شريط الأخبار

"حدث هذا" .. توقف دوري 1998

حدث هذا .. توقف دوري 1998
بال سبورت :  


الخليل- كتب فايز نصّار / سألت أحد المُطّلعين على حالنا الرياضي عن توقيت انطلاق مرحلة الإياب لدوري 1998 / 1999 في الضفة ، فقال لي بالحرف الواحد : لن يستكمل ، وسَجِّل عليّ ... وفعلاً لم تستكمل مباريات النسخة السابعة من دورينا بفعل فاعل ، تماماً كما أن دوري 1987 لم يستكمل بسبب الانتفاضة الأولى ، وأن دوري 2000 لم يستكمل بسبب الانتفاضة الثانية .

وكانت النسخة السادسة من دوري الدرجة الممتازة في الضفة استكملت بطلوع الروح ، وانتهت بجدل لم يقنع أحداً ، على خلفية تغيير قواعد اللعبة بالنسبة للهابطين ، وحَسَم الأمر يومها الرئيس الراحل ياسر عرفات ، الذي قرر عدم هبوط أيّ فريق ، فارتفع عدد أندية الدرجة الممتازة إلى 18 فريق ، بعد صعود نادي صور باهر ، ونادي اتحاد نابلس .

وسيطر بطل النسخة السادسة مركز الأمعري على مجريات مرحلة الذهاب ، ودانت لرفاق احسان صادق الصدارة ، بعدما تناوب عليها - لجولات محدودة - هلال أريحا ، وهلال القدس ، ومركز طولكرم ، ولكن الأمعري – الجاهز - استحق لقب مرحلة الذهاب عن جدارة واستحقاق ، بفضل العمل المنهجي ، الذي تبناه المركز ، معتمداً على المدرب القدير سعد توفيق ، ورباعي حيفا لؤي حسني ، وأمجد حلمي ، وعزيز خضر ، وصفوان راجح ، وبقية نجوم الفريق .

وتصدر الأمعري مرحلة الذهاب برصيد 38 نقطة ، متبوعا بمركز طولكرم ب 33 نقطة ، ثم مركز عسكر ب 32 نقطة ، فهلال القدس ب 29 نقطة ، فشباب الظاهرية ب 27 نقطة ، وشكلت هذه الأندية الخمسة كوكبة المقدمة ، التي كانت الأكثر تنافساً على الصدارة ، وكان يمكن أن يكون البطل من بينها لو استمر الدوري .

واحتلت أندية جبل المكبر ، وشباب الخليل ، وإسلامي بيت لحم المركز السادس برصيد 26 نقطة ، متبوعة بهلال أريحا ، وشباب الخضر ، برصيد 24 نقطة ، ثم مؤسسة البيرة ب 23 نقطة ، وجاءت هذه الأندية في متوسط ترتيب الجدول ، وكان يمكن لها أن تصنع الحدث ، وتنافس على الصدارة ، تماماً كما أنّها كان يمكن أن تصبح مع الأندية المهددة بالهبوط .

واحتل المقدسيان سلوان ، والعربي المركز 12 برصيد 20 نقطة ، ثم الثقافي ، وصور باهر برصيد 18 نقطة ، فمركز بلاطة ب 16 نقطة ، ليأتي اتحاد نابلس في المركز قبل الأخير ب 12 نقطة ، ثم متذيل الترتيب الأهلي بأربع نقاط فقط !

وحقق الأمعري 11 فوزاً ، فيما لم يفز الأهلي بأي لقاء ، ولم يخسر الأمعري إلا مباراة واحدة مع الثقافي ، فيما خسر الأهلي في 13 مباراة ، كما تصدر الأمعري قائمة التسجيل برصيد 37 هدفاً ، فيما لم يسجل الأهلي إلا 17 هدفاً ، وتصدر الأمعري قائمة الصلابة الدفاعية ب 16 هدفاً فقط هزت شباك لؤي حسني ، فيما هزّ شباك الأهلي 48 هدفاً .

ويومها لعبت كثير من المباريات على ملاعب محايدة ، فانتهت كثير منها بالتعادل ، حتى أنّ أندية مركز طولكرم ، وشباب الظاهرية ، وشباب الخضر ، وصور باهر وثقافي طولكرم تعادلت في ست مباريات من أصل 17 مباراة لعبت في 17 جولة .

واعتمد مدرب مركز الامعري سعد توفيق في هذه البطولة على النجوم لؤي حسني ، وأمجد حلمي ، ومحمود خضر ، ومحمد وخليل القطري ، وحامد زكي ، وصفوان راجح ، وعزيز خضر ، وسامر زكي ، وسمير لطيفة ، واحسان صادق ، وأشرف صالحية ، ونضال المحسيري ، ويحيى صافي ، ومحمد زكي ، وعادل خضر ، وسمير لطيفة ، وخالد ابو شوشة ، واسامة الحاج ن ومحمد عدوان ، ورامي الشيحة ...وغيرهم .

وتصدر نجم جبل المكبر حسن حجاج قائمة الهدافين برصيد 15 هدفاً ، متبوعاً بلاعب هلال أريحا موسى المغربي ب 13 هدفاً ، ثم لاعب صور باهر اياد ابو سرحان ب 12 هدفا ، يليه لاعب الأمعري سمير لطيفة ، ولاعب الظاهرية خلدون فهد ب 11 هدفاً ، وفي المركز الثالث هداف الهلال ماهر مفارجة بعشرة أهداف ، فيما سجل أشرف صالحية أسرع اهداف البطولة في الثانية 50 من لقاء الافتتاح ، الذي انتهى بالتعادل مع مؤسسة البيرة ، تاركا للمخضرم عيسى كنعان تسجيل الهدف 100 في البطولة .

وحظيت مباريات البطولة بتغطية إعلامية غير مسبوقة ، وذلك بعد اتساع مساحة التحليل في صحيفتي الايام ، والحياة الجديدة ، إلى جانب المعتقة القدس ، وتابع الإعلاميون إبداعات اللاعبين ، وتفننوا في نقل ما يحدث في الملاعب للجماهير في غياب التغطية التلفزية ، فحظيت فعاليات الدوري - غير المستكمل - باهتمام كبير في الشارع الرياضي .

ولعل من أهم ما كان يكتب وقتها ما يتعلق بمتابعة النجوم المبدعين ، من خلال التركيز على جميع اللاعبين من مختلف الفرق ، واختيار التشكيلة النموذجية لكل جولة ، وفقاً لخطط اللعب ، التي اعتمد عليها المدربون ، فتغيرت التشكيلة بين 4-4-2 ، 3-4-3 ، و5-3-2 ، فيما تكونت تشكيلة مرحلة الذهاب كما وردت في صحيفة الأيام – والتي اختارها الإعلامي محمد سدر - من الحارس لؤي حسني ( الامعري ) ، ورباعي الدفاع أمجد حلمي ( الامعري ) ، و معمر سليم ( مركز طولكرم ) ، وابراهيم عنبر ( مركز طولكرم ) ، ووسام فهد ( شباب الظاهرية ) ، وفي خط الوسط وليد عبد الرحمن ( شباب الخليل ) ، وصفوان راجح ( الأمعري ) ، وسمير لطيفة ( الأمعري ) ، وخلدون فهد ( شباب الظاهرية ) ، وفي الهجوم الثنائي حسن حجاج ( جبل المكبر ) ، وموسى المغربي ( هلال أريحا ) .

وشهد دوري 1998 اقبالاً جماهيرياً كبيراً ، حيث تزينت المدرجات – وخاصة ستاد أريحا – بآلاف الجماهير ، فحضر لقاء الثقافي وهلال أريحا 5 آلاف متفرج ، وحضر لقاء الاتحاد وعسكر 4 آلاف ، وحضر لقاء العربي والبيرة 3 آلاف ، وحضر لقاء الظاهرية والمركز 6 آلاف ، أمّا لقاء الشباب والظاهرية فحضره ما يقرب من 12 ألف ، ويومها حقق الشباب أكبر نتيجة في لقاءات كلاسيكو فلسطين ، وفاز بنتيجة ( 5/1) .

وانتهت مرحلة ذهاب هذا الدوري منتصف شهر كانون ثاني 1999 ، وما زال السؤال الذي يؤرق رياضيينا : لماذا توقف هذا الدوري الجميل ؟ .. والجواب لا يبدو بعيداً عن النزاع بين أعضاء اتحاد الكرة ، والكولسات التي عرفتها دهاليز تسيير هذا الدوري الرائع ، الذي لم يكتب له الاستكمال ! . ويومها طالب الأمعري باعتماده بطلاً ، وتساءل المركز عن آلية تحديد البطل ؟ ولكن الاتحاد لم يُعين البطل !

مواضيع قد تهمك