رَحَلَت رقية قدورة لكن أرشيفها الكشفي بقي حاضرا
القدس: اعلام جمعية الكشافة- تقرير علاء صبيحات/رحلت السيدة الصفدية رقية محمود يوسف قدورة عام
2014، وهي سيدة فلسطينية من الطراز الرفيع، ولدت في مدينة صفد عام 1924، وشاركت في
فرقة الغزلان الكشفية منذ نعومة أظفارها، ( في الصورة تجلس على الزاوية اليمنى) ،
ونقلت لنا ابنتها رنا خليفة " الموجودة في قطر" ما كتبته والدتها
في مذكراتها عن صفد والكشافة فيها قبل النكبة ، التي ألمّت بالشعب الفلسطيني كله
وحملت برقية وعائلتها إلى الشتات.
التقطت هذه الصورة في العام 1931 كما تقول رنا
نقلا عن والدتها، وتنقل من أرشيف والدتها ، أن الكشافة في صفد كانت فيها : فرقة
الغزلان ، وفرقة المرشدات، الفرقة الأولى من سن السادسة حتى عمر الثانية عشرة،
وتصف الوالدة قدورة تفاصيل اللباس الكشفي في مجموعة الغزلان في العام 1931
بالتفصيل، حيث كان لباسا أخاطته لها ابنة عمتها زبيدة الشيخ طه كما
تقول المذكرات، وكان عبارة عن مريول قماش من شركة نسيج المجدل الواقعة بالقرب من
غزة، ولونه رمادي فاتح ، ويزين ياقة المريول شريط أسود اللون مربوط حول قبة العنق،
والدبوس من نحاس أصفر عليه شعار كشافة الغزلان عبارة عن صورة غزال.
أما
فرقة المرشدات: فهي لِما بعد عمر "12سنة " ، وهي حتى لحظة وفاتها
، كانت لا تزال تذكر قائدتها في فرقة الغزلان السيدة مريم عيد، وهي من
الناصرة، وشقيقتها مديرة المدرسة السيدة لـيـَّـا عيد، وكانت مسؤولة عن فرقتنا،
التي ربطتها بهما بها علاقة طيبة، وكان شعار المرشدات البحث عن الشيء الضائع، وهو
شعار الكشافة أين ما كان .
وتنقل رنا عن مذكرات والدتها ما كتبته "إذا وجدنا رجلا
كبيرا في العمر أو سيدة، نركض لمساعدته لقطع الطريق، وهذا أيضا من أهداف فرقتنا هي
مساعدة الاخرين، والعمل بهذا الهدف في أي وقت وفي أي مكان ومن أهداف الكشافة إنقاذ
الغريق، وكانت قائد الكشافة السيدة مريم عيد، تركز معنا على أهم هدف وهو : اكتساب
الأخلاق الحميدة ، بكل سماتها، وهو ما كان له أثر كبير في حياتي وفي تنشئة بناتي،
والتعامل مع طالباتي، ومن عملت معهم في حياتي العملية، فكم عشت مرحلة جميلة من
عمري مع فرقة الغزلان في صفد لا يمكن للزمن مهما طال أن أنسى هذه المرحلة من حياتي
الجميلة ، وقائدتنا السيدة / مريم عيد، ورفيقاتي اللاتي سأذكر كل واحدة منهن على
حدة فيما بعد"
" وتعلمنا
في الفرقة كيفية تنسيق الهدايا وتغليفها بشكل جميل، وقد اكتسبت مهارة تغلف الهدايا
وتزينها وربط الحبل وفكه بسهولة وكانت تسمى بالعقدة المربعة، وقد أَكْـسبت بناتي
هذه المهارة، وأيضا طالباتي بالمدرسة، بعمل الأشكال الفنية، والحرص على تقديم
الهدايا وتنسيق طاولات الطعام، الذي هو في هذا العصر أصبح فناً من الفنون التي
تدرس بالكليات"
" وقد قمنا بعدة رحلات مع فرقة الغزلان في
المناطق المجاورة لمدينتنا صفد، ومن احدى تلك الرحلات زرنا مشروع روتمبرك لتوليد
الكهرباء، الذي بُني في مكان التقاء نهر الزرقاء بنهر اليرموك، وقد شاهدنا مكان
الكهرباء، وكانت تعطى لنا تعليمات السلامة بعدم لمس أي شيء من الكهرباء، وقد وضع
كل منا يديه الاثنتين خلف ظهره، وقد نقلنا بباص مستأجر، وكانت المعلمات يتسمن
بالمرح والطيبة معنا، وكنا نغني نشيد المدرسة كلنا (للوطن للعلا للعلم للمجد) هذا
ما أتذكر مقطع منه و(بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد) فقد تعلمنا نشيد كل
البلاد العربية ، وتربينا على حب الوطن العربي، والانتماء له ، والاعتزاز به.
عمر طويل يحمل من الاشياء الجميلة في حياتنا،
والأصدقاء الذين يشاركونا كل اللحظات فيها ( السيدة / مريم عيد ) تقف في وسط
المجموعة من الصف الاول من الخلف رئيسة كشافة الغزلان، وهي معلمة في مدرستنا،
وكانت تربطنا بها علاقة جدا طيبة، فقد اتسمت بطيب خلقها وحسن معاملتها معنا، زرعت
فينا الكثير من المبادئ والقيم النبيلة، وكانت اختها مديرة المدرسة حتى ان هاجرنا
من صفد عام 1948 م.
وبالعودة الى الصورة المنشورة " فرقة
الغزلان " وبحسب الارشيف الخاص برقية فان اسماء الطالبات
المتواجدات في الصورة هن : ( مريم عبدالغني النحوي ) والدها محامي في
صفد ووالدتها بنت الحاج صالح قدورة ، متزوجة من الدكتور احمد سعيدان ، كان يعمل
استاذا في الكلية الرشيدية بالقدس، خريج الجامعة الامريكية بيروت.
( عبلة الياس حداد ) والدها مدير
واستاذ في كلية سمبل في صفد، وشقيقها الشهيد وديع حداد وهو واحد من ثلاثة توائم،
لم تتزوج وقد هاجرت الى لبنان بعد النكبة.
( نونا حداد ) شقيقة عبلة، تزوجت من
منير صباغ شقيق حسيب صباغ.
( نظمية خالد قدورة ... ام ظافر النحوي
) متزوجة من صلاح النحوي، ابنة عمي وشقيقة زوجة اخي.
( حسيبة صباغ ) تزوجت من سالم شحيبر من
غزة الذي كان يعمل ضابطا في صفد، وهي شقيقة حسيب صباغ صاحب شركة المقاولون العرب،
شقيقة وداد زوجة سعيد خوري شريك حسيب.
( مائدة السيباسي ) والدها الدكتور
عبدالفتاح السيباسي، طبيب بيطري كان يعمل في صفد ووالدتها من تركيا كانت والدتها
فنانة ترسم لوحات بالألوان الزيتية، كان يزين صالون بيته بالطيور والحيوانات التي
قام بتحنيطها بنفسه، وقد غادروا صفد في الثلاثينيات، وقد شاءت الأقدار أن التقي
بمائدة صديقتي الودودة بعد الهجرة في بغداد عام 1955، حيث التقيت بالشاعرة سلمى
الخضرا الجيوسي، وذهبت لزياراتها في بغداد وكانت لديها زوجة حسين علي اليوسف الذي
كان مدير مدرسة بصفد، وقد اخبرتها بانها سوف تقوم بزيارتي في اليوم التالي فرافقت
سلمى بزيارتها لي وكانت مفاجأة سارة.
( وداد ابو فرج المفتي ) كان والدها
عضو ببلدية صفد.
( يسر سعيد مراد ) والدها السيد سعيد
مراد كان مدير مدرسة الجامع الأحمر في صفد، شقيقة الدكتور محمد سعيد مراد ووالتها
من نابلس اسمها الحجة بديعة، كان بيتهم مقابل بيت العيلة في صفد فوق الجسر مقابل
بيت الحاج محمد يوسف قدورة.
( فتحية محمد قدورة ) ابنة عمي وزوجة خيري
عزالدين قدورة اخو الدكتور جمال والدكتور صبري عزالدين وصلاح الذي كان رئيسا
لبلدية صفد ومرافق للملك فيصل الأول.
( أسماء صباغ ) ابنة عم حسيبة صباغ .
( آدما الديب ) الجالسة على الارض من جهة
اليمين بجانب لوحة الكشافة بنت شقيقة مديرة المدرسة سعدة صباغ، وكانت تعيش عندها
حيث كان اهلها يسكنون في عكا.
(رقية محمود يوسف محمد قدورة ) الجالسة
على الأرض من جهة اليسار كان لدى والدها مكتب لتسجيل العقارات قرب البيت وهو حاصل
على شهادة الحقوق من سوريا، والدتها زبيدة عزو صبح تزوجت السيدة رقية من محي الدين
صالح خليفة رحمهم الله.