حدث هذا.. أول مباراة بيتية
الخليل- كتب فايز نصّار/ يفتخر الفلسطينيون بأريحا ،أعرق المدنالتي وهبها الخالق مناخاً شتوياً ، يسيل له لعاب الهاربين من برد الجبل الفلسطيني في أكناف بيت المقدس .. وطالما استقطبت أريحا الرياضيين الفلسطينيين ، الذين شاركوا في بطولة سداسيات أريحا الشتوية ، ثم في بطولة أريحا - التي ينظمها نادي هلال أريحا – في دوراتها الأربع الأولى .
وتحتفظ ذاكرة الرياضيين الفلسطينيين بمئات المباريات الكروية ، التي احتضنها ملعب أريحا الترابي ، وفي مقدمتها مباراة فلسطين التاريخية مع منتخب نجوم فرنسا القدامى يوم 8 تشرين أول 1993 ، ونهائي كأس الضفة ، الذي فاز به نادي جبل المكبر على مركز طولكرم يوم 22 كانون أول 1995 .
وحتى يواصل ملعب بلدية أريحا أداء دوره الرياضي ، تمّ منتصف التسعينات تحويله إلى ستاد رياضي متكامل ، بدعم من الأصدقاء اليابانيين ، ليكون عرس افتتاحه بلقاء منتخبي الأردن وفلسطين المشهود يوم الجمعة السادس من حزيران 1997 .
ولا أعتقد أنّ منتخباً عربياً ، أو غير عربي سبق نشامى الأردن لإجراء مباراة دولية على أرض فلسطين بعد قيام السلطة الوطنية ، علماً بأنّ أندية الوكرة ، والوحدات ، والفيصلي ، والجزيرة كانت أول من لعب في فلسطين بعد تفاهمات اوسلو.
وحضر نشامى الأردن إلى أريحا بكامل نجوم المنتخب المعروفين ، وكان يرأس الوفد السيد هشام عصفور ، ومعه المدير الفني للمنتخب الراحل محمد عوض ، والمدرب سعيد السعيد ، ومدرب الحراس باسم تيم ، والمؤسف أنّ سلطات الاحتلال حاولت إفشال اللقاء ، ورفضت منح لاعبي الأردن تأشيرات دخول ، بذريعة أنّ الدعوة موجهة من قبل السلطة الفلسطينية ، بما يعني أنّ اللاعبين يحتاجون إلى تصاريح زيارة ، وليس لتأشيرات من السفارة " الاسرائيلية " في عمّان !..ولكنّ تدخل جهات عليا جعل المحتلين يرضخون للأمر الواقع .
وضمت قائمة المنتخب الأردني ، الذي جاء إلى فلسطين معتز الريشة ، وفيصل ابراهيم ، ويوسف العموري ، وحسين الشناينة ، ورأفت علي ، وصبحي سليمان ، وعبد الله الشايب ، وجمال أبو عابد ، وحسونة الشيخ ، وأمجد الطاهر ، وجعفر حماد ، وجريس تادروس ، ومنير أبو هنطش ، وجهاد عبد المنعم ، وعصام أحمد ، ومحمد أبو داود ، وعبد الله أبو زمع ، وبسام الخطيب ، وأحمد الخزاعلة ، وعدنان عوض ، ووليد عبد الرحمن .
وتمّ وقتها تشكيل المنتخب الفلسطيني الفتي ّ، بعد تجمعات للاعبين في محافظات الشمال والجنوب ، وذلك بإشراف المدير الفني الأرجنتيني الراحل ريكاردو ، ومساعده مدرب اللياقة راؤول ، ومدرب الحراس حاتم الشخريت ، ومدير المنتخب اسماعيل المصري ، والإداري خضر الغول .
وضمت قائمة المنتخب الفلسطيني للمباراة اسماعيل الخطيب ، ومأمون ساق الله ، وتوفيق الهندي ، وابراهيم مدوخ ، وحامد زكي ، وصائب جندية ، وخليل حلاوة ، ومحمود البيطار ، ومحمد الجيش ، ومحمد مطر ، وناهض الأشقر ، وابراهيم عنبر ، وأحمد عيد ، وحسن صندوقة ، وعماد ناصر الدين ، وأيمن المغاري ، وأيمن صندوقة ، وزياد الكرد ، وخلدون فهد ، وعفان سويدان ، وجبران كحلة ، ومحمد عودة ، وهاني مبروك .
واكتظت جنبات ستاد أريحا يوم المباراة بما يقرب من عشرين ألف متفرج ، جاءوا من مختلف محافظات الوطن ، وكان يتقدمهم وزير الشباب والرياضة الشيخ طلال سدر ، ووزير الاتصالات عماد الافرنجي ، وممثل الرئيس المرحوم ياسر عرفات المرحوم صائب عريقات ، ورئيس اتحاد الكرة اللواء أحمد العفيفي .
ولعب منتخب فلسطين المباراة بأسلوب (3/5/2 ) ، وضمت تشكية المباراة الحارس اسماعيل الخطيب ، والمدافعين صائب جندية ، وتوفيق الهندي ، وابراهيم مدوخ ، ولاعبي الوسط زياد الكرد ، ومحمد الجيش ، وناهض الأشقر ، وخليل حلاوة ، وحسن صندوقة ، والمهاجمين خلدون فهد ، وأيمن صندوقة ، واشترك كبدلاء محمود البيطار ، ومحمد عودة .
أمّا منتخب الأردن فلعب بأسلوب ( 4/4/2 ) ، وضمت تشكيلته الحارس معتز الريشة ، والمدافعين يوسف العموري ، وفيصل ابراهيم ، وعبد الله الشناينة ، وأمجد الطاهر ، ولاعبي الوسط جمال أبو عابد ، وعدنان عوض ، وصبحي سليمان ، وحسونة الشيخ ، والمهاجمين جريس تادروس ، ومنير بو هنطش .
وسيطر الأردنيون على مجريات الشوط الأول بالطول والعرض ، وتحمل دفاعنا - بقيادة صائب جندية - أعباء الهجمات الأردنية ، بما ساهم في إبقاء الشباك الفلسطينية نظيفة ، خاصة وأنّ الحارس اسماعيل الخطيب كان في يومه ، لتتحسن الامور في الشوط الثاني ، حيث اكتسب نجوم فلسطين الثقة ، وبادلوا النشامى الهجمات ، وكادوا في أكثر من مرة يهزون شباك الريشة ، وخاصة من فرصة زياد الكرد ، التي لم يقدر لها أنّ تهز تلج الشباك الأردنية ، لينتهي أول الحوار الكرويّ الأردني الفلسطيني بالتعادل دون أهداف .
وشارك في قيادة اللقاء طاقم أردني فلسطيني ، بقيادة الحكم الأردني عمر بشتاوي ، ومعه رافع أبو مرخية ، ومحمود البحيصي ، وعصام مسودي .
وكانت المباراة فاتحة لسلسلة من اللقاءات الأردنية الفلسطينية ، وبداية لظهور الفدائي دولياً بشكل ساهم في دفع عجلة الكرة الفلسطينية قدماً ، وخاصة مع استعادة عضوية فلسطين في الفيفا بعد ذلك بسنة ، كما كانت المباراة فرصة لظهور عدد من النجوم ، الذين تمّ استقطابهم في الدوري الأردني ، ومنهم خلدون الفهد في الجزيرة والوحدات ، وزياد الكرد في الوحدات ، وصائب جندية في الحسين .
ولم يكن اللقاء التاريخي مناسباً لمزاج سلطات الاحتلال ، التي صعبت وصول نجوم المحافظات الجنوبية إلى أريحا ، فتجاوز نجومنا الأمر بالتنقل مع أعضاء المجلس التشريعي ، حتى أنّ الحارس اسماعيل الخطيب عاد إلى غزة رفقة الرئيس الراحل ياسر عرفات ، على متن طائرة الهيلوكوبتر الرئاسية !