شريط الأخبار

ذكراك لن تموت أبدا

ذكراك لن تموت أبدا
بال سبورت :  

غزة- كتب اسامة فلفل/ قدرنا نحن معشر الإعلاميين والرياضيين في هذا الوطن المكلوم أن نتجرع على الدوام سم العلقم على فراق الأحبة الذين غادروا على غير ميعاد في رحلة سفر برزخية.

فجعنا برحيل هرما من أهرامات الإعلام الوطني الرياضي الفلسطيني المرحوم بإذن الله تعالى محمد العباسي , فهزنا خبر الرحيل المفاجئ والأسرة الإعلامية والرياضية وتأثرنا كثيرا على هذا الفراق المؤلم ,فاضطرب القلب وخفق وذرفت الدموع على غير عادتها ,اختفت الابتسامة والضحكة الجميلة للراحل فقيد الحركة الإعلامية والرياضية أبا الرائد.

ما أصعب العيون حين تلقي النظرة الأخيرة مودعة من تحب وتعشق، لحظتها تختلط المشاعر والأحاسيس بالبكاء والأنين ويحترق القلب حسرة وألم على الفقيد الذي غدا تحت الثرى.

كان الفقيد من الرجال الذين أثروا الساحة الإعلامية والرياضية عبر مراحل التاريخ والمحطات المؤلمة وكان نبراسا لكل من عمل في بلاط صاحبة الجلالة ,وفي السنوات العجاف كان فارسا من فرسان الوطن الذين حملوا الهم الوطني والإعلامي بانتماء صادق وسار وسط الخطوب حامل مشعل وراية يشق شهب الظلام يسطر ويرسم للأجيال الواعدة مسيرة الكفاح والعطاء بروح وثابة وإرادة صلبة قوية لا تضعف أبدا ولا تلين.

لقد فقدت الحركة الإعلامية برحيل أبا الرائد مفكرا ومخططا إعلاميا بارعا ,كم نحن في حاجة اليوم وفي هذه الظروف الصعبة لأمثاله من الرجال الذين يقدرون ويعرفون واجبهم الوطني حين تشتد الأزمات ويتوارى الانتماء وتضعف روح العمل والمبادرة.

حمل الفقيد الراحل راية الإعلام الوطني بكل الصدق والوفاء وساهم في إدارة عجلة الحركة الإعلامية رغم التحديات وتحمل المسؤولية بكل الشجاعة والثقة والاقتدار ،لأنه كان مؤمنا بهموم شعبه ووطنه ومنظومته الإعلامية والرياضية.

لقد وقف في المحطات الصعبة لتصحيح مسار الحركة الإعلامية الرياضية حرصا على صيانة وحماية المكتسبات والمنجزات الوطنية والرياضية وتجسيدا للوحدة الجامعة الشاملة.

كان أبا الرائد حكاية الزمان والمكان وعلى ألسنة العامة والخاصة لمواقفه الوحدوية وتجرده إلا من الإيمان وحب الوطن والانتماء لترابه المقدس وتضحيات شهدائه وأبطاله.

كان رجل الوحدة والتواصل بين رئتي الوطن والشتات الفلسطيني فهو الذي ساهم مع رفاق دربه من مشاعل ورموز وقيادات ومرجعيات الحركة الإعلامية والوطنيين من توحيد الجغرافيا الفلسطينية رغم المخاطر والتحديات ,وكان من أشد الناس حرصا على المسيرة والمسار الإعلامي.

عرفناه وطنيا مولعا بالعمل الوطني وبروح العطاء وبفراسة القائد المحنك والملهم وبفكر العبقري المتمرس القادر على صناعة التاريخ وإضافة الانجازات وعبور المحطات الصعبة بثقة وإيمان راسخ والوصول إلى مرفأ السلامة.

عرفته ساحات وأزقة مدينة القدس العتيقة وضواحيها وشوارعها التي ينبعث من شعاع شمسها بيارق الأمل مناضلا وثائرا وقائدا وطنيا فذا لا يعرف سوى التضحية والبطولة الصامتة.

لقد أعطى الفقيد الراحل كل حبه لناديه الأم نادي سلوان فأعطاه ريعان شبابه وكيف لا وهو الذي تربى وترعرع على قيم شعبنا الأصيلة وفي ساحات وأروقة نادي سلوان الرياضي الذي كان يشكل للفقيد قلعته الشامخة الصامدة في قلب المدينة العتيقة.

رحل المرحوم محمد العباسي الذي رفض وبإصرار أن يؤرخ تاريخه بالزيف والكذبوالنفاق وسجل تاريخه في صمت وإيثار عبر محطات خالدة ,رحم الله فقيد الوطن والأسرة الإعلامية و الرياضية.

مواضيع قد تهمك