التسرب الرياضي

كتب محمد البكري- الخليل
لا
شك أننا كباقي الشعوب لنا ثقافتنا الخاصة التي تحدد مسار حياتنا وأهدافنا ولنا
رؤيتنا ورسالتنا ومفاهيمنا المتعلقة بالشأن وهي تخالف إلى حد كبير السلوك والنهج الذي أصبح سمة الشعوب المتطورة
والمتقدمة لأننا ما زلنا نؤمن أن الرياضة مجرد تسلية وترويح عن النفس وعند شريحة
كبيرة من مجتمعنا هي مضيعة للوقت وهذا يظهر بوضوح عند وصول اللاعب واللاعبة إلى
سن الدراسة الجامعية هذا السن الذي يضع حد للاستمرار في
المسيرة الرياضية لاعتبارات متعددة أهمها أن الرياضة تعيق وتعطل وتمنع الوصول إلى
تحقيق الأهداف الشخصية العلمية والمهنية.
وهذا ناتج عن رؤية المجتمع الخاطئة اتجاه الرياضة وعجز
السلطة التنفيذية عن القيام بالدور الحقيقي
الذي يكرس المفهوم الحقيقي للرياضة ويعمق ويعزز الوعي الشعبي بان الرياضة
هي توأم الماء والهواء الذي يحتاجهم
الإنسان وهي الجزء المتمم لمفهوم التربية
والتعليم والصحة ورسالتها واحد أهم أدواتها وكيف أصبحت الرياضة من أهم القطاعات
الإنتاجية والعلمية والاقتصادية في دول العالم المتطورة بل ان رموزها وأبطالها
يحظوا بالاهتمام أكثر بكثير من أي قطاع آخر وأصبحوا ينافسوا النجوم والسياسيين في
الإعلام والصحافة وتتسابق المصانع
والشركات على المشاهير من الرياضيين من أجل التعاقد معهم وعمل الصفقات الإعلانية
والإعلامية للاشهار عن منتجاتهم من خلال هؤلاء النجوم.
أعتقد أننا أمام إشكالية كبيرة تتطلب من أصحاب
الاختصاص ومن السلطة التنفيذية إقرار خطة
وطنية شاملة تضع أهدافها ووسائل تحقيقها
وكيفية تعزيز الفهم وتعميق الوعي الشعبي لدى الغالبية العظمى من المجتمع بأهمية
ودور الرسالة التربوية والعلمية والصحية والإنسانية والاجتماعية والثقافية
والاقتصادية والقيم والمفاهيم التي تشكل
قطاع الرياضة وفوائد ممارستها والإضرار المختلفة الناتجة عن عدم ممارسة الرياضة.
وهذا لن يتحقق بدون التدخل المباشر من السلطة
التنفيذية ومن خلال إقرار قانون وطني للرياضة يحدد الأدوار وينظم الشراكة ويفرض التعاون على الشركاء ويقدم
التسهيلات ويحفز المجتمع ويشرع آليات العمل والاختصاص ويقدم الهبات والمساعدات ويضع
آليات المتابعة والمراقبة والمحاسبة ويثبت أسس الديمقراطية والشفافية ويتكامل مع
الشركاء في كافة الجوانبعلى المستوى القاري والدولي.
ومن جانب آخر إقامة المنشآت والمرافق والبنية
التحتية لهذا القطاع لتكتمل أسس وأركان هذه المنظومة الهامة التي لا تقل أهمية عن
قطاع الصحة والتعليم.
سنوات عديدة ضاعت وأصوات عديدة نادت لكننا حتى
هذه اللحظة ما زلنا نحتاج الكثير لهذا القطاع الهام ونحتاج إلى تضافر الجهود لكل أطراف العلاقة
لتأسيس مستقبل واعد للرياضة.