حدث هذا".. أهلاً فرنسا
"
الخليل- كتب فايز نصّار/ بعد إعلان اتفاق أوسلو سنة 1993 ، سارعت كثير من دول العالم إلى القيام بمبادرات ، ظنت أنّها تشارك في دفع عجلة السلام بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال ، وتساهم في ترطيب الأجواء بعد الحروب المتوالية ، التي خلفها العدوان الآثم !
واستضافت أريحا يوم الثامن من تشرين أول سنة 1993 منتخب قدامى فرنسا ، بقيادة نجم نجوم المنتخب الأزرق ميشيل بلاتيني ، الذي قاد فريقاً من أفضل نجوم فرنسا في الثمانينات ، من أمثال آلان جيريس ، وتيغانا ، والجزائري مصفى دحلب ، ولاعب التنس الكاميروني الأصل يانيك نواه .
ولأول مرة في التاريخ تمّ تشكيل منتخب من نجوم فلسطين في الضفة والقطاع ، ولعب مباراة قوية ، طغت عليها الأجواء الحميمية ، واستمتع خلالها أكثر من عشرين ألف متفرج بإبداعات نجوم فرمسا المعتقين ، وانتهت بفوز تاريخي لفلسطين ، بهدف الأسمراني محمود جراد " سنو" .
وضم منتخب فلسطين يومها الحارسين ابراهيم الهصيص ، وياسر أبو حسين ، والمدافعين أحمد عيد ، وصلاح الجعبري ، وابراهيم مدوخ ، وياسر رضوان ، وأيمن أبو شمالة ، وجهاد شلتوت ، وابراهيم العباسي ، ولاعبي الوسط عماد الزعتري ، وناهض الاشقر ، وجمال جود الله ، والشهيد عاهد زقوت ، وعارف الولجي ، وخليل القطري ، والمهاجمين أحمد الصباح ، والمرحوم زكريا داود ، وبسام العصار ، ومحمد الجيش ، وابراهيم حمدان ، وعلي ابو السعيد ، وزياد الكرد ، ومحمود جراد .
وتشكل المنتخب بتوافق أعضاء اللجنة الفنية والإدارية ، التي ضمت راسم يونس ، وجورج قسيس ، وعارف عوفي من الضفة ، وفتحي الزرد ، واسماعيل المصري ، ونعيم سلامة من القطاع .
ولم يلتفت المتابعون يومها للنتيجة ، ولا للفوارق الفنية الكبيرة بين نجوم تصدروا المشهد في قلاع كرة القدم الأوروبية ، ولاعبين واعدين لم يلعبوا يوماً كرة القدم كما يعرفها الأوروبيون ، وكانوا مجرد حماة لمشروع كرة القدم الفلسطيني الكبير في زمن الملاعب الترابية ، التي رفعت رأس فلسطين رغم قسوة الإجراءات الاحتلالية .
وشهدت المباراة لأول مرة رفع العلم الفلسطيني في ملعب أريحا ، وذرفّ رجال انتفاضة الحجارة الدموع على أنغام السلام الوطني الفلسطيني ، وصفقوا طويلاً لكلمة الرئيس ياسر عرفات ، التي القاها السيد معمر بسيسو ، وكلمة الرياضة الفلسطينية ، التي ألقاها ماجد أسعد ، الذي تلقى مكالمة هاتفية من الزعيم ياسر عرفات ، مؤكداً على قيمة الحدث الكبير ، وتثمينه لدور رابطتي الأندية في شقيّ الوطن في الحفاظ على الموروث الرياضي الفلسطيني في الظروف الصعبة .
وقاد اللقاء التاريخي حكم دوليّ فرنسيّ ، وساعده عبد الرؤوف ابو اسنينة ، واسماعيل مطر ، وعبده مرعي ، وسهر رجال الرابطة الليالي لإنجاح اللقاء الكبير ، وظهر التوافق بين رجال رابطتي الأندية في الضفة والقطاع ، فاندمجت جهود ماجد أسعد ، وخليل الحسيني ، ورجب شاهين ، وحميدان مراغة ، وبسام الكيلاني ، ومحمد النادي ، مع جهود معمر بسيسو ، ووليد أيوب ، وابراهيم ابو سليم ، ورسمي جابر ، وعبد الله الكرنز ، وابراهيم القطاع ، وحيدر سلامة ، ومحمد نجيب ابو نحلة ، وعيسى الترزي .
ولأول مرة قامت القناة الفرنسية الثالثة بنقل اللقاء إلى مشاهديها في أوروبا وشمالي افريقيا ، فتفاعل أصدقاء الشعب الفلسطيني في كل مكان مع هذا الحدث ، الذي شكل شرارة انطلاق المشروع الرياضي الفلسطيني الوطني الكبير في ظل السلطة الوطنية الفلسطينية !