ، والإداري بركات بدر.
ولم يستسلم شباب الخليل للأمر الواقع ، بل أقدم على استشارة عدد من خبيري التحكيم في العالم ، من بينهم جمال الشريف ، والمرحوم الحاج مصطفى كامل ، الذي قال : بأنّ اللعب لا يجب أن يستأنف إذا كانت الإضاءة غير كافية ، وأنّ الحكم لا يجوز له استئناف اللعب إلا بوجود متنافسين ، وفي حال رفض أحد الفريقين المشاركة في الإسقاط يعلن الحكم إنهاء المباراة بعد إمهال الفريق المدة القانونية .
وبناءاً على ذلك تقدم الشباب باستئناف لاتحاد الكرة ، الذي رفض استئناف شباب الخليل ، وثبت النتيجة المباراة ، التي كانت بداية لبطولة تصنيفية شاقة ، انتهت قبل لعب مباريات جولتها العاشرة ، على خلفية جرائم الاحتلال في المسجد الاقصى ، والتي أدت إلى اندلاع انتفاضة الأقصى .
وقاد المباراة يومها طاقم ريحاويّ قاده خليل برهم ، ومعه عصام أبو الهوى ، وابراهيم عميرة ، وخالد عمار رابعاً ! ، والسؤال هنا : لماذا قبل الحكم يومها إيقاف اللعب إذا كانت الاضواء مناسبة ؟ ولماذا عاد لاستئناف اللعب مع أنّه لم يتم إصلاح الأضواء ؟ فيما السؤال الأهم : لماذا أوقف الاتحاد الحكم ما دامت قراراته صحيحه ؟ ولماذا خسر شباب الخليل إذا كان هناك تصرف غير مفهوم؟