الحكم الصريح" عبد المعطي أبو غرقود وُضِعَ المسدس في ظهري لإلغاء هدف

بال سبورت : "
الخليل- كتب فايز نصّار/ عندما قاد الامام الخميني الثورة الإيرانية نهاية السبعينات كنا مؤيدين لآية الله ، الذي استقبل القائد أبو عمار في طهران ، وحوّل سفارة المحتلين إلى مكتب لمنظمة التحرير .. وكان من المعجبين بثورة الخميني الشاعر الراحل نزار قباني ، الذي قال في الخميني ما لم يقله مالك في الخمر !
ولمّا دارت الأيام على المنطقة ، واندلعت الحرب الطاحنة على ضفاف شطّ العرب ، حذف حليف العراق القصائد الخمينية ، على عكس شاعرنا الكبير محمود درويش ، الذي صرح بأنّه يعتز بكل قصائده ، مهما تغيرت المواقف السياسية .
ويبدو انّ البعض في بلادي يخجلون من تبعات إبداعهم ، ويقبلون حذف بعض الأغاني من ألبوماتهم ، وهذا ما لمسته مع حكامنا ، الذين انقسموا في أمر ما تعرضوا له من عنف في الملاعب ، فراح بعضهم ينكر تعرضه للعنف ، وراح آخرون يتحدثون عن الموضوع بخجل ، فيما كان الدكتور ميشيل حنانيا جريئاً في الحديث بوضوح عن الاعتداء الذي تعرض له .
وكان الحكم الغزيّ عبد المعطي أبو غرقود أكثر وضوحاً ، وروى لي تعرضه للتهديد بالمسدس ، لإلغاء هدف في مباراة حاسمة ، فسارع إلى الارتماء بحضن أحد قادة المجموعات المسلحة ، الذي تصادف وجوده في الملعب ، لينفد الرجل بجلده ، وسط وابل من النيران الصديقة .
ولم يكن الحكم البريجيّ لاعباً مبدعاً ، وساقته المقادير الرياضية إلى عالم الصافرة ، فنجح في تثبيت أقدامه بين خيرة حكام فلسطين ، وشق طريقه نحو العالمية ، باعتماده حكماً دولياً .
ومنذ اعتزاله أصبح أبو غرقود عضواً في لجنة الحكام بغزة ، ولم يغب عنها إلا أربع سنوات ، على خلفية انتخابات غرّد خلالها خارج السرب .
وكان لي شرف التعرف على الغرقودي من خلال زياراته للخليل ، مشاركاً في بطولات الجمعية الصيفية ، ولوجود نجله إياد لاعباً مع عدة فرق بالمحافظات الشمالية ، لذلك كان من السهل عليّ فتح دفاتر الرجل القديمة والجديدة ، لرصد فصول حكايته الطويلة مع الصافرة الفلسطينية .
- اسمي عبد المعطي سالم أبو غرقود " أبو اياد " من مواليد مخيم البريج يوم 16-1-1961 ، ابني البكر إياد لاعب أهلي الخليل ، وأنا أمين سرّ نادي خدمات البريج لمدة 23 سنة متتالية . - بدأت قصتي مع كرة القدم في مدارس وكالة الغوث ، من خلال عملي كمدرس للتربية الرياضية في المرحلة الابتدائية ، إضافة إلى عضويتي في اللجنة الرياضية للمنطقة الوسطى ، فساقني الأمر إلى تحكيم مباريات كرة القدم بين مدارس المحافظة ، مع الاعتراف بكوني لم أمارس لعبة كرة القدم في الأندية .. وسنة 1984 انتخبت عضو هيئة إدارية لمركز خدمات البريج ، وتسلمت ملف الاشراف الرياضي ، كأصغر عضو هيئة إدارية منتخب ، مما حملني مهمة متابعة الفرق الرياضية ، ومنها كرة القدم ، لأتسلم لاحقاً أمانة سرّ النادي حتى الآن . - وكان المنعرج الأهم في مسيرتي التحكيمية حين وصلتني دعوة من جمعية الشبان المسيحية للتسجيل بدورة تحكيم كرة القدم سنة 1984 ، ولمّا رفض أعضاء النادي الفكرة ، سجلت في الدورة من خلال عملي في الرياضة المدرسية . - وبدأت قصتي مع التحكيم سنة 1986 ، حين طلب مني المرحوم أبو نائل التديم المشاركة في طاقم تحكيم بقيادة الحكم عزات جمعة ، على ملعب المنفلوطي ، الذي احتضن دربي المنطقة الوسطى ، بين أهلي دير البلح ، وخدمات المغازي ، ويومها خربت المباراة ، بسبب أخطائي الكثيرة ، وانسحب الفريقان اعتراضا على التحكيم ، حيث كانت أخطائي كارثية على الفريقين ، بحضور مراقب المباراة عبد الله الكرنز ، الذي شجعني كثيراً ، وجبر خاطري ! - بعدها بأسبوع شاركت في تحكيم مباراة ودية على ملعب اليرموك ، بحضور أعضاء لجنة كانت تشرف على المباريات ، فركزت كثيراً ، وتفاديت الأخطاء ، لأنجح بحمد الله أمام لجنة الحكام ، فجاءني أبو نائل التديم وقال لي حرفيا : ستصبح حكماً لك سمعة تذكر ، لأشق طريقي في تحكيم مباريات غير جماهرية ، مما زادني خبرة ، إلى أن جاء الكابتن زكي رئيس أول لجنة حكام ، وبدأ الدفع بالحكام الشباب ، والاعتماد عليهم . - وأُكملت المهمة مع القدير عبد الرؤوف السدودي ، الذي ساهم في الزجّ بكثير من الحكام الواعدين في الميدان ، وتخرج على يديه عمالقة الحكام المبدعين ، لتبدأ حكايتي مع المباريات القوية والصعبة . - وكانت محطتي الأهم سنة 1999 ، عندما رشحت للشارة الدولية في سوريا ، قبل أن يطلب مني الكابتن عبد الرؤوف السدودي العمل مع لجنة الحكام سنة 2003 كأمين صندوق بعد اعتزالي التحكيم ...وما زلت عضواً في لجنة حكام حتى الآن ، رغم انقطاعي عنها مدة أربع سنوات ، على خلفية سعيي للعضوية خارج القائمة ، فعوقبت بإخراجي من اللجنة . - أفضل طاقم عملت معه ضمّ محمود البحيصي ، وزكي بارود ، وشكلنا طاقماً للمباريات الكبيرة والجماهرية ، وجمعت أفضل مباراة في حياتي شباب الخليل ، بالفيصلي على ستاد أريحا ، في دورة أريحا الشتوية ، حيث كنت ضمن مختلف طواقم التحكيم ، وشاركت في تحكيم 11 نهائي ، كما كان ليّ الشرف في مشاركة الطاقم ، الذي حكم لقاء الزمالك ، ومنتخب فلسطين ، ومباراة وادي النيص مع شباب خانيونس ، ضمن طاقم مشترك من الضفة وغزة ، ناهيك عن المشاركة في إدارة مباراة فريق لانكستر البريطاني ، ومنتخب الخدمات . - أفضل لاعب حكمت له كابتن خدمات رفح على العايدي ، واللاعب الخلوق صائب جندية . - بصراحة لم أوثق جميع مباراتي ، وكنت فقط أوثق المباريات الهامة والمفصلية والنهائيات ، وقد تعدت مبارياتي أل 1150 مباراة خلال مسيرتي التحكيمية . - بصراحة تعرضت لأكبر اعتداء في تاريخ الكرة الفلسطينية ، في قبل نهائي الكأس بين خدمات رفح ، وخدمات الشاطئ ، حيث وُضِعَ المسدس في ظهري ، وطُلب منى إلغاء هدف خدمات رفح ، ولكن للصدفة كان يحضر المباراة الشهيد عمرو أبو ستة ، الذي كان مطارداً من الاحتلال ، فارتميت في حضنة ، ونجح في تأميني بمساعدة حراسه ، وسط إطلاق وابل من الرصاص في الهواء ، ويومها استمرت " المعركة " حوالي خمس ساعات ، حتى نجحت قوات الأمن في السيطرة على الموقف سنة 1998 .. ورغم ذلك لست نادماً على العمل في سلك التحكيم ، الذي أكسبني خبرة ومعرفة بالبشر . - لا شك أنّ أفضل الحكام الحاليين براء أبو عيشة ، وسامح القصاص ، وعربياً المغربي شكر الله ، وآسيوياً الإيراني على رضا ، وعالميا التركي شاكيرا - بالنسبة لي أفضل حكام فلسطين عبد الرؤوف السدودي ، وإسماعيل مطر ، وزكي بارود ، وعبد الرحيم بهجت ، ومحمود البحيصي ، وأحمد ناجي ، ورافع أبو مرخية ، وإبراهيم غروف ، وعبد الناصر الشريف ، ووليد الصالحي . - أعتقد أنّ الإعلام الرياضي من حقة الانتقاد ، وتصحيح المسار ، ولكن أحيانا يكون السبب في شغب الملاعب ، لجهل بالقوانين الرياضية الحديثة ، كما أنّ الإعلام يساهم في تطوير الحكم ، من خلال كشف الأخطاء ، ولكن يجب أن يكون بحيادية ، ودون تجريح . - الفرق كبير بين تحكيم اليوم وتحكيم زمان ، من حيث توفر كلّ مقومات الأمن والأمان للحكام ، والمشاركة في الدورات الداخلية والخارجية ، واكتساب الخبرات ، والمشاركات في المباريات الخارجية لبعض الحكام . - من أبرز المواقف التي حصلت معي في مباراة الوحدات والفيصلي ، على ستاد اريحا ، في قبل نهائي بطولة أريحا ، حيث احتسبت هدفاً للفيصلي ، تبين بعد ذلك أنّه غير شرعي(تسلل) ، ويومها صعد الفيصلي ، وخسر النهائي مع شباب الخليل ...ولكن أبا إياد لم يذكر لنا هنا لماذا أقسم ان لا يحمل الراية إلا عند أشجار ملعب اليرموك ، بعيداً عن ضوضاء المدرجات ؟ - أتمنى من الله أن يشارك حكم فلسطيني يوماً في كأس العالم ، على أمل أن نهتم كثيرا بحكامنا ، ليجاروا الحكام في آسياً وأوروبا .
- اسمي عبد المعطي سالم أبو غرقود " أبو اياد " من مواليد مخيم البريج يوم 16-1-1961 ، ابني البكر إياد لاعب أهلي الخليل ، وأنا أمين سرّ نادي خدمات البريج لمدة 23 سنة متتالية . - بدأت قصتي مع كرة القدم في مدارس وكالة الغوث ، من خلال عملي كمدرس للتربية الرياضية في المرحلة الابتدائية ، إضافة إلى عضويتي في اللجنة الرياضية للمنطقة الوسطى ، فساقني الأمر إلى تحكيم مباريات كرة القدم بين مدارس المحافظة ، مع الاعتراف بكوني لم أمارس لعبة كرة القدم في الأندية .. وسنة 1984 انتخبت عضو هيئة إدارية لمركز خدمات البريج ، وتسلمت ملف الاشراف الرياضي ، كأصغر عضو هيئة إدارية منتخب ، مما حملني مهمة متابعة الفرق الرياضية ، ومنها كرة القدم ، لأتسلم لاحقاً أمانة سرّ النادي حتى الآن . - وكان المنعرج الأهم في مسيرتي التحكيمية حين وصلتني دعوة من جمعية الشبان المسيحية للتسجيل بدورة تحكيم كرة القدم سنة 1984 ، ولمّا رفض أعضاء النادي الفكرة ، سجلت في الدورة من خلال عملي في الرياضة المدرسية . - وبدأت قصتي مع التحكيم سنة 1986 ، حين طلب مني المرحوم أبو نائل التديم المشاركة في طاقم تحكيم بقيادة الحكم عزات جمعة ، على ملعب المنفلوطي ، الذي احتضن دربي المنطقة الوسطى ، بين أهلي دير البلح ، وخدمات المغازي ، ويومها خربت المباراة ، بسبب أخطائي الكثيرة ، وانسحب الفريقان اعتراضا على التحكيم ، حيث كانت أخطائي كارثية على الفريقين ، بحضور مراقب المباراة عبد الله الكرنز ، الذي شجعني كثيراً ، وجبر خاطري ! - بعدها بأسبوع شاركت في تحكيم مباراة ودية على ملعب اليرموك ، بحضور أعضاء لجنة كانت تشرف على المباريات ، فركزت كثيراً ، وتفاديت الأخطاء ، لأنجح بحمد الله أمام لجنة الحكام ، فجاءني أبو نائل التديم وقال لي حرفيا : ستصبح حكماً لك سمعة تذكر ، لأشق طريقي في تحكيم مباريات غير جماهرية ، مما زادني خبرة ، إلى أن جاء الكابتن زكي رئيس أول لجنة حكام ، وبدأ الدفع بالحكام الشباب ، والاعتماد عليهم . - وأُكملت المهمة مع القدير عبد الرؤوف السدودي ، الذي ساهم في الزجّ بكثير من الحكام الواعدين في الميدان ، وتخرج على يديه عمالقة الحكام المبدعين ، لتبدأ حكايتي مع المباريات القوية والصعبة . - وكانت محطتي الأهم سنة 1999 ، عندما رشحت للشارة الدولية في سوريا ، قبل أن يطلب مني الكابتن عبد الرؤوف السدودي العمل مع لجنة الحكام سنة 2003 كأمين صندوق بعد اعتزالي التحكيم ...وما زلت عضواً في لجنة حكام حتى الآن ، رغم انقطاعي عنها مدة أربع سنوات ، على خلفية سعيي للعضوية خارج القائمة ، فعوقبت بإخراجي من اللجنة . - أفضل طاقم عملت معه ضمّ محمود البحيصي ، وزكي بارود ، وشكلنا طاقماً للمباريات الكبيرة والجماهرية ، وجمعت أفضل مباراة في حياتي شباب الخليل ، بالفيصلي على ستاد أريحا ، في دورة أريحا الشتوية ، حيث كنت ضمن مختلف طواقم التحكيم ، وشاركت في تحكيم 11 نهائي ، كما كان ليّ الشرف في مشاركة الطاقم ، الذي حكم لقاء الزمالك ، ومنتخب فلسطين ، ومباراة وادي النيص مع شباب خانيونس ، ضمن طاقم مشترك من الضفة وغزة ، ناهيك عن المشاركة في إدارة مباراة فريق لانكستر البريطاني ، ومنتخب الخدمات . - أفضل لاعب حكمت له كابتن خدمات رفح على العايدي ، واللاعب الخلوق صائب جندية . - بصراحة لم أوثق جميع مباراتي ، وكنت فقط أوثق المباريات الهامة والمفصلية والنهائيات ، وقد تعدت مبارياتي أل 1150 مباراة خلال مسيرتي التحكيمية . - بصراحة تعرضت لأكبر اعتداء في تاريخ الكرة الفلسطينية ، في قبل نهائي الكأس بين خدمات رفح ، وخدمات الشاطئ ، حيث وُضِعَ المسدس في ظهري ، وطُلب منى إلغاء هدف خدمات رفح ، ولكن للصدفة كان يحضر المباراة الشهيد عمرو أبو ستة ، الذي كان مطارداً من الاحتلال ، فارتميت في حضنة ، ونجح في تأميني بمساعدة حراسه ، وسط إطلاق وابل من الرصاص في الهواء ، ويومها استمرت " المعركة " حوالي خمس ساعات ، حتى نجحت قوات الأمن في السيطرة على الموقف سنة 1998 .. ورغم ذلك لست نادماً على العمل في سلك التحكيم ، الذي أكسبني خبرة ومعرفة بالبشر . - لا شك أنّ أفضل الحكام الحاليين براء أبو عيشة ، وسامح القصاص ، وعربياً المغربي شكر الله ، وآسيوياً الإيراني على رضا ، وعالميا التركي شاكيرا - بالنسبة لي أفضل حكام فلسطين عبد الرؤوف السدودي ، وإسماعيل مطر ، وزكي بارود ، وعبد الرحيم بهجت ، ومحمود البحيصي ، وأحمد ناجي ، ورافع أبو مرخية ، وإبراهيم غروف ، وعبد الناصر الشريف ، ووليد الصالحي . - أعتقد أنّ الإعلام الرياضي من حقة الانتقاد ، وتصحيح المسار ، ولكن أحيانا يكون السبب في شغب الملاعب ، لجهل بالقوانين الرياضية الحديثة ، كما أنّ الإعلام يساهم في تطوير الحكم ، من خلال كشف الأخطاء ، ولكن يجب أن يكون بحيادية ، ودون تجريح . - الفرق كبير بين تحكيم اليوم وتحكيم زمان ، من حيث توفر كلّ مقومات الأمن والأمان للحكام ، والمشاركة في الدورات الداخلية والخارجية ، واكتساب الخبرات ، والمشاركات في المباريات الخارجية لبعض الحكام . - من أبرز المواقف التي حصلت معي في مباراة الوحدات والفيصلي ، على ستاد اريحا ، في قبل نهائي بطولة أريحا ، حيث احتسبت هدفاً للفيصلي ، تبين بعد ذلك أنّه غير شرعي(تسلل) ، ويومها صعد الفيصلي ، وخسر النهائي مع شباب الخليل ...ولكن أبا إياد لم يذكر لنا هنا لماذا أقسم ان لا يحمل الراية إلا عند أشجار ملعب اليرموك ، بعيداً عن ضوضاء المدرجات ؟ - أتمنى من الله أن يشارك حكم فلسطيني يوماً في كأس العالم ، على أمل أن نهتم كثيرا بحكامنا ، ليجاروا الحكام في آسياً وأوروبا .