الزعيم" استحق المجد الرابع و"الشجاعية" دفع ثمن تراجع مستواه
غزة- كتب اشرف مطر/ انتهى الموسم الكروي 2021-2022، ونجح شباب رفح في الاحتفاظ بلقب الدوري الممتاز للموسم الثاني على التوالي، متوجاً بالنجمة الرابعة في تاريخه، ليصبح على بعد لقبين من الجار خدمات رفح، الذي يعتلي صدارة الأندية كأكثر المتوجين (6 ألقاب).
" الزعيم" آمن بحظوظه ولم يفقد الأمل رغم البداية المتعثرة، فقد كان حتى منتصف الدوري وتحديداً خلال مرحلة الذهاب على بعد 11 نقطة كاملة من اتحاد الشجاعية المتصدر السابق، لكن مع ذلك قاتل الفريق حتى النهاية، واستفاد من أخطاء وهدايا الآخرين، وتحديداً "أبناء المنطار"، الذين بدأوا الدوري بكل قوة، كما أنهوه في الموسم قبل الماضي بـ 10 انتصارات متتالية، لكنهم لم يستطيعوا أن يحافظوا على ثبات مستواهم وتراجعوا في وقت الحسم، عكس "الزعيم" الذي عاد واستفاد من تلك الأخطاء، فصحح مساره على يد المدرب القدير خالد أبو كويك الذي تولى المهمة خلفاً لزميله رأفت خليفة.
اللقب الأغلى!
لو سألت أي متابع أو مشجع أو مؤازر لـ "الزعيم" سيقول بأن فريقه تُوج باللقب الأصعب، لأن الفريق كان بعيداً عن حسابات اللقب، لكنه بمزيد من التركيز، خاصة بعد العودة من بطولة القدس والكرامة، نجح في الضغط على كل المنافسين بل واعتلاء الصدارة في الأمتار الأخيرة، ليمهد الطريق أمام الاحتفاظ باللقب.
ولعل التعادل امام الشجاعية على أرض الأخير وبين جماهيره بلا أهداف، ثم اقصاء اتحاد خان يونس من الصدارة واعتلائها لأول مرة، كان مفتاح البطولة، وبعدها لم يفرط "الزعيم" بالصدارة ولم يفقد أية نقطة، ونقل حالة القلق والترقب لمنافسيه، خاصة الشجاعية الذي كان يعول على أي تعثر لـ "الزعيم".
أبو غنيمة الحاسم
" الزعيم" الرفحي ذهب لملاقاة مضيفه الهلال في الجولة الأخيرة، ومفتاح الاحتفاظ باللقب بيده، وليس بيد غيره، عكس منافسه المباشر فريق اتحاد الشجاعية، الذي كان يحتاج للفوز ومساعدة الآخرين.
صراحة هُنا لابد من الإشادة بفريقي خدمات رفح والهلال، فرغم ابتعاد الفريقين عن سباق اللقب بالنسبة للأخضر الرفحي، وسباق الهبوط بالنسبة للهلال، إلا أنهما ضربا أروع الأمثلة في اللعب النظيف داخل البساط الأخضر.
الخدمات الرفحي، كانت متقدماً على اتحاد الشجاعية بهدفين نظيفين، قبل ان يعود الأخير للتعادل في الأمتار الأخيرة، في المقابل انتظر "الزعيم" الرفحي والآلاف من أنصاره ممن توافدوا على استاد فلسطين الرياضي لـ 88 دقيقة، قبل أن يأتي الفرج بقدم المهاجم القناص طارق أبو غنيمة، والذي كان لوجوده مفعول السحر على الأزرق هذا الموسم، فقد كان لأهدافه الـ 14 التي سجلها التأثير المباشر على احتفاظ الشباب بلقب الدوري، لذلك أعتقد أنه يستحق ان ينال جائزة الأفضل بخلاف جائزة هداف الدوري، فكل الأهداف التي سجلها لفريقه كانت حاسمة ومؤثرة لصالح الفريق.
الشجاعية خسر قبل اللقاء الختامي
من وجهة نظري، ان الشجاعية خسر لقب الدوري، قبل الجولة الأخيرة والحاسمة، فكل الأمور كانت تسير في صالحه، خلال مرحلة الذهاب، لكنه بعد ذلك ودون سابق انذار تراجع بشكل كبير خلال مرحلة الإياب، ولو استعرضنا سريعا مباريات الفريق في الإياب، نجد أنه فاز 5 مرات، وتعادل 4 مرات، وخسر مرتين، بمعني أن الفريق فقد فقط خلال مرحلة الإياب 14 نقطة، وهذا الرقم بالطبع صعب من مهمة التتويج باللقب، على عكس الزعيم الذي بدأ متراجعاً، لكنه أنهى المسابقة حاسماً، فاستحق اللقب والتتويج في موسم كان شعاره "اخدم نفسك بنفسك".
"الثوار" والبقاء المجنون
إذا كان صراع اللقب، صعباً للغاية ومثيراً وحسم في آخر دقيقتين من عُمر الدوري، فإن صراع الهبوط، هو الآخر حسم في الوقت بدل الضائع، حيث تغير مسار الهبوط من قلعة الثوار إلى نادي إلى الأهلي.
الفريقان واجها بعضهما البعض في اللقاء الختامي، وكان يتعين على أحد الفريقين أن يودع الممتازة.
الثوار دخلوا بأفضلية فارق النقطتين عن الأهلي، حيث كان يملك الفريق 21 نقطة، مقابل 19 نقطة للأهلاوية، وعليه كان الأهلي يحتاج للفوز فقط لا غير لتأمين البقاء، عكس جباليا الذي كان بحاجة لتعادل أو فوز.
سيناريو المباراة كان مجنوناً للغاية، فالأهلي حقق المعادلة الصعبة وتقدم بهدف على الثوار، وظلت الأمور تسير كما خطط حتى الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل الضائع، عندما نجح محمد أبو حسنين مدافع الفريق في ادراك التعادل، وسط حالة من الذهول بالنسبة للأهلاوية وجماهيرهم، خاصة أنه كان يتبقى على نهاية الوقت الإضافي دقيقة واحدة، لكنه حال كرة القدم، فقد ابتسمت المباراة للثوار في نهاية المطاف، بينما دفع الأهلي ثمن اهدار الكثير من النقاط السهلة.