شريط الأخبار

سنجل يحلّق حيث تجرؤ "النسور" وطيران القوات يوقف جيوس عند "شوطين"

سنجل يحلّق حيث تجرؤ النسور وطيران القوات يوقف جيوس عند شوطين
بال سبورت :  

إياب المربع الذهبي من دوري طائرة "جوال" الممتاز

رام الله- كتب محمد الرنتيسي/ حلّقت نسور سنجل حيث تجرؤ، ووضعت أقدامها في موطنها الذي تستحق، في نهائي دوري "جوال" الممتاز بالكرة الطائرة، بعد إقصائها جينصافوط دون كبير عناء، وبالأشواط الثلاثة، في إياب المربع الذهبي، الذي أقيم على صالة قصر الرياضة بمدينة سلفيت، بحضور جماهيري طاغٍ، ملأ مدرجات الصالة، وتقدمه رئيس بلدية سلفيت عبد الكريم الزبيدي ومدير الصالة الرياضية الدكتور أحمد وليام، ورئيس اتحاد الكرة الطائرة الكابتن حمزة راضي وأعضاء الاتحاد معروف شطارة وعدنان أبو فرحة، وعدد من الوجهاء وقادة الأجهزة الأمنية ورؤساء الأندية.
وعلى الصالة ذاتها، حلقت طائرة القوات على ارتفاعات شاهقة، لتحط أخيراً في نهائي الدوري، بعد أن أجهزت على جيوس خلال شوطين فقط، من المباراة التي ذهبت إلى شوط فاصل، وآلت في نتيجتها النهائية لصالح جيوس، إلا أن هذه النتيجة لم تؤثر على تأهل القوات المستحق، وهو النهائي الرابع في تاريخ الفريق، والأول على مستوى الدوري الممتاز (تأهل لنهائي الكأس ثلاث مرات).

"النسور" تحسم موقعة "الأحمر":
فرضت خبرة النسور السنجلاوية نفسها، فكان لها الأفضلية والكلمة العليا، فتقدم أبناء المدرب المخضرم رافي عصفور على مدار الأشواط الثلاثة التي استغرقها اللقاء، بسلاح الإرسال الهجومي لعمر فقهاء وحسين عصفور، والموجّه من المايسترو خالد خليل ومحمـد عصفور، والأخير كان يشارك خصيصاً لهذه المهمة التي من شأنها تعطيل مفاتيح الهجوم عند الفريق المنافس، وكان لافتاً تألق حائط الصد السنجلاوي، مستفيدين من الأخطاء الهجومية التي وقع في مطبها ضاربو جينصافوط.
أعطى حائط صد خالد خليل وغريب شبانة وصالح فقهاء، الأسبقية لسنجل في حصد النقاط، وكان مثيراً للانتباه براعة وذكاء صانع ألعابهم خالد خليل، الذي بدا وكأنه يعزف على غيثارة، فتارة يرسم لضاربيه لوحات هجومية زاهية، مغلّفة بالجمل التكتيكية، وتارة يسقط الكرات المخادعة من اللمسة الثانية في ملعب المنافس.
تناوب عمر فقهاء وحسين عصفور وجهاد طوافشة على طرق الكرات بقوة من الأطراف، بينما تفرّغ شبانة وساجد خليل للهجوم من عمق الشبكة، ومع دخول الورقة الرابحة زياد عصفور، والمخضرم مهند فقهاء، أحكم السناجلة قبضتهم على أجواء اللقاء.
اعتمد الصافوطيون على خبرة أمير عيد وحيوية ساجي سكر ويوسف بشير ومصعب الشوبكي للهجوم من حافتي الشبكة، وسرعة تحركات أحمد المصري (حامد معالي) للضرب من المنتصف، وفي حين أظهر اللاعب الحر بالفريق نبيل علان تمركزاً دفاعياً صحيحاً، ووقف بالمرصاد لأكثر من هجوم سنجلاوي، عانى صانع الألعاب محمـد بشير (محمـد أيوب) من صعوبة في إعداد الكرات نتيجة لعدم استقرار الكرة الأولى عند الفريق، ومع أن جينصافوط لم يقدم المستوى المأمول منه في لقاء الرد، إلا أن علامات الرضى ظهرت على مدربه شادي الشوبكي، بالتواجد بين الأربعة الكبار.
بسط سنجل سيطرته المطلقة على مجريات اللقاء، بألعابه الهجومية المنوعة، وحائط صده الفولاذي، ليذهب بعيداً في الفارق، قبل أن ينهي اللقاء لصالحه (3/0) الأشواط: (25/18، 25/10، 25/23).

القوات تتأهل خلال شوطين:
احتاج فريق القوات لشوطين فقط، كي يرافق سنجل إلى نهائي الدوري، وجاء الشوط الأول متكافئاً بين الفريقين، ولكل منهما حساباته، فالقوات يحتاج لشوط فقط من هذه المباراة للتأهل إلى المباراة النهائية، بينما جيوس كان يدرك أن خسارته الشوط، ستدفع به خارج المنافسة.
تشارك الطرفان في حبس أنفاس الجماهير العريضة التي تابعت اللقاء، وتمكن جيوس من أخذ المقدمة في أكثر من موقف، وظل متقدماً طوال الشوط، لكن الفارق لم يكن مريحاً، فهو لم يتجاوز الثلاث أو الأربع نقاط في أحسن حالاته، وأظهر "المارد الأصفر" إصراراً على حسم المواجهة بالطريقة التي يحتاجها للتأهل، وأبدى لاعبوه ومدربهم تحفظاً على بعض الكرات، لكن حكم اللقاء كان له رأي آخر.
حسم جيوس الأمور لصالحه بعد شوط ماراثوني وربما غير مسبوق في نتيجته، ويمكن اعتبار هذا الشوط بأنه "شوط الأعصاب" إذ لازم لاعبي جيوس التوتر العالي، والضغط النفسي، وعدم التركيز عند التخليص الهجومي، وفي أحيان كثيرة تداخل وعدم وضوح أدوار اللاعبين، خصوصاً مع اللاعب الحر علي نوفل.. هذا الإرباك أثر على مستوى أفضل لاعبيه خالد القدومي وأحمد عزيز وصالح البيك ومحمـد سليم (جهاد سليم)، واستفز مدربه أحمد خالد، الذي استشاط غضباً من الأخطاء القاتلة والتي لا تمرّ حتى على "طفل الروضة" خصوصاً تكرار إضاعة الإرسال، والإسقاط خارج الملعب، ولولا شجاعة مازن خالد وماهر سليم لخرج جيوس من الشوط الأول.
لم يستمر جيوس على أفضليته في الشوط الثاني، وبدلاً من أن يحمله الشوط الماراثوني الأول إلى مستوى أفضل، سجّل تراجعاً ملموساً، جرّاء الأخطاء الهجومية، وإضاعة الإرسال، وغفلة لاعبي المقدمة عن تشكيل حائط الصد، وكان لافتاً عدم فاعلية وجاهزية محمـد أبو شارب، الذي كان في مواجهات سابقة، يأخذ العبء الهجومي الأكبر، وكان لديه القدرة على حسم أي مواجهة وحده! ناهيك عن غياب نجم الفريق يزن خالد للإصابة وهو ما زاد الطين بلّة.
في الأثناء سعى القوات إلى تفادي حرج الشوط الأول، وتمكن ثلاثي الهجوم محمـد شماسنة وياسر شواهنة (خرج مصاباً) ومحمود الخطيب، من تقليص الفارق والتقدم في خضم مجريات الشوط، وكان الثنائي مشير جودة وهيثم البو (وجدي القدومي) يتعملقان في الهجوم من اللمسة السريعة وحائط الصد، وكان وراء ظهورهم وتألقهم، اللاعب الحر المُجدّ عبد الله عبد الله، وضابط الإيقاع وصانع الألعاب مهند بشير، الذي أبدع في توليف الكرات والمشاركة بحائط الصد، وساهم في وضع نهاية الشوط لفائدتهم.
فقدت المباراة الكثير من فنياتها، في الشوط الثالث، ففريق جيوس سيلعب دون هدف أو هوية، بعد فقدان الأمل بالتأهل للنهائي، بينما أصبح القوات غير مكترث للنتيجة، بعد أن نال منها ما أراد، وأخذ نصيبه بالقدر الذي يضعه في المشهد الختامي.
ثلاثة أشواط كانت بمثابة تأدية واجب، وجد خلالها مدرب القوات الكابتن خلف يامين، الفرصة مثالية لإشراك عدد من بدلائه، أمثال صانع الألعاب محمـد أبو عيد والضاربين أحمد مهداوي وعمرو سليمان مع الإبقاء على بعض عناصره الأساسية، والحال نفسه انسحب على جيوس الذي أشرك عدد من البدلاء، على رأسهم رائد خريشي وعمر سليم.
كسر جيوس وتيرة التكافؤ في الشوطين الثالث والرابع، وجرّ المباراة إلى مواجهة حاسمة، قبل أن يخرج بفوز شرفي (3/2) الأشواط: (37/35، 19/25، 25/19، 25/27، 15/8).
قاد المباريات: كمال رمضان، محمـد فتحي، أزهر خطاطبة، وللرايات أسامة زايد، هاني عويسي، محمـد الخولي، فدوى راسم حكم مسجل، وساري قادوس على اللوحة الإلكترونية، وأشرف عليها رئيس لجنة الحكام تيسير علاونة.

مواضيع قد تهمك