العبيدية.. سيناريو التخلي عن بطاقة الصعود لدوري المحترفين يتكرر في كل موسم
الخليل- كتب
اسماعيل حوامدة/ من جديد يتخلى فريق العبيدية عن حقه
في التأهل لدوري المحترفين، فهل نقسو عليه عندما نذهب الى هذا التوصيف، أم أن
القدر فرض ذاته من جديد على "أبناء الغواصات"؟
العبيدية
بكل أمانة يقدم في كل موسم أوراق اعتماده كمنافس حقيقي على واحدة من بطاقتي التأهل
لدوري الأضواء، وقمة الجمال أن العبيدية تدخل بهذه الأوراق بأبنائها المخلصين، من
مجلس إدارة وجهاز فني ولاعبين.
من
منا ينسى أو يتناسى موسم 2018/2019 الذي رسم اللوحة الحزينة الأولى لبلدة العبيدية
بتوقف رحلة التأهل عند محطته الأخيرة، بسبب نقطتين باتتا تلازمان العبيدية في
حرمانه من الصعود، فالفريق في ذلك الموسم توقف رصيده النقطي عند 36 نقطة والمتأهل
كان برصيد 38 نقطة، ليأتي موسم "كورونا" ويفرض نفسه على الكرة المحلية
ككل، من خلال اعتماد ملعب بيتي أبعد ما يكون عن البيت، ومن خلال فترة توقف
وانقطاعات وإغلاقات وعوامل زادت الطين بلة، لكن الفريق الأصفر كغيره بدأ رحلته بكل
اقتدار، وعلى فترات كان يتواجد في أعلى هرم الترتيب.
في
الموسم الحالي وصل العبيدية إلى 45 نقطة، أي بزيادة تسع نقاط أكثر من موسم
2018/2019 الذي كان حينها بحاجة لنقطتين للتأهل، ورغم ذلك ظل العبيدية بحاجة
لنقطتين، أو ربما نقطة مع دخول حسابات التأهل المعقدة مع كل من مركز طولكرم
وإسلامي قلقيلية، لكن الفرصة غادرت بلا استئذان، وذهب معها حلم بلدة العبيدية
للاحتفاء بأبنائها بوصولهم للمحترفين.
التساؤل
المطروح.. لماذا لم يتأهل العبيدية لمصاف المحترفين؟ قد يذهب البعض ويقول أن
مباراة مركز جنين قبل الأخيرة التي لفظت أنفاسها على انتصار أصفر، قبل أن يدرك
جنين التعادل في الوقت القاتل، هي سبب عدم الصعود، وقد نوافق أهل هذا الرأي رأيهم،
وقد نأخذ منه جزءا، لأن التأهل من عدمه، لا يمكن أن يقترن بمباراة واحدة، فهذا
موسم طويل وشاق وحمل 22 مباراة، فلماذا لم تتدارك الغواصات خطأ الماضي وتحاول أن
تبقى بعيدة عن حسابات الأمتار الأخيرة؟ فعديد اللقاءات أضاعها اللاعبون، وفقدوا من
خلالها انتصارات كانت كفيلة أن تبقي الفريق في القمة، ولكن تكرار السيناريو في ظل
التنافس المحتدم، لن يسعف العبيدية بالوصول للهدف المنشود.
قد
نصيب أو نخطئ لو أطلقنا على الفريق صفة "البطل غير المتوج" لأن للبطولة
بطلا واحدا اليوم وهو مركز طولكرم، وللبطولة وصيفا ثانيا متأهلا للمحترفين وهو
إسلامي قلقيلية، لكن أن تصل للنقطة 45 وبفارق نقطة عن البطل والوصيف، فتلك هي
القسوة، وهنا يشعر أبناء الكتيبة الصفراء بمرارة كبيرة، لكنها درس جديد لهم كيف
يأخذوا حذرهم منذ البداية في الموسم المقبل.
عهدنا
بالعبيدية الروح العالية لأبنائها والصبر، وكما تابعنا من اللحظة الأولى لانتهاء
لموسم والإشادات بالفريق تنهمر بدءا من مجلس الإدارة مرورا بأبناء البلدة قاطبة،
وصولا لكل الشارع الرياضي الذي وقف مؤازرا لفريق فقد حظوظه بالوصول للمحترفين في
لحظات حزينة، فهي الأماني بأن يبقى العبيدية الورقة الخضراء التي تنبت في موسم
روحا متجددة يقاتل بها الأبناء في سبيل حلم طال انتظاره، وكلنا ثقة بقدرتهم على
تحقيق ذلك في المواسم القادمة.