شريط الأخبار

جبريل الرجوب.. رجل الرياضة العائد بقوة الى معترك السياسة

جبريل الرجوب.. رجل الرياضة العائد بقوة الى معترك السياسة
بال سبورت :  


كتب ابراهيم ملحم- "القدس دوت كوم"

كرأس حربة يتقدم صفوف"الفدائي" وهو اللقب الذي يطلق على المنتخب الوطني لكرة القدم الذي يتولى رئاسته لاربع دورات متتالية، وكنسر يلاحق فريسته حتى عتمة الليل، يعود جبريل الرجوب رجل السياسة الذي اشغلته لسنوات ساحات الرياضة بنجاحاتها وسجالاتها الى واجهة المشهد السياسي بعد أن حل ثانيا بترتيب الاصوات بعد الاسير مروان البرغوثي على قائمة أعلى هيئة قيادية للحركة جرى انتخابها في ختام أعمال المؤتمر العام السابع لحركة فتح الذي أنهى أعماله امس بانتخاب اعضاء المجلس الثوري للحركة التي تواجه تحديات داخلية وخارجية في منطقة تشتعل فيها البراكين، وتنحبس فيها آفاق الحلول السياسية ازاء الكثير من الازمات المستعصية.

يعود الرجل الستيني الذي يصفه مريدوه بصانع الالعاب عند تزاحم الاقدام على خطوط التماس، بما يمتلكه من قدرة على المناورة وتسجيل الاهداف في الدقائق الحرجة، يعود وبقوة الى المشهد باعتباره من المنخرطين في المعارك الكبرى وأحد أكبر اللاعبين على حواف الخطر ليلفت اليه الانظار بعد ان كان لاطلالاته الاخيرة على الفضائيات دور حاسم في تحديد مصائر خصومه السياسيين وكبح جماح اي طموح سياسي يمكن ان يعيدهم الى الواجهة من جديد.

في شبابه المبكر عايش ابو رامي المعاناة وعذاب السجن ، مثلما عايش العديد من الاحداث الكبرى التي شكلت وعيه، كان أكثرها وقعا في نفسه الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية عام سبعة وستين حيث تم اعتقاله بعد عام واحد من الاحتلال ليقضي سبعة عشر عاما خلف ستائر العتمة في تجربة قاسية للفتى اليافع شكلت فيما بعد ملامح تكوينه الفكري، ورسمت افاق طموحه السياسي الذي يتبدى في شخصيته الحازمة وآرائه المستندة الى خبرة صقلتها تجارب السنين وعذابات الاسر في الزنازين، وهو ما يظهر بوضوح بين طيات كتابه" الزنزانة704" الصادر عام أربعة وثمانين من القرن الماضي لخص فيه يوميات الاسر مع رفاق الدرب، بما اعتبر اضافة نوعية لادب السجون.

ينتمي الرجوب لعائلة عريقة في بلدة دورا التي قدمت للوطن مجموعة من القامات والرموز السياسية والاقتصادية والفكرية والنضالية، حيث يقع اسم أبو رامي في السنوات العشر الاخير في قائمة الرواد الذين اسهموا في النهوض بالعمل الرياضي عبر تحقيق نجاحات محلية وعربية وعالمية، بعد ان تمكن من نقل الاشتباك مع اسرائيل الى اعلى المؤسسات الرياضية العالمية واستطاع تسجيل العديد من النجاحات في مقدمتها الملعب البيتي الذي مكن العديد من الفرق العربية والعالمية من اللعب في فلسطين.

وجوده على رأس المؤسسة الرياضية وتصدره مع رفيقه الاسير مروان البرغوثي قائمة أعلى هيئة قيادية عليا في حركة فتح، في واحدة من أخطر المنعطفات التي تمر بها القضية الفلسطينية يشكل بوليصة تأمين من المخاطر خلال مواجهة التحديات المرتقبة وضمانة نجاح للمستقبل لما يحمله على أكتافه من خبرة وكفاءة ورأي صلب، يرى انه يأتي قبل شجاعة الشجعان.

مواضيع قد تهمك