القدس وغزة ونابلس والخليل تستضيف نهائيات كأس العرب المقبلة!
اكهة الملاعب" تطرح عناوين مثيرة تُحاكي المستقبل..
الخليل- كتب فايز نصار/ ألحّ عليّ عدد من الأصدقاء كي أعود إلى هرطقات " فاكهة الملاعب " التي نشرت منها الكثير من الحلقات في صحيفة صدى الملاعب الجزائرية، ثم في صحف الأيام والقدس والحياة، والتي كانت تستعرض باستطراد بعض محطات الفعل الرياضي في فلسطين والعالم، وتتناول الأمور بشيء من الفكاهة، وتحكي قصص وطرائف الملاعب، وصولاً لعناوين تحاول استشراف الوضع المستقبلي، أو تصور الأحداث الرياضية في السنوات الغابرة !
المهم أن الفاكهة عادت في موسم التين والعنب .. والعودة المتأخرة خير من عدمها، وتتزامن مع تأخر استعداد أنديتنا – يحفظها الله – في التحضير لمعارك النسخة 13 من دوري المحترفين، الذي شهد تراجعاً في همة المكلفين بمهامه، ما انعكس على المستوى العام للمنافسة، التي انحصر التسابق على تيجانها بين بعض الأندية.
توفر الكفاءات
لا يستطيع فاهم إنكار دور الملف المالي في هذا التراجع، لأنّ الإنجازات بحاجة إلى إمكانيات بشرية، وبحمد الله لدينا الكثير من النجوم القادرين على التألق، وبعضهم بهر الجماهير في ملاعب العالم، ولدينا أيضا ما يقرب من ألف مدرب حصلوا على الشهادات الآسيوية بدرجاتها الثلاث، ولدينا من الإداريين الفاهمين، الذين نجحوا في إيصال مراكب أنديتهم إلى شواطئ الأمان، فيما يجمع المتابعون على نقص في الأموال، التي لا بدّ منها لإنجاح الدوري، بتكاليفه الباهظة .
الأزمة المالية
يبدو أن آثار الأزمة الاقتصادية، وانعكاسات جائحة كورونا ألقت بظلالها على قطاع الكرة الفلسطينية، فأثقلت الأندية بالديون، ومست الثقة بين موقعي العقود، وأصبحت الأمور على صفيح ساخن، لأنّ كثيراً من الأندية لا يبدو أنّها قرأت تفاصيل حقوقها وواجباتها في هذا المجال.
والسؤال المطروح هنا: هل في ملفات جميع أنديتنا تفاصيل ميزانياتها وموازناتها ؟ لا أريد هنا أن أدعي أن بعض المكلفين في أنديتنا لا يفرقون بين الميزانية، التي تعتمد على تخطيط ما سيتم إنفاقه خلال العام المقبل، والموازنة التي تهدف إلى معرفة ما سيتم دفعه بنهاية السنة المالية، أو ما سيتم إنفاقه بنهاية السنة المالية!
حراك الجنوب
لا يبدو أنّ الأمر يختلف كثيراً في المحافظات الجنوبية، حيث بادرت الأندية إلى اجتماعات لتنسيق مواقفها، ومحاولة الحصول على شيء من المال، الذي تسد به رمق نجومها الموهوبين .. ولست أدري هنا إن كان تخلف البعض عن هذا الاجماع سيؤثر على قوة الحراك؟ كما لست أدري بالضبط تفاصيل موارد الأندية الغزية المالية؟ تماماً كما أنني أجهل خفايا موارد الأندية في الضفة !
حقوق الأندية
قبل هذا وذاك هل تعرف جميع أنديتنا بدقة مصادر مواردها المالية، أم أنّها ما زالت بعد 12 سنة احتراف تعتمد على دعاء الوالدين، وما تجود به المكرمات الرئاسية، أو ما تمنّ به الشركات الراعية ؟ بما يعني: هل تحدد أنديتنا سقفها المالي قبل الدخول في حمى التعاقدات؟ أم أن الأمر مجرد اجتهادات، وعقود غير محسوبة العواقب؟
أندية بلا رؤساء!
أقول هذا .. وأنا أشاهد معظم أندية المحترفين لم تنخرط رسمياً في معسكرات الاعداد، ولم نسمع - حتى اللحظة - عن قائمة اللاعبين، التي سيعتمد عليها المدربون، وأكثر من ذلك فإنّ كثيراً من الأندية ما زالت دون طواقم فنية، وقليل منها ما زال دون قيادة إدارية، فيما أعلنت أندية أخرى نيتها تجميد قطاع الكرة، ولا أدري إن كانت تلك الأندية ستلتزم بإعلاناتها في هذا الخصوص ؟
واقع إعلامي جديد
لا يختلف وضع أنديتنا عن وضع السلطة الرياضية الرابعة في بلادي، لأنّ السنوات الأخيرة غيرت كثيراً من المفاهيم الإعلامية، وفسحت المجال لدخول هذا القطاع أمام الكثير من المتحمسين، ومعظم هؤلاء لا يملكون القدرات المطلوبة للتعاطي مع مطالب الإعلام الرياضي الجيد، وخاصة ما يتعلق بالكفاءة والنزاهة والالتزام، ولكن صفحات التواصل الاجتماعي – يحفظها الله – صنعت مجداً لكثير من الغوغاء تماماً كما حول المسدس بعض الجبناء إلى قادة فرضوا أنفسهم في كثير من الميادين !
النقد الحقيقي
الحقيقة الثابتة أنّ المكلفين لا يتفقون في تقييم الإنجازات، وكثيراً ما يدخل المزاج في معايير التقييم، والأمر هنا يقتضي أنّ يحترم المهتمون في شؤون الرياضة النتائج بموضوعية، وتقتضي عرض الايجابيات كما هي قصد تعزيزها، وتشجيع أبطالها، ورصد الزلات، لمعالجتها ضمن عملية مدروسة لاستخلاص العبر .
الصراحة اللبقة !
لا يجوز هنا لابن آدم – أياً كان موقعه - أن يأخذه الشطط إلى المبالغة في تقدير النجاحات، لأنّ ذلك يحسب على التسحيج المجانيّ، تماماً كما أنّه لا يجوز لمتعاطي الرصد الفنيّ التجني في التعامل مع الزلات، وحشو الآراء بمفردات فظّة، تنال من كرامة المكلفين في ميادين الرياضة، ولنا في توجيه المولى، عز وجل، لسيدنا موسى، وشقيقه سيدنا هارون درس في مخاطبة الناس، حتى لو كانوا طواغيت، وقال عز وجل: "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى، فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا، لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى".
شهاب في الوحدات
مع إطلالة هذه الفاكهة يدخل هداف هدافينا شهاب القنبر تجربة جديدة باللعب للوحدات على أمل أن يكون الأخضر محطة للرجل الساحوري نحو مزيد من التألق، علماً بأنّ التحاق النجوم من أبناء الضفة والقطاع بالكتيبة الخضراء بدأ نهاية السبعينيات، عندما لعب نجم مركز طولكرم غسان جمعة للمارد الأخضر، ثم تبعه في تجربة سريعة نجما خليل الرحمن خليل رمضان، وعبد الحميد أبو فردة، قبل التحاق النجم السوبر غسان بلعاوي مطلع الثمانينيات .
بعد ذلك لعب للوحدات ماجد بلبيسي، وخضر عبيد، وزاهر النمري، وخلدون فهد، وزياد الكرد، وفهد العتال، وعبد اللطيف البهداري، ومراد اسماعيل، وفادي لافي، وأحمد كشكش، وأشرف نعمان، وأحمد ماهر.
في الختام أقترح عليكم بعض العناوين، التي قد تظهر في الإعلام بعد عشر سنوات:
- لجنة وزارية تكشف أن ميزانية أحد الأندية تتطابق مع موازنته!
- فلسطين تتعادل مع المكسيك، وتصل الدور الثاني في مونديال الجزائر!
- القدس وغزة ونابلس والخليل تستضيف نهائيات كأس العرب في العشرين من أيار القادم!