"القناص" خليل رمضان صاروخ شباب الخليل
الخليل- كتب فايز
نصّار/ يختلف
المتابعون في تحديد أول بطولة كأس نظمت في الضفة الغربية ، وبذهب الكثيرون إلى أنّ
شباب الخليل توج بأول كأس على حساب جمعية الشبان المسحية سنة 1981 ، ودليلهم أن
رابطة الأندية التي أشرفت على تنظيم البطولات أصبحت تجمع كلّ أندية الضفة سنة 1980
.
ولا خلاف في كون شباب الخليل توج بأول كأس ، والخلاف في أنّ أول كأس كانت
سنة 1979 ، وتوج بها الشباب على حساب هلال القدس ، في مباراة معادة ، ويومها حملت
المنافسة اسم شركة فلسطين لصناعة الأدوية ، ونظمت من قبل رابطة الأندية الرياضية ،
وهي المؤسسة التي انطلقت سنة 1975 ، وبقيت تمثل السلطة المشرفة على كرة القدم حتى
تمّ حلّها بعد قيام السلطة الفلسطينية .
وكان الهداف خليل رمضان بطل النهائيين ، لأنّه سجل هدف الفوز في المباراتين ، وكان
بين مجموعة قليلة من اللاعبين ، الذين توجوا باللقب ثلاث مرات ، سنوات 1979، و1981
، و1984 .
وتفتحت موهبة رمضان في أزقة حارة الشيخ ، وبدأت نجوميته تبزغ من خلال السباقات
المدرسية القصيرة ، قبل ان يتفرغ لكرة القدم من بوابة النادي الأهلي ، في الطريق
إلى شباب الخليل ، الذي لعب فيه مع خيرة النجوم ، حتى علق البوت الصيني سنة 1992 .
وخلال فترة دراسته في عمّان لعب الرجل الفالوجيّ للوحدات الأردني سنيتن ، وفرض
نفسه كرقم صعب إلى جانب نجوم البدايات الوحداتية ، مع المدربين عثمان القريني ،
وعزت حمزة .
واشتهر
أبو ناصر بسرعته الفائقة ، وبتوفيقه في تسجيل الأهداف من حالات صعبة ، فساهم في
حصد الشباب خمس بطولات رسمية ، تضاف إلى العديد من البطولات غير الرسمية ، ناهيك
عن مشاركته مع العميد في الفوز والتعادل مع الوحدات منتصف الثمانينات ، وفي رحلتي
فرنسا والكويت .
وتبدو
شهادتي مجروحة في زميل الدراسة والعمل والملاعب ، حيث لعبنا سوياً في مدرسة طارق ،
وعملنا معاً في قطاع التربية والتعليم ، وعشنا أجواء كثير من حكايات الملاعب
، التي أتركه يرويها لكم في هذا اللقاء .
- اسمي
خليل شفيق عيسى رمضان "أبو ناصر " من مواليد الخليل يوم 20/11/1957 ،
ولقبي " المغيطة " أي " النقيفة" نظراً لسرعة انطلاقي .
- بدأت ممارسة
الرياضة منذ نعومة أظافري في حارة الشيخ بالخليل ، وتفتحت مواهبي الرياضية في
مدرسة الخليل الاعدادية ، حيث اكتشفني الأستاذ المرحوم عيد شاهين ، والذي أشركني
مع فريق المدرسة لمعظم الألعاب ، وخاصة كرة القدم ، والكرة الطائرة ، رغم أنّ
بداية ظهوري كانت في ألعاب القوى ، حيث مثلت المدرسة في مهرجان مدارس الوكالة
بالفوار منتصف السبعينات ، والذي أشرف عليه الأستاذان سامي مكاوي ، وعمر موسى ،
ويومها فزت بسباقات 100م ، و200م ، و400م تتابع ، وحصلت على ثلاث ذهبيات ، تسلمتها
من رئيس البلدية الراحل الشيخ محمد علي الجعبري .. ومن اللاعبين الذين أذكر أنهم
لعبوا معي في تلك المرحلة محمد خليل ، والمرحوم رضوان زيادة ، والمرحوم أحمد أبو
زرقة .
- وكانت المحطة
الأهم في مسيرتي في المدرسة الابراهيمية الثانوية ، التي انتقلت بعد ذلك إلى
البناء الجديد ، وحملت اسم مدرسة طارق بن زياد ، وفي هذه المرحلة شجعني الحاج أحمد
الناجي ، الذي أشركني في معظم الألعاب ، حيث كنا نشارك في أيام رياضية في جمعية
الشبان بالقدس ، ومدرسة هشام بأريحا ، وغيرها من المدارس ، وكان معي في هذه
المرحلة كثير من اللاعبين ، من بينهم محمد خليل كوجاك ، ونعمان القصراوي ، وعبد
الرؤوف وحجازي أبو اسنينة ، ومحمد جمال النتشة ، ومحمد جودة ، وفايز نصّار ، وناجح
السلايمة .
- ولمّا تولى
الحاج أحمد الناجي تدريب النادي الأهلي ضم معظمنا للنادي الأهلي سنة 1976 ، الذي
لعبت له لمدة سنة ، وبالصدفة كانت أولى مبارياتي مع شباب الخليل ، فسجلت هدفاً
حاسماً ، ليتصل بي مسؤولو الشباب – وعلى رأسهم المرحوم أبو حمدي - لضمي للعميد ،
وهذا ما حصل فعلاً .. وبحمد الله لعبت لشباب الخليل من سنة 1977 ، حتى سنة 1992 ،
تاريخ اعتزالي اللعب ، بمباراة احتفالية مزدوجة ، نظمت لي ولقائد الدفاع خالد
العويوي ، وانتهت بفوزنا على جبل المكبر 1/ صفر .
- ولمّا غادرت
الوطن لمواصلة التعليم في عمان سنة 1978 لعبت لمدة سنتين مع نادي الوحدات ، وذلك
بطلب من رئيس النادي فهد البياري ، والصحفي الراحل سليم حمدان ، وفي الوحدات لعبت
بجانب النجوم المعروفين وليد قنديل ، وباسم تيم ، وخالد سليم ، وغسان جمعة ، وماجد
بسيوني ، ومصطفى أيوب ، وكان يدربنا في البداية الكابتن عثمان القريني ، ثم أشرف
علينا المرحوم عزت حمزة ، وكنت أعود للعب في شباب الخليل في العطل ، وفي إحدى
المرات حضرت خصيصاً للعب نهائي الكأس أمام الهلال سنة 1979 ، ويومها سجلت هدف
الفوز ، وعدت مباشرة على عمان .
- وخلال مسيرتي
أشرف عليّ كثير من المدربين ، الذين أعترف بفضلهم ، ومنهم المرحوم عيد شاهين ،
والحاج أحمد الناجي ، والمرحوم اسماعيل أبو رجب ، والكابتن علي عثمان ، والكابتن
حاتم صلاح .
- منذ صغري كنت
أحلم بالوصول لمستوى حاتم صلاح ، الذي أعتبره مثلي الأعلى في الملاعب
، وبصراحة أرى أنّ أبا فراس أكثر من ظلمتهم الملاعب ، حيث لم يأخذ حقّه كما
ينبغي ، لأنّه قدم الكثير في الملاعب ، ولم ينصف خارجها .
- وأعتز كثيراً
بجميع النجوم ، الذي لعبوا بجانبي ، ولكني كنت أكثر تفاهماً مع حازم صلاح ، وحسين
حسونة ، والمرحوم جبريل الدراويش ، وأرى أنّ افضل المدافعين الذين واجهتهم خلال
مسيرتي المرحوم شاكر الرشق ، وأبو السباع ، وزكريا مهدي ، وأبرز الحراس الذين لعبت
مقابلهم يوسف البواب ، والمرحوم سيلمان هلال ، ومحمد صندوقة .
- ومع شباب
الخليل تشرفت باللعب مع عدد كبير من نجوم الجيلين الثاني والثالث ، فلعبت مع
الحراس عبد العظيم أبو رجب ، وخليل بطاح ، وزياد بركات ، وأحمد النتشة ، وسفيان
الزعتري ، ومع اللاعبين احمد حسان ، وشاكر الرشق ، وخالد العويوي ، وصلاح الجعبري
، ومحمد خليل كوجاك ، وعدنان الحداد ، ووليد كستيرو ، ونايف ناصر الدين ، وحازم
صلاح ، وطالب ناصر الدين ، وحسين حسونة ، وعادل الناظر ، ورزق الشاعر ، وماجد أبو
خالد ، وحاتم صلاح ، واسحق العيدة ، ويسري الأشهب ، ومحمد فارس الدويك ، ومحمد
مصلح ، وكاظم الزير ، وعيسى كنعان ، وأحمد مبارك ، والمرحوم رضوان زيادة .
- أعتز كثيراً
بالإنجازات التي حققتها مع شباب الخليل ، حيث لعبت ثلاثة نهائيات كأس ، وحققنا
الفوز سنوات 1979 مع الهلال ، و 1981 مع الجمعية ، و1984 مع مركز طولكرم ، وبحمد
الله سجلت هدفي الفوز في النسختين الأولى والثانية ، كما فزت مع الشباب ببطولة
الدوري التصنيفي موسم 1981/1982 ، والدوري الممتاز موسم 1985/1986 .
- وبتوفيق من
الله حصلت مع الشباب على عشرات البطولات المحلية ، وبطولات السداسيات ، والسباعيات
في أريحا ، وسلوان ، والخليل ، وغيرها من المدن ، ناهيك عن مشاركتي مع شباب الخليل
في سفرته إلى عمان سنة 1978 حيث لعبنا مع الفيصلي ، والأهلي ، والرمثا ، ولعبت مع
الشباب أمام الوحدات مرتين ، ففزنا سنة 1984 ، وتعادلنا سنة 1987 ، إضافة إلى سفري
مع الشباب إلى الكويت وفرنسا منتصف الثمانينات ، حيث لعبنا أمام خيرة الفرق .
- مع الأسف
الشديد لم يكن في أيامنا تصوير للمباريات ، ولم يكن هناك توثيق ، وأعتقد أنّه لو
كان لنا منتخب وطني ، ربما لحققنا نتائج رائعة ، لأنّ ملاعبنا كانت غنية بالنجوم ،
الذين من أبرزهم الحراس خليل بطاح ، ومحمد أبو حصيرة ، وزياد بركات ، وعبد الكريم
أبو شمالة ، ورباح كببجي ، ومعهم من المدافعين أبو السباع ، وعلي العباسي ،
ومحمود عايش ، وزكريا مهدي ، ومروان الزين ، ونهاد القيسي ، ونجوم الوسط حازم صلاح
، وحسين حسونة ، وغسان بلعاوي ، ورزق خيرة ، وعارف عوفي ، وماجد أبو خالد ،
والمهاجمين موسى الطوباسي ، وعبد القادر الابزل ، وعماد التتري ، وحاتم صلاح ،
وناجي عجور ، وسنو ، والمرحوم أيمن الحنبلي .
- أعتقد أنّ
أفضل لاعب فلسطيني حالياً عدي الدباغ ، وأفضل لاعب عربي رياض محرز ، ومحمد صلاح ،
وافضل لاعب في العالم رونالدو ، فيما أفضل مدرب فلسطيني حالياً سعيد أبو الطاهر ،
وأفضل مدرب عربي سابقاً حسن شحاته ، وحالياً جمال بلماضي ، وأفضل مدرب في العالم
بدون شك غوارديولا .
- أفتخر كثيراً
بكون لعبت في الخط الأمامي لشباب الخليل إلى جانب الرائع محمد مصلح ، الذي يتمتع
بالأخلاق العالية داخل وخارج الملعب ، ويتمتع بالياقة واللباقة ، وشدة الانتماء ،
والعطاء غير المحدود .
- بلا شكّ لن
يأتي بعد المرحوم أبو حمدي إنسنان يتمتع بالعشق والانتماء لشباب الخليل
مثله ، فألف رحمة على الرجل ، الذي عاش من أجل شباب الخليل ، وكلّ التحية له
ولكل الإداريين ، الذين عملت معهم ، وعلى راسهم الأستاذ رجب شاهين .
- كثيرة هي
القصص الطريفة ، التي حصلت معي في الملاعب ، ومنها تأخري أنا والمرحوم جبريل عن
مباراة أمام رياضي غزة على ملعب اليرموك ، ويومها انتهى الشوط الاولى بثلاثية
للرياضي ، ولمّا نزلت أنا وزكش في الشوط الثاني انقلبت الأمور ، وسجلت أربعة اهداف
، فانتهت المباراة لصالحنا 4/3 .
- وفي مباراة
أخرى مع الرياضي كنت أخشى قدوتنا أبو السباع ، وفي كرة مشتركة بيني وبينه ، تركت
الكرة تمر ، فضربت رجلي رجله ، فأصيب ، وخرج من المباراة ، وها أنا بعد 44 سنة
أعتذر له من جديد ، وأقول له : بتضل كبيرنا يا أبا ياسين !
- ومن أطرف ما
حصل معي تسجيلي هدف الفوز في نهائي 81 أمام جمعية الشبان المسيحية ، ويومها سدد
حازم صلاح الكرة فارتدت من ركبتي مخادعة الحارس محمد صندوقة ، وبعد المباراة سألني
المذيع فايز عمر ، كيف سجلت الهدف ؟ فقلت له : منذ ستة أشهر ، وأنا اخطط له !
أخيراً أتوجه بالتحية لجميع القائمين على كرة
القدم الفلسطينية ، وأثمن عالياً جهود الفريق أبو رامي في تطور كرة القدم ، وأهني
بيتي الكبير شباب الخليل بفوزه بالدوري ، متمنياً المزيد من التقدم لشباب الخليل ،
وللكرة الفلسطينية عامة .. وأشكرك صديقي أبو وئام على هذه اللفتة ، التي نبشت
الذاكرة ، وأعادتني إلى ذكريات لا تنسى.