ناهض الأشقر بصمات مؤثرة من خانيونس
الخليل- كتب فايز نصّار / الله يعلم
أنني أترفع في اختياري لنجوم الكرة الفلسطينية عن كلّ الحساسيات ، ويشهد الزميل
ايهاب الاغا على محاولاتي للكشف عن درر خانيونس الكروية ، التي تعبت في البحث عنها
، قبل وصولي إلى الكابتن ناهض الأشقر ، الذي يجمع المتابعون على كونه من أبرز من
ظهروا في الملاعب الخانيونسية .
ومثل غيره
من مواليد طلائع السبعينات ، لم تظهر مواهب ناهض بشكل جيد منتصف الثمانينات ، لأنّ
فعاليات الانتفاضة المظفرة أجلت تألقه ، فظهر الأشقر بعد عودة الروح للملاعب ، من
خلال بيته الكبير شباب خانيونس ، الذي حقق معه الكثير من الإنجازات الفردية
والجماعية كلاعب ومدرب .
وتفتحت عيون خبراء الكرة في المحافظات الجنوبية على
النجم الناهض ، وحاول مسؤولو عدد من الأندية ضمه ، ولكنه بقي وفياً لفانيلة الشباب
، مع مشاركته في تعزيز فريقي شباب وخدمات رفح في غزواتهما الخارجية.
ولعب
أبو احمد الكثير من المباريات الدولية مع فريق الأقصى ، الذي مثل فلسطين مطلع
القرن الحالي ، وشارك مع الفدائي في العديد من البطولات الرسمية والودية ، من
أبرزها مشاركته في مباراة العمر أمام منتخب نجوم فرنسا ، ومشاركته في افتتاح ستاد
أريحا امام الأردن ، وحصوله مع الفدائيين على الميدالية البرونزية في دورة الألعاب
العربية بعمان سنة 1999 .
وظهر
الأشقر كمدرب يشار إليه بالبنان ، وقاد فرق شباب خانيونس ، وخدمات رفح ، وشباب رفح
لعدد من البطولات الرسمية ، تاركاً بصمات ستخلدها الأجيال ، ممن سيذكون مشاركته في
النهوض بالكرة الفلسطينية .
وكنت
تعرفت على الرجل الخانيونسي من خلال أكثر من لقاء جمعني به ، فوقفت على رجل هاديء
، يتحول إلى نمر مفترس عندما يتعلق الأمر بالفريق الذي يلعب له أو يدربه ، وتلك
بداية الحكاية في دفتر ملاحظات ناهض ، التي أتركه يرويها لكم في هذا اللقاء.
- اسمي ناهض مصطفى محمد الأشقر " أبو احمد " من مواليد
خانيونس يوم 2/4/1972 ، ولقبي أبو عرب !
- داعبت معشوقتي كرة القدم
منذ الصبا في الساحات الشعبية ، وفي مدارس خانيونس لمختلف المراحل ، ثم التحقت
بأشبال خدمات خانيونس سنة 1985.. ومع توقف فعاليات الانتفاضة الأولى ، وعودة
الانشطة للأندية سنة 1993 التحقت بنادي شباب خانيونس ، الذي تدربت فيه مع جميع
المدربين ، الذين مروا عليه ، وأكن لهم جميعاً كلّ الاحترام .
- ولم ألعب في حياتي لغير
شباب خانيونس ، ولكني شاركت كلاعب تعزيز مع شباب رفح في البطولة العربية بالرياض
والقاهرة ، ثم شاركت مع خدمات رفح في البطولة العربية ببغداد ، كما لعبت مع فريق
جباليا ، يوم استضاف نادي الوكرة القطري في أول لقاء لفريق عربي على أرض فلسطين
منذ عام 67 ، وشاركت مع منتخب " الشرطة " في عدة مباريات .
- أعتقد أنّ أفضل من تفاهم معي في الملعب الكابتن محمود البيطار
، والكابتن محمد أبو حبيب ، وأفضل من واجهته من الأندية الأخرى محمود المزين ،
والشهيد عاهد زقوت ، ومن نجوم خانيونس القدامى المرحوم مرسي الفقعاوي ، ونعيم عساف
، واسماعيل الصرصور .
- أرى أنّ أفضل تشكيلة لنجوم فلسطين أيامي تضم كلاً من اسماعيل
الخطيب ، وهيثم حجاج ، وصائب جندية ، وتوفيق الهندي ، وحسن صندوقة ، وابراهيم مدوخ
، وناهض الاشقر ، ومحمد السويركي ، وجمال الحولي ، وخلدون فهد ، وأيمن صندوقة.
- أتوق لأيام المباريات المثيرة بين أندية خانيونس الثلاثة ،
الخدمات ، والشباب ، والاتحاد المتنافسة بشرف ، ورغم هذا التنافس الكبير بينها ،
إلا أنّ الأمور كانت تبقى في أجواء الروح الرياضية ، واللعب النظيف ، وخاصة بين
اللاعبين .. ويسعدني من هذا المنبر أن أتوجه بالتحية لجميع أندية خانيونس ، وأقول
لهم : إنّ الرياضة محبة وأخلاق قبل النتيجة ، لذلك يجب على الجميع توعية الجماهير
، وترسيخ مثل الرياضة الحقيقية ، وعدم التعصب ، والحرص على ضرورة أن يتقبل
الإداريون ، واللاعبون ، والجماهير النتائج ، التي لا يمكن أن تضمن فوز الجميع ،
ونصيحة بأن يركز الجميع على الاجتهاد والابتكار ، والعطاء في الملعب ، وهذا ما
يضمن النتائج الجيدة ، عاجلاً ، أو آجلاً .
- وبحمد الله شاركت خلال مسيرتي الكروية في كثير من التفاهمات ،
ولعبت الكثير من المباريات الدولية مع المنتخب الوطني ، ومنها مشاركتي في اللقاء
التاريخي أمام فرنسا سنة 1993 بأريحا ، وأمام منتخب الأردن في افتتاح ستاد اريحا
سنة 1997 ، إضافة إلى مشاركتي مع المنتخب في البطولة العربية بالأردن سنة 1999 ،
حيث حصلنا على الميدالية البرونزية ، ناهيك عن مشاركتي مع فريق الأقصى ، الذي مثل
فلسطين في البطولات الخارجية أثناء الانتفاضة الثانية ، ولا تنسى أنني أول قائد
للمنتخب الوطني.
- بدأت قصتي مع التدريب عندما عاد النشاط الرياضي بعد انتفاضة
الاقصى ، حيث أوكلت لي إدارة شباب خانيونس تدريب الفريق الأول ، إلى جانب لعبي مع
الفريق ، وبحمد الله حصلت مع النادي على بطولة الدوري كلاعب ومدرب.
- وخلال مسيرتي في الملاعب
حققت بحمد الله الكثير من الإنجازات ، من بينها الحصول على بطولة الدرجة الاولى مع
شباب خانيونس سنة 1996 ، ويومها صعدنا للدرجة الممتازة ، والحصول بعد ذلك على كأس
المنطقة الجنوبية سنة 1999 ، والتتويج ببطولة كأس فلسطين سنة 2000.
- أمّا كمدرب فحصلت مع شباب
خانيونس على لقب بطولة الدوري سنة 2010 ، وحصلت مع خدمات رفح على كأس القطاع سنة
2014 ، ونلت مع شباب خانيونس بطولة كأس القطاع سنة 2016 ، وخسرنا كأس فلسطين امام
أهلي الخليل ، لننال لقب الوصيف ، ناهيك عن تتويجي مع شباب رفح ببطولة كأس القطاع
، وبطولة كأس فلسطين ، وبطولة السوبر سنة 2017 ، ومن انجازاتي الفوز ببطولة سفن اب
التنشيطية امام خدمات رفح
- أعتقد أنّ هناك الكثير من
الأمور ، التي يجب أن تتحقق للمساهمة في تطور دوري الدرجة الممتازة في غزة ، منها
تطور البنية التحتية للملاعب ، وتجهيزها على أعلى مستوى ، بما سيساهم في تحسن
الدوري كثيراً ، مع ضرورة توسيع دائرة الاهتمام والحوافز لتشمل جميع المحافظات ،
لأنّ الحوافز الموجودة في المحافظات الشمالية تساهم في تحسن المستوى بشكل كبير ،
مع التركيز على مشاركة الجميع في البطولات الخارجية ، لأنّها تساهم في تطور كرة
القدم ، واكتساب اللاعبين للخبرة ، وبصراحة أقول : إنّ حرمان أندية القطاع من
التمثيل الخارجي عامل سلبي ، ومحبط للنجوم ، والأندية على حدّ سواء.
- بالنسبة لي أفضل لاعب
فلسطين الشهيد عاهد زقوت ، وأفضل لاعب عربي محمود أبو تريكة ، وأفضل لاعب في
العالم زين الدين زيدان ، وأرى أن النجم الفلسطيني ، الذي سيكون له شان خالد النبريص
من اتحاد خانيونس ، وعماد فحجان من خدمات رفح .. ولا أميز هنا بين المدربين
الفلسطينيين ، وأحترم كلّ المدربين ، الذين ساهموا في صقل نجوميتي ، وأرى أنّ أفضل
مدرب عربي المرحوم محمود الجوهري ، وأنّ أفضل مدرب عالمي زين الدين زيدان.
- أعتقد أنّ الإعلام الرياضي الفلسطيني مجتهد ومتميز ، وخاصة في
مصداقية الأخبار ، التي ينقلها ، فكلّ التحية والتقدير لإعلامنا الرياضي ، وأتمنى
التوفيق لجميع الإعلاميين .
- شخصياً أكن كلّ الاحترام والتقدير للكابتن غسان بلعاوي ، الذي
أشرف على تدريبي مع المنتخب الوطني ، ومع منتخب الاقصى ، وبصراحة مهما تكلمت عن
الكابتن غسان لن أنصفه ، لأنّه كان مثالاً لنا كلاعب ومدرب !
- وخلال لعبي مع المنتخب
تشرفت باللعب مع الكابتن خلدون فهد ، صاحب الاخلاق الرفيعة ، والروح الطيبة ،
والصديق المخلص ، الذي أكن له كلّ التقدير والاحترام ، وأتمنى له التوفيق والنجاح
في كل شيء .
- أرى أنّ النجم محمود وادي
لاعب مجتهد ، وقد بدأ في تطوير نفسه منذ الصغر ، وبصراحة هو يستحق كلًّ خير ،
لأنّه يملك طموحاً كبيراً ، وإرادة قوية ، وأعتقد أنّ المزيد من النجاحات تنتظره
في الاحتراف ، ومع المنتخب الوطني .
- هنيئاً لبلادنا بالنتائج
الجيدة لمنتخبنا ، وخاصة تأهله لنهائيات كأس العرب ، التي تنظمها الفيفا ، وأتمنى
من جمهورنا الكريم الصبر على نجومنا ، ودعم منتخبنا في السراء والضراء ، حتى
يستطيع منتخبنا تحقيق طموحاتنا الكبيرة ، رغم الظروف التي يتعرض لها شعبنا.
- أخيراً أتمنى التوفيق للمنتخب الوطني ، وللقائمين على
المنافسات في عموم الوطن ، وآمل أن يتحسن اداؤنا الدولي ، وننجح في وفاء شيء من
الدين لفلسطين التي نحبها ، مع التركيز على العطاء في الملعب ، والابتعاد عن
التعصب الأعمى ، وكلّ الشكر لك أستاذ فايز نصّار على هذه اللفتة الكريمة.