شريط الأخبار

17 دقيقة وهدف تاريخي.. 4 محطات صنعت أسطورة كاسيميرو في ريال مدريد

17 دقيقة وهدف تاريخي.. 4 محطات صنعت أسطورة كاسيميرو في ريال مدريد
بال سبورت :  

يغادر البرازيلي كارلوس هنريكي كاسيميرو، ريال مدريد بعد رحلة استمر أكثر من 9 سنوات، منها نصف موسم قضاه في صفوف الفريق الرديف وموسم كامل معارا في بورتو.

 


وحصد كاسيميرو مع الملكي 18 لقبا (منها 5 دوري أبطال أوروبا)، في مشوار بدأ مع البرتغالي جوزيه مورينيو، ومباراة ضد بوروسيا دورتموند "غيرت حياته".


بداية صعبة

في 5 فبراير/شباط 2013، غادر شاب برازيلي على وشك أن يبلغ من العمر 21 عاما، ساو باولو، وهو ناد رائع في بلاده حيث كان أساسيا بلا منازع في مركزه، ما أتاح استدعائه 5 مرات للعب مع منتخب البرازيل، ليصل على سبيل الإعارة إلى الفريق الرديف في الريال.

وهو رهان شجاع ومحفوف بالمخاطر لتحقيق حلمه بعد رؤية "العمالقة" في ريال مدريد عبر شاشات التلفزيون، وسط شكوك في البداية حول قدرته على النجاح، ولكن سرعان ما تلاشى ذلك.

وقال كاسيميرو قبل 3 سنوات في برنامج "يونيفرسو فالدانو" على محطة (موفيستار) التلفزيونية: "الأسبوع الأول لم ألمس الكرة في التدريبات. وقلت لزوجتي التي جئت معها، لن ألعب هنا، اللاعبون سريعون للغاية. لا أستطيع فعل ذلك. لقد جئت من البرازيل خلال فترة إجازة لأنه كان الصيف وكان الناس هنا في المنافسة. لكن عندما مرت 3 مباريات، كان الأمر مختلفا".



وخلال فترة اللعب في الفريق الرديف، أخذ لاعب الوسط تبني قيم ريال مدريد التي دافع عنها لاحقا يوما بعد يوم في المواسم الثمانية التي قضاها مع الفريق الأول.

وتابع: "كان ذلك في غاية الأهمية. أنا أقدر قرار الذهاب إلى الرديف. لقد كان أفضل قرار اتخذته. لم آت بثقل اللاعب النجم، وقد عرفت قيم النادي من القاعدة. عندما وصلت كان الفريق في حالة تراجع، لكنني كنت واضحا أنني سأنجح في ريال مدريد".

وفي الرديف، تغير الوضع تماما عندما انضم إلى الفريق، إذ كان على وشك الهبوط، ليصعد إلى المركز الثامن في الدرجة الثانية.

ولعب كاسيميرو مع الرديف 15 مباراة (6 انتصارات و4 تعادلات و5 هزائم)، ما جعله يكسب أول ظهور له مع الفريق الأول في 20 أبريل/نيسان 2013 أمام ريال بيتيس تحت إمرة جوزيه مورينيو.

وهو لقاء جعله يفوز بشكل نهائي بثقة ريال مدريد، الذي دفع مقابل الحصول على خدماته 6 ملايين يورو لضمه من النادي البرازيلي.

17 دقيقة

غادر المدرب البرتغالي الفريق الأبيض ووصل كارلو أنشيلوتي، الذي لعب معه فقط 657 دقيقة، لكن كان لديه 17 دقيقة غيرت مسيرته الرياضية.

بالتحديد في ألمانيا، على ملعب سيجنال إيدونا بارك، كان كاسيميرو حاسما بالنسبة لريال مدريد، الذي كان دون أن يعرف، في طريقه لتحقيق لقبه العاشر في دوري أبطال أوروبا، الذي طال انتظاره، لكن هذا لم يمر دون معاناة، وهو ما حققه في المباراة النهائية أمام أتلتيكو مدريد في لشبونة عام 2014.

وفي وقت سابق، كان دورتموند، الذي تغلب عليه الملكي بشكل مريح في ذهاب ربع النهائي بثلاثة أهداف دون رد، قد تقدم 2-0 على أرضه في الدقيقة 37، ومنذ ذلك الحين، كانت الهجمات مستمرة، حتى دخل كاسيميرو أرض الملعب.



كان أداء خط الوسط المكون من تشابي ألونسو ومودريتش وإيلاراميندي ليس على المستوى المطلوب، ونظر المدرب الإيطالي إلى مقاعد البدلاء ووجد كاسيميرو لاعب خط الوسط الوحيد ذا الإمكانات الدفاعية والذي يمكن أن ينقذه من هذه المتاعب، ليشارك البرازيلي 17 دقيقة، كانت حاسمة للوصول إلى اللقب العاشر بالنسبة للريال، وهو ما كان جوهريا في مسيرة اللاعب الشاب.

وفي هذا الصدد، قال كاسيميرو في مقابلة أجريت بعد سنوات: "أقول دائما إن كل شيء ولد أمام دورتموند. إنه فريق ساهم في تغيير حياتي".

ومنذ ذاك الحين، بات عنصرا بلا منازع في الفريق الأول، لكن الأمر لم يطل، إذ قرر أنشيلوتي أن يغادر على سبيل الإعارة إلى بورتو، حيث ظل تطوره مستمرا ولا يمكن إيقافه.

بينيتيز.. وزيدان

وبعد عام، رأى المدرب الجديد للريال رافا بينيتيز في موسم 2015-2016 أنه لاعب رئيسي في مشروعه، ما تعرض على إثره لانتقادات بسبب ضم لاعب وسط بميزات دفاعية ملحوظة، على الرغم من أنه سيظهر لاحقا قوته في الأداء الهجومي، وقد أثبت الوقت أن المدرب كان على حق.

رحل بينيتيز وحل مكانه زين الدين زيدان الذي صنع التاريخ في الفريق الأبيض في ظل وجود كاسيميرو، على الرغم من أنه واجه في البداية صعوبة في الحصول على مركز بين عدة منافسين.

وقال البرازيلي مع فالدانو: "في أول 5 مباريات لم ألعب مع زيزو، وسألت نفسي: ماذا عن هذه المباراة؟ لكنه كان يشيد بي. ذهبت إلى مكتبه. قلت له سيدي، نحن في يناير أريد أن ألعب أساسيا".



وتابع: "أتذكر ما قاله لي جيدا: كاسيميرو لتبق هادئا، عندما تلعب، وعندما تبدأ في اللعب، فلن تتوقف أبدا".

وكان زيدان على حق بالفعل لأنهما معا حققا على التوالي ثلاثة ألقاب في "الأبطال"، وتحول كاسيميرو على إثر ذلك إلى أسطورة في النادي الأبيض.

وفي 5 سنوات، فاز ريال مدريد بأربع نسخ من "الكأس ذات الأذنين"، والموسم الوحيد الذي فشل في تحقيق لقب بطولته المفضلة، كان في عام 2015، عندما انتقل كاسيميرو معارا إلى بورتو.

هدف تاريخي

ولحظة تاريخية أخرى في مسيرة كاسيميرو مع ريال مدريد، كانت هدفه في نهائي دوري أبطال أوروبا نسخة 2017، عندما كسر التعادل بهدف لمثله أمام يوفنتوس بتسديدة من خارج المنطقة، مما فتح المباراة أمام فريقه الذي فاز في النهاية (1-4).

ومنذ ذلك الحين، كان البرازيلي خارج دائرة الضوء في ألقاب الفريق الأبيض بسبب موقعه في الملعب، لكنه ظهر دائما في الصورة جنبا إلى جنب مع كروس ومودريتش فيما بات يعرف بـ"مثلث برمودا" الذي عمده أنشيلوتي، وهي صورة لم يعد من الممكن تكرارها بدءا من الجمعة جراء رحيله.



يذهب كاسيميرو إلى مانشستر يونايتد بعد أن حقق لقبه الخامس في دوري أبطال أوروبا، مؤكدا جدارته في أفضل مباراة له في النهائي أمام ليفربول بعد موسم مليء بالشكوك.

والغريب أنه بعد كأس السوبر الأوروبي الذي تعاطى فيه مع الدخول في منافسة على مركزه مع الفرنسي أوريلين تشواميني، عاد البرازيلي من جديد إلى دائرة الضوء بفضل فوزه بجائزة أفضل لاعب في المباراة.

لكن الأهم أنه يواصل الفوز خاصة بعدما تجاوز في تاريخ ريال مدريد أساطير كان يراها عبر شاشات التلفزيون ويحلم بالوقوف إلى جانبها، ليصبح أحدهم، بل وتجاوزهم بعد مشوار استمر تسع سنوات ونصف.

مواضيع قد تهمك