شريط الأخبار

المربي طلال العلمي... جناح الموظفين المغرد في الملاعب

المربي طلال العلمي... جناح الموظفين المغرد في الملاعب
بال سبورت :  

 


الخليل- كتب فايز نصّار / كان من أهم تبعات النكبة الأليمة انضمام الضفة إلى المملكة الاردنية الهاشمية .. وتدريجياً عاد الحراك الكروي إلى الملاعب ، بعد هزة كبيرة غيرت خارطة الأندية ، فاختفت أندية عريقة ، وظهرت أندية رسمت طريقها بثقة ، إلى جانب بعض الأندية التي حافظت على كيانها .

ومنذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي بدأت أندية الضفة الانخراط في الدوري الأردني ، ونجحت أندية اتحاد نابلس ، وأرثوذكسي بيت جالا ، والموظفين ، وشباب الخليل في فرض نفسها بين أندية المقدمة في المملكة .

  واحتضن ملعب المطران سنة 1966 مباراة هامة جمعت نادي الموظفين بنادي شباب الخليل ، ويومها تقدم شباب الخليل بالنتيجة (3/1) ، ولكن الرائع محمود جميل سجل هدفين للموظفين ، فانتهت المباراة بالتعادل ، وتأهل الفريقان سوياً لدوري الأضواء الأردني .

  وشهدت تلك المباراة بعض الأحداث غير المقبولة ، فبعد احتساب الحكم ضربة جزاء لشباب الخليل قام نجم الموظفين الواعد طلال العلمي بضرب الكرة بحجر صغير عندما تحرك لاعب شباب الخليل لتنفيذ الركلة ، فكانت هذه الحركة الشرارة ، التي جعلت نهاية المباراة تشهد حوادث شغب ، حين حاول بعض أنصار الشباب الاعتداء على محمود جميل ، وطلال العلمي .

  وكانت موهبة طلال العلمي تفتحت في جبل اللويبدة بعمّان ، عندما ظهر مع فريق مدرسة ضرار بن الازور ، الذي كان يضمّ نخبة من نجوم الكرة الأردنية كمظهر السعيد ، وعصمت الكردي ، ونجح معهم في الظفر ببطولة مدارس عمّان .

  ولمّا عاد أبو فراس إلى القدس واصل تألقه مع مدرسة الراشدية ، التي كان مكتشف المواهب فيها الكابتن نادي خوري ، والذي كان وراء انضمام العلمي لنادي الموظفين في أيام عزّه .

وحصل طلال القدس على بكالوريوس التربية الرياضية من مصر ، ليصبح عنصراً فاعلاً في سلك التربية الرياضية ، من خلال عمله في التعليم ، وإشرافه على معلمي الرياضية من خلال مديرية الخليل ، ووكالة غوث اللاجئين .

  ويذكر المقدسيون بالخير مكارم العلمي الرياضية ، لأنّه ساهم في ظهور كثير من النجوم في الألعاب المختلفة ، وبالنظر لما يحتويه سجله الرياضي من إنجازات ، أتركه يروي لكم شيئاً منها في هذا اللقاء .

- اسمي طلال عبد الرزاق محمد يوسف العلمي " أبو فراس " ، من مواليد القدس يوم 18/8/1948 ، حاصل على بكالوريوس تربية رياضية سنة 1972 .

 

** بدأت حياتي الرياضية في مدرسة ضرار بن الأزور الابتدائية في جبل اللويبدة بعمّان ، حيث كنت لاعباً ضمن فريق المدرسة لكرة بالقدم في المرحلتين الابتدائية والاعدادية ، وأذكر أنني شاركت مع المدرسة في البطولات المدرسية للمرحلتين ، وفزنا ببطولة المدارس لمنطقة عمّان سنة 1964 .

- وكان لعبي للفرق المدرسية في الأردن فرصة للتعرف على كثير من النجوم ، من بينهم مظهر السعيد ، الذي كان لاعباً في النادي الأهلي ، ودرب منتخب الأردن ، والنادي الفيصلي ، ومنهم أيضاً النجم عصمت الكردي ، الذي كان لاعباً في نادي الجزيرة ، وكان بطل الأردن في كرة الطاولة ، ثم عميداً لكلية التربية الرياضية في الجامعة الأردنية ، ولا أنسى أيضاً الياس عكاوي ، وأسد حبيب ، ووليد الزيتاوي ، وهاني المعاني ، ومنصور الحديد ، وتوفيق العلمي .

 - وأذكر بفخر أنّ المدارس كانت في الزمن الجميل تصقل المواهب ، بما جعل مدربي الأندية المعروفة يضمون المواهب المدرسية للأندية ، وهذا عكس ما يحصل اليوم من شراء للاعبين من هنا وهناك ، والهدف تحقيق الفوز ، على حساب الانتماء للنادي ، وبمبالغ خيالية باهظة ، تدفع للاعبين !

- بعد ذلك التحقت بالمدرسة الرشيدية في القدس سنة 1965 ، وبسرعة تمّ ضمي لفريق المدرسة ، من خلال المدرب الكبير الأستاذ نادي خوري ، الذي بنى فريقاً مدرسياً قوياً ، استطاع الحصول على بطولة المدارس لمنطقة القدس ، نظراً لأنّ الفرق المدرسية كانت وقتها تضم خيرة لاعبي أندية الموظفين ، وسلوان ، والبيرة ، والخليل ، ونابلس ، وطولكرم .

 - وكانت أهم محطة في حياتي الرياضية عندما لعبت لنادي الموظفين سنة 1966 ، وكان الامتحان صعباً بوجود النجوم الكبار نادي خوري ، وفايز وفريد عبد العال ، ومحمود بشير ، وغيرهم من اللاعبين ، ورغم ذلك تمكنت - بتوفيق من الله - من اثبات ذاتي ، ونجحت مع الموظفين في الصعود لدوري الدرجة الأولى في الدوري الأردني ، بعد مباراة صعبة ، كانت مسك الختام ، وجمعتنا بشباب الخليل على ملعب المطران ، وانتهت بالتعادل 3/3 ، وشابتها أحداث درامية ، وصعدنا سويا .

-  وكانت محطتي التالية في مصر ، حيث التحقت سنة 1967 بكلية الرياضية ، وحصلت على شهادة البكالوريوس سنة 1972 ، ثم عدت إلى القدس ، وعملت مدرساً للتربية الرياضية في كلية الأمة بضاحية البريد ، والتي أصبح ملعبها ستاد فيصل الحسيني ، قبل أن أصبح موجهاً للتربية الرياضية في منطقة الخليل ، ثم موجهاً للتربية الرياضية في مدارس وكالة الغوث ، بين سنتي 1979 و 1995 .

 - أعتقد أنّ أكثر مدرب كان له أثر في مسيرتي الاستاذ صالح حسن مهيار ، عندما كنت لاعباً في المدرسة الابتدائية والاعدادية ، ثم الكابتن نادي خوري في نادي الموظفين .

-  كان مركزي في الملعب جناح أيمن ، وأفضل من لعب بجانبي عيسى فاخوري ، والياس منسه ، وفريد عبد العال ، فيما اللاعب الذي كنت أقدره في الملعب حاتم صلاح ، والنجم الذي كنت أتمنى الوصول لمستواه موسى الطوباسي .

 - بحمد الله احتفظ بذكريات خالدة من نادي الموظفين ، ومعظمها ترتبط بعلاقات الحبّ والاحترام للنادي ، ولجميع اللاعبين في ذلك الزمن الجميل ، ومن أبرزهم محمود بشير ، وزياد السباسي ، ومحمود جميل ، ويعقوب الأنصاري ، ورائف ورأفت اشتية ، وفريد وفايز عبد العال .

-  بالنسبة لي أجمل مباراة لعبتها مع نادي الموظفين كانت مع فريق الجبهة الغربية للجيش الاردني على ملعب المطران عام ١٩٦٦ ، ويومها فزنا في المباراة .

 - من ذكرياتي في الملاعب مباراة الموظفين وشباب الخليل على ملعب المطران سنة 1966 ، والتي تمّ الاعتداء فيها عليّ بسبب ضربة جزاء احتسبت ضدنا ، مما دفعني إلى رمي حجر على الكرة لحظة انطلاق لاعب الخليل لتنفيذ ضربة الجزاء ، ويومها اوقفني الحكم والاتحاد لمدة ستة اشهر ، وتقبلت الأمر بكل روح رياضية ."تقرير نشر قبل عامين في بال سبورت، واليوم نعيد نشره مرة أخرى".

مواضيع قد تهمك