"ثعلب العميد" خالد العفيفي لعبت أجمل مبارياتي علىملاعب الضفة
الخليل- كتب فايز نصّار/من التقاليد الكروية ، التي كانت تشهدها ملاعبنا في الزمن الجميل إجراء مباراة رفع الستارة ، التي تسبق مباراة الفريق الأول ، في تنافس بين واعدي الفريقين المتباريين ، بما يشكل فرصة لنجوم المستقبل ، الذين يحاولون إثبات ذاتهم ، وعرض مهاراتهم أمام الجماهير ، التي تتوافد تباعاً على الملاعب .
واشتهرت بهذه السنة الحميدة الكثير من الأندية المؤثرة ، ومنها نادي غزة الرياضي ، الذي كان يولي اهتماماً كبيراً بقطاع الناشئين ، وخاصة من قبلالمدرب المرحوم ابراهيم المغربي ، والمدير الإداري المرحوم يحيي الشريف ، مع جهود مضنية منالمدربينابراهيم عويضة ، وعيسى كرسوع، بما ساهم في بروز العديد من النجوم ، من بينهم ثعلب غزة الرياضي خالد العفيفي .
وظهرت علامات النبوغ الكروي لدى أبي أحمد منذ دحرج الكرة طفلاً في حيّ الدرج الغزي ، وصقلت موهبته في المدارس الابتدائية والاعدادية ، قبل دخوله ملعب العميد من أوسع الأبواب ، وتألقه كمايسترو يصنع الالعاب للنجوم الكبار ، ويشارك في تسجيل الأهداف الجميلة عندما يلزم الأمر .
وكان العفيفي همزة وصل بين جيلين من أجيال غزة الرياضي ، فلعب مع نجوم الرعيل الأول في آخر أيامهم ، وكان قائداً ميدانياً ضمن فيلق الجيل الثاني ، ممن توقفت إبداعاتهم على إيقاع الانتفاضة الاولى .
ويعتز شقيق اللواء أبو نضال بالمباريات الرائعة ، التي لعبها على ملاعب الضفة الغربية ، حيث تشرف بالتعرف على نجوم الزمن الجميل ، ولعب مع الأندية الراقية ، وفي مقدمتها مركز طولكرم ، والعربي بيت جالا .
ويخجل الرجل الدمث من الحديث لرجال الصحافة ، لأنّه يرى أن لغة النجوم تحكى في الميدان ، ولكنه خجل من مبادراتي ، واستجاب لطلبي باستضافته ضمن سلسلة نجوم الكرة الفلسطينية ، فكان هذا اللقاء ، الذي يروي فصولاً من إبداعات أبن زنقة بني عامر.
- اسمي خالد عبد الرحمن علي العفيفي " أبو أحمد " من مواليد يوم 23/3/1963 في مدينة غزة ، ولقبي الثعلب .
- بدأت ممارسة الكرة في حي الدرج بمدينة غزة ، ولعبت مع رفاق الطفولة ضمن فريق بني عامر ،، إلى جانب الكابتن ابراهيم أبو الشيخ ، والكابتن زين هنية ، ثم لعبت مع فريق مدرسة الفلاح الابتدائية ، وفريق مدرسة الشجاعية الاعدادية ، مع الزملاء زياد الطيف ، وجاسر الغول ، وابراهيم أبو الشيخ ، ويومها فزنا ببطولة المدارس ، تحت إشراف الأستاذ طاهر سمارة .
- وكانت محطتي الكروية الأهم منذ دخولي القلعة البيضاء سنة 1976 ، حيث لعبت لنادي غزة الرياضي ، بدءاً من الفرق الثالث ، الذي كان يشرف عليه المرحوم ابراهيم عويضة ، والكابتن عيسى كرسوع ، ثم ترفعت للفريق الثاني ، فالفريق الأول ، الذي شاركت معه لأول مرة في مباراة أمام خدمات الشاطيء ، وأذكر وقتها كنا نلعب مباراة الفريق الثاني ، قبل مباراة الفريق الأول ، حيث كان يزج ببعضنا لدقائق في مباراة الفريق الأول .
- وبحمد الله حققت طموحاتي في الملاعب ، وظهرت كصانع ألعاب هداف ، ولا أنسى فضل كلّ المدربين ، الذين ساهموا في بروزي ، ومنهم المرحوم سعيد الحسيني ، والمرحوم إبراهيم المغربي ، والكابتن معمر بسيسو ، والمرحوم ابراهيم عويضة في قطاع الناشئين .
- ومنذ البداية شكلت ثنائياً مع النجم رزق خيرة ، وخاصة بعد احتراف الكابتن غسان بلعاوي ، كما كنت أتفاهم مع الكابتن ماجد هنية ، واشتهرت بصناعة الأهداف من خلال التمريرات البينية ، والكرات الموزونة في ظهر المدافعين ، إضافة إلى تسجيل الأهداف بنفسي .. وبالنظر لخطورتي كنت أتعرض لمراقبة لصيقة من المدافعين البارعين ، وأكثر المدافعين الذين كنت أحسب حسابهم ، خالد أبو كويك من شباب رفح ، ومحمود عايش من مركز طولكرم .
- ومنذ صغري كنت متيماً بنجم النجوم ناجي عجور ، الذي تمنيت الوصول إلى مستواه ، وكنت أعتبره مثلي الأعلى في الملاعب ، فيما مثلي الأعلى خارج الملاعب والدي أبو محمد رحمه الله ، ثم أخي اللواء أحمد العفيغي " أبو نضال " .
- وخلال مسيرتي في الملاعب تشرفت باللعب مع جيل من المبدعين ، الذين ساهموا في صنع أمجاد العميد غزة الرياضي ، ومنهم محمد أبو حصيرة ، وزكريا مهدي ، وسليم الزناتي ، وسامي مدوخ ، وفايق الحداد ، وعماد الشريف ، والمرحوم رفعت الريفي ، ورزق خيرة ، وماجد الترزي ، واسماعيل مطر ..وغيرهم .
- وكانت مباريات الديربي مع الجار أهلي غزة نار ، وكانت تمتاز بالإثارة والحماسة ، وبالأداء الراقي ، من خلال المهارات العالية ، التي يمتلكها نجوم الفريقين ، ولكن مع الأسف شهدت بعض تلك المباريات أحداثاً غير رياضية ، وأذكر أنّ احداها توقفت ، ولم تستكمل ، حيث طرد الحكم ثلاثة لاعبين من غزة الرياضي .
- وتشرفت خلال مسيرتي بلعب كثير من المباريات مع أندية الضفة ، حيث كانت مبارياتنا في طولكرم ، ونابلس ، والقدس ، وبيت جالا بمثابة رحلة ممتعة ، وكانت تجمع الأخوة بين أنباء الشعب الواحد ، وفي مفكرتي مباريات جميلة مع أندية حطين ، ومركز طولكرم ، وبيت جالا ، وهلال القدس ، والجمعية ، وكانت أجملها مع أرثوذكسي بيت جالا ، حيث صنعت ثلاثة اهداف ، سجل منها الكابتن رزق خيرة هدفين ، وسجل الثالث الكابتن اياد الريس ، وانتهت المباراة برباعية في الشوط الاول ، حيث سبقنا الكابتن زكريا مهدي لتسجيل الهدف الأول ، ورغم ذلك كان فريق بيت جالا من أفضل الفرق ، التي كنت لعبت معها ، إلى جانب شباب رفح ، الذي يلعب كرة جميلة ، إضافة إلى مركز طولكرم بنجومه عارف عوفي ، ومحمود عايش ، وطلال فايز ...ساق الله على أيام مباريات الضفة ، التي كانت تتخللها زيارة للمسجد الأقصى ، وطبق الكنافة من حلويات جعفر !
- وجمعت أجمل المباريات ، التي لعبتها نادي غزة الرياضي بضيف فلسطين منتخب فدرالية العمال الفرنسية سنة 1984 ، ويومها فاز الرياضي بالخمسة ، سجلت منها ثلاثة أهداف ، وصنعت هدفين ، وأذكر وقتها فاز الفريق الفرنسي بعد ذلك على مستضيفه شباب الخليل ، وتعادل مع نادي حطين .
- مع الاسف الشديد فإنّ جيلنا حرم من كثير من الركائز ، التي تساهم في تطور اللاعب ، فنحن حرمنا من التصوير التلفزيوني ، وحرمنا من اللعب للمنتخبات ، ومن المشاركات الخارجية ، وحرمنا من اللعب على الملاعب العشبية ، حيث كان اللعب فوق الملاعب الترابية صعب جداً ، وكنا نعاني من الإصابات ، وشخصياً تعرضت لإصابة صعبة سنة 1985 ، وأجريت عملية الغضروف الهلالي .
- أعتقد أنّ أفضل النجوم ، الذين لعبت معهم ، أو واجهتهم في الملاعب ناجي عجور ، وزكريا مهدي ، وغسان بلعاوي ، وموسى الطوباسي ، وعارف عوفي ، وسليمان هلال ، ومحمد الصباح ، وطلال فايز ، ونقولا زرينة ، ورزق الشاعر ، وعماد الشريف ، وسليم رزق الله ، وعبد القادر الابزل ، ورأفت أبو السعيد ، وخالد أبو كويك ، وفريد عثمان ، وناصر مطر ، وعادل جابر ، ومرسي الفقعاوي ، وفارس أبو شاويش ، وعرفات حميد ، وحازم صلاح ، وحسن صلاح .
- بعد اعتزالي اللعب كانت لي تجربة مع التدريب من خلال قطاع الناشئين في نادي غزة الرياضي ، حيث أشرفت على تأسيس كثير من اللاعبين ، من بينهم باسل الأشقر ، وهناك كثيرون مثله انتشروا بين الأندية ، ولم يحافظ عليهم غزة الرياضي .
- أفضل لاعب فلسطيني بالنسبة لي ناجي عجور ، وأفضل لاعب عربي محمود الخطيب ، وأفضل لاعب في العالم البرازيلي أيدير ، وأفضل مدربي فلسطيني المرحوم سعيد الحسيني ، والكابتن معمر بسيسو ، وأفضل مدربي العرب حسن شحاته ، وجمال بلماضي ، وأفضل مدربي العالم بيب غوارديولا .
-أعتز كثيراًبكوني لعبت مع الثعلب موسى الطوباسي ، مع الإشارة إلى أنّ الكابتن المرحوم سعيد الحسيني أطلق عليّ لقب الثعلب ، وبصراحة الطوباسي نجم كبير ، وهو من أفضل المهاجمين في تاريخ الكرة الفلسطينية ، فكل التحية له ، مع أمنيات التوفيق والصحة له .
- كما أعتز بلاعب خدمات رفع علي أبو السعيد ، وهو من النجوم الذين ظهروا بعد جيلي ، وقد فرض نفسه في الملاعب ، كنجم يملك امكانيات عالية جداً ، وأتمنى له الصحة والعافية .
أخيراً أتمنى أن يستعيد النادي الذي أحب غزة الرياضي موقعه بين النخبة ، وأتمنى التوفيقوالنجاح للرياضيين الفلسطينيين ، وكلي أمل أن يظهر المنتخب الوطني بقوة في المنافسات الدولية ، وأنّ يحفظ الله فلسطين ، ويبعد عنا شرّ الانقسام البغيض .