فريق "تسلق من أجل فلسطين" يصل أعلى قمة جبل جبل كيليمنجارو

على ارتفاع قرابة الستة الاف متر فوق سطح البحر
القدس- وكالة بال سبورت/ الى مدينة القدس عاد فريق "تسلق من اجل فلسطين" بعد نجاحه في تسلق جبل كيليمنجارو في تنزانيا, حيث وصل أعضاء الفريق إلى قمة أهورا على ارتفاع 5895 متر فوق سطح البحر صباح يوم الأربعاء الماضي11 نيسان الجاري بعد قضائه خمسة أيام متواصلة في التسلق ابتداءً من نقطة الانطلاق وهي بوابة مارانغو على ارتفاع 1800 متر.
وتكون الفريق المشارك من 9 شباب و7 فتيات فلسطينيين قدموا من القدس والضفة الغربية والخارج, حيث جمعهم حب الوطن والطبيعة والمغامرة.
أحد أعضاء الفريق المشارك رمزي محمد العباسي الذي يسير على درب والده الراحل شيخ الاعلاميين الرياضيين "ابو الرائد" يصف الرحلة والمغامرة قائلا: بدأت رحلة الصعود للقمة في السابع من نيسان الجاري, حيث تسلق الفريق عبر الغابات الاستوائية المطيرة وصولاً لمخيم ماندارا على ارتفاع 2740 متر. في اليوم الثاني واصل أعضاء الفريق الصعود لمخيم هورمبو خلال المرتفعات المفتوحة وما يعرف بالمنطقة الصحية وما تحتويه من نباتات متنوعة خاصة بهذا المناخ، وبعد قضاء ما يقارب 8 ساعات في التسلق وصل الفريق لارتفاع 3700 متر, حيث أقام الفريق مخيمه على هذا الارتفاع.
ويضيف العباسي قائلا: بقي الفريق على هذا الارتفاع لمدة يومين بهدف تهيئة أجسامهم لنقص الأوكسجين والاستعداد ليوم تسلق القمة، في رابع يوم تسلق الفريق لمخيم كيبو على ارتفاع 4720 متر, حيث يعتبر كيبو المخيم الأخير قبل الانطلاق للقمة، وخلال الصعود بدأ الغطاء النباتي في التناقص حتى يختفي في الأراضي القاحلة والباردة.
كان الفريق على موعد مع عاصفة ثلجية عند وصوله للمخيم قرابة الساعة الثالثة عصراً, حيث بدأ تساقط الثلوج واستمر طوال الليل، في هذا المخيم وعلى هذا الارتفاع تنخفض نسبة الأوكسجين في الهواء بشكل كبير, وقد شعر معظم أعضاء الفريق بأعراض انخفاض الأوكسجين من إعياء وتعب وفقدان للشهية وصداع وغيرها من الأعراض المصاحبة للارتفاعات العالية، وبعد أخذ الفريق لاستراحة مدتها 3 ساعات, استيقضوا عند الساعة العاشرة مساءً للاستعداد لبدأ التسلق باتجاه قمة الجبل.
ويضيف العباسي:بدأت رحلة الصعود للقمة عند الساعة 11:30 مساءً على أرض وعرة مغطاة بالثلوج الكثيفة وصولاً لنقطة جيلمان الموجودة على حافة الفوهة البركانية على ارتفاع 5685 متر.
الصعود لهذه النقطة كان صعباً جداً وشاقاً, حيث اجتمعت عوامل الطقس من برد شديد وكثافة الثلوج والذي يصعب الحركة مع انخفاض نسبة الأوكسجين في الهواء والانحدار الشديد الذي يصل إلى 45 درجة، على ارتفاع 5345 متر قررت أحد الفتيات الانسحاب والعودة لمخيم كيبو.
هذا القرار تم اتخاذه من قبل المشاركة بشجاعة متخلية عن حلمها بالوصول للقمة وذلك حرصاً على سلامتها وسلامة بقية أعضاء الفريق, حيث أن تأثير تدني مستويات الأوكسجين في الهواء بات واضحاً عليها، ثم تبعها في ذلك متسلق آخر عانى من ضيق شديد في التنفس وكذلك من تقلصات عضلية وتعب شديد. أشرقت الشمس خلال وجود بقية أعضاء الفريق على المنحدر الذي يؤدي لنقطة جيلمان.
استمر الفريق في التسلق مع وجود أشعة الشمس الحارقة والمنعكسة من الثلوج والتي في نهاية التسلق تسببت لبعض المتسلقين بحروق من الدرجة الأولى والثانية في الوجه.
بذل الفريق جهوداً جبارة للوصول لنقطة جيلمان, وقد كان الارهاق والتعب الشديدين ظاهرين على المتسلقين. بعض أعضاء الفريق وفي هذه المرحلة قرر الاكتفاء بهذا الانجاز والعودة لمخيم كيبو, ولكن مع تشجيع البقية لهم تم التراجع عن هذا القرار وتم استئناف التسلق من قبل الجميع. من نقطة جيلمان يحتاج الفريق لقرابة الساعتين للوصول إلى قمة أهورا.
وختم العباسي حديثه لشبكة ووكالة بال سبورت قائلا: بهمة عالية وإصرار على النجاح استكمل الفريق تقدمه نحو القمة, حيث وصل جميع الأعضاء وعددهم 14 متسلق للقمة قرابة الساعة 10:30 صباحاً ورفعوا على فلسطين وأوصلوا رسالتهم للعالم بأننا شعب يستحق الحياة.