رام الله- أشرف مطر/ فرض فريق ثقافي طولكرم، متصدر الدوري نفسه كأحد القوى الكروية في دوري الوطنية موبايل للمحترفين في المحافظات الشمالية.

ففي الوقت الذي أجمعت فيه الغالبية العظمى من المحليين الكرويين، ان الصراع على لقب الدوري لهذا الموسم سينحصر بين فريقي شباب الخليل حامل اللقب وهلال القدس بعد التعاقدات الكبيرة التي تم ابرامها، ومن الممكن بلاطة وأهلي الخليل، فاجأ "العنابي" الجميع بأداء قوي ومثير وثابت على مدار الجولات السبع التي انقضت من عُمر الدوري.

فريق الثقافي الكرمي الذي يقوده المدير الفني المخضرم الكابتن محمد الصباح، تعلم كثيرا من دورس الهبوط لدوري الدرجة الأولى قبل موسمين، حيث نجح الفريق قبل بداية الموسم في ابرام تعاقدات مميزة للغاية وأبرزها التعاقد مع الشقيقين محمد وسامح مراعبة، ومحمد جمال وحافظ على باقي نجومه وخاصة الحارس الواعد للكرة الفلسطينية رامي حمادة، وبالتالي عمل الجهاز الفني بهدوء كبير من أجل التحضير للموسم بعيداً عن الأضواء والملاحقة الاعلامية.

ما يقدمه "العنابي" هذا الموسم يذكرنا بما قدمه ترجي واد النيص قبل ثلاثة مواسم عندما نجح في خطف لقب دوري المحترفين، وهو غير مرشح للقب، مع الأخذ يعين الاعتبار وجود اختلاف كبير في شكل ومنظومة الفريقين، على اعتبار ان الترجي في هذا الموسم اعتمد بشكل كبير على تألق هدافه في ذلك الوقت أشرف نعمان، وقوة خضر يوسف، وابداعات توفيق علي في الذود عن عرينه، بينما هُنا الأمر مختلف تماماً، فالثقافي يمثل منظومة كروية متكاملة تقدم أداءً مقنعًا للغاية.

فالأرقام بعد مرور 7 أسابيع، تقول ان العنابي يملك ثاني أفضل هجوم في الدوري برصيد 11 هدفاً بعد هلال القدس الوصيف بـ 16 هدفاً، وثاني أفضل دفاع بـ 3 اهداف بعد شباب دورا، والعنابي الفريق الوحيد في المسابقة الذي لم يخسر حتى الان، حيث حقق الفوز في 5 مرات وتعادل في مناسبتين آخرها أمام هلال القدس في لقاء القمة للجولة الماضية.

ما يميز "العنابي" في لقاءاته أنه يلعب كمنظومة كروية متكاملة، وهذا ما رسخه نجوم الفريق خلال موقعة هلال القدس الأخيرة، فرغم كثرة النجوم الذين يدافعون عن ألوان الفريق، إلا ان منظومة الفريق تعتمد على الجماعية في الأداء وعلى تدوير الكرة باستمرار للوصول لمرمى منافسيه، وهذا ما برز خلال لقاء الهلال الأخير، فقد أرهق "العنابي" دفاعات الهلال على مدار 45 دقيقة هجومية منظمة في الشوط الثاني من لقاء الفريقين، من خلال تحركات محمد وسامح مراعبة ومحمد جمال ومساندة كبيرة من الوسط والدفاع والأطراف حتى تمكن الفريق من ايجاد ثغرة عبر استخدام التصويب من خارج الصندوق للاعب الوسط الدولي محمد يامين، الذي سجل واحداً من أروع واجمل اهداف الدوري.

ما يمكن قوله أن "العنابي" إذا ما حافظ على هذا التوازن والجماعية في الأداء، فممن الممكن ان يقلب الطاولة على الجميع ويحول لقب الدوري من الجنوب إلى الشمال، مع انه من المبكر الحكم الآن، على اعتبار أننا ما زلنا في الثلث الأول من الدوري، لكن المعطيات الحالية مع تراجع نتائج حامل اللقب، وبدء تراجع نتائج الهلال في ظل الاشكاليات التي تواجهه، من الممكن أن تصب في صالح "العنابي".

على أي حال الحديث عن العنابي يطول ويطول، وهذا الأمر ليس له علاقة بلقاء الديربي اليوم مع الشقيق المركز، فهذا اللقاء رغم الفارق الشاسع بين الاثنين يظل محط أنظار مدينة طولكرم بأكملها وايضاً باقي محافظات الوطن