حصاد الاسبوع الثامن عشر لدوري الوطنية موبايل للمحترفين

"العميد" يدنو من الجلوس فوق العرش
طولكرم- كتب محمد عراقي/ شهدت نتائج الاسبوع الثامن عشر لدوري الوطنية موبايل للمحترفين اثارة كبيرة سواء على صعيد القمة او القاع ومع بقاء اربع جولات فقط على نهاية الدوري فان منسوب الاثارة والتشويق سيصل الى اعلى مستوياته.
علي صعيد القمة اقترب شباب الخليل من التتويج باللقب واصبح ذلك مسالة وقت لا اكثر حيث وسع الفارق في القمة الى تسع نقاط كاملة بعد فوزه الناضج على واد النيص بهدفين وخسارة منافسه الوحيد الخضر على ارضه امام اهلي الخليل بهدف. وانتقلت الاثارة بشكل كبير وغير مسبوق لصراع القاع الذي اصبح مفتوحا بين عدة فرق، فقد واصل هلال القدس صحوته الكبيرة بفوزه الكبير على بلاطة بهدفين نظيفين ليخرج لاول مرة من المنقطة الحمراء ويقطع خطوة هامة نحو البقاء.
وتخلى دورا عن المركز الاخير بفوز مثير ومتاخر على جاره السموع بهدف انعش اماله في البقاء بقدم عيسى السويطي، وتراجع الامعري الى حيث قاع الدوري للمرة الاولى في مشهد دراماتيكي بعد خسارته الكبيرة امام الثقافي بثلاثية الامر الذي وضع الاخضر في وضع صعب للغاية، وفي المقابل حقق الثقافي فوزه الاول في مرحلة الاياب وحسن به من اوضاعه.
وواصل سلوان جمع النقاط بهدوء مقتربا من هدف البقاء حيث خطف نقطة ثمينة من الظاهرية في الوقت الضائع .
الاهداف القاتلة تفرض نفسها
وكانت الاهداف المتاخرة والقاتلة هي العنوان الابرز لمباريات هذا الاسبوع في مشهد مهم ودراماتيكي يدل على قوة المنافسة واشتعالها وحرص ورغبة جميع الفرق على الفوز والتخلي عن الخسارة او حتى التعادل.
اغلى الاهداف كانت لدورا وسلوان حيث انعش الواعد عيسى السويطي امال دورا في البقاء بتسجيله اغلى الاهداف وكان هدف الفوز في الدقيقة 95 في مرمى السموع.
فيما منح حسين غروف نقطة ثمينة جدا لسلوان الذي واصل جمع النقاط في مسعاه للبقاء. ايضا شباب الخليل سجل هدفه الثاني في مرمى واد النيص في الوقت بدل الضائع عن طريق الموهوب ابو وردة والثقافي الكرمي امن فوزه على الامعري بثلاثية من خلال تسجيل هدفين في الوقت الضائع في حين سجل البديل الواعد عدي الدباغ الهدف الثاني لهلال القدس في مرمى بلاطة في الوقت الضائع ايضا.
العميد ماض نحو اللقب
واصل المتصدر الوثق شباب الخليل خطواته الكبيرة والملموسة نحو احتضان لقب الدوري الغالي عندما حقق فوزا ثمينا على واد النيص بهدفين نظيفين ليحافظ على صدارته القوية والمتينة ليوسع الفارق عن منافسه الوحيد الخضر الى تسع نقاط وبات يحتاج لانتصار وحيد ليتوج واصبح ذلك مسالة وقت لا اكثر وقد يحدث الاسبوع المقبل. الشباب حقق المطلوب تماما منه فحصد نقاط مباراته كاملة امام واد النيص بهدفين الاول من ضربة جزاء لابو ناهية الذي اضاع ركلة جزاء اخرى فيما اضاف ابو وردة هدف الامان الثاني في الزفير الاخير من عمر اللقاء.
وبات واضحا ان الشباب يمر في افضل حالاته فهو يدخل كل لقاء بتركيز كبير من اجل مواصلة انتصاراته وهو ما يتم فعلا فالعميد الخليلي يرغب في مواصلة هذه الانتصارات حتى ضمان اللقب الغالي لاسعاد جماهيره الكبيرة.
اما واد النيص فتعرض لخسارة اولى بعد سلسلة من النتائج الجيدة في الاياب جعلته يتقدم لمركز جيد وهو تجمد عند 24 نقطة لكنه بقي في موقع متقدم وهو يأمل في مواصلة التقدم في الاسابيع الاخيرة للدوري بالاعتماد على خبرة لاعبيه الكبيرة.
وتأثر الواد في لقاء الشباب بغياب اهم عنصرين هجوميين وهما جهاد صقر وعرفات صبيح فكانت هجماته بلا انياب حقيقية ولم يكن الاداء الدفاعي كالعادة منضبطا وهي سمة الفريق التلحمي.
الثقافي يستعيد ذاكرة الانتصارات
واخيرا استعاد ثقافي طولكرم ذاكرة الانتصارات من جديد عندما حقق فوزه الاول في مرحلة الاياب وكان خارجيا ومقنعا على حساب مركز الامعري بثلاثية نظيفه وهو اكبر فوز للعنابي في الدوري.
وتنفس بذلك الفريق الكرمي الصعداء بشكل كبير خاصة وان موقعه على اللائحة لم يكن مريحا في ظل التقدم الهادئ لفرق القاع واقترابها منه ولكن بعد هذا الفوز يمكن القول ان الثقافي امن نفسه بصورة كبيرة وهو ينظر الان لمواصلة التقدم والمنافسة على الدخول للمربع الذهبي لكن ذلك منوط بتحقيقه لنتائج جيدة في مبارياته الخمس المقبلة.
المباراة اجمالا كانت جيدة من الفريقين وسط رغبة واضحة في الفوز وحسم النتيجة وظل الاداء متكافئا لفترات عديدة لكن وسط الثقافي كان الانشط ووضح ان العنابي كان الاكثر تصميما على الفوز.
وكانت هناك فرص خطرة ومثيرة للجانبين على مدار الشوطين اهدرت بسبب الرعونة وعدم التركيز وكان واضحا ان من يسجل اولا سيفوز وهو ما فعله اللاعب المميز محمد يامين الذي سجل هدف فريقه الاول قبل النهاية بعشر دقائق وفي الدقائق الاخيرة ومن مرتدات سريعة وقاتلة احرز الثقافي هدفين اخرين عن طريق البديل الواعد يزن السعدي وحسيب العلي ، ويحسب للثقافي فوزه رغم غياب ستة لاعبين اساسيين عن تشكيلته في مقدمتهم قائده معاذ مصطفى وحارسه الدولي رامي حمادة. الامعري بهذه الخسارة وضع نفسه في موقف صعب للغاية فوضعه في منطقة الهبوط ازداد صعوبة بنسبة كبيرة حيث هبط الفريق لاحتلال المركز الاخير لاول مرة مما يتطلب انتفاضة كبيرة في الاسابيع الاخيرة لانقاذ الوضع وذلك لن يكون سهلا امام صحوة فرق المؤخرة.
وحقيقة ادى لاعبو الامعري ما عليهم في فترات كثيرة من اللقاء لكن كالعادة العقم الهجومي خذل الفريق بدليل اضاعة بعض الفرص بشكل غريب التي لو ترجم احداها لخرج الفريق بتعادل على اقل تقدير وادى الانفتاح الدفاعي بسبب الاندفاع الكبير للتعويض في الدقائق الاخيرة في جعل الخسارة اكبر واثقل وهو ما زاد من المرارة العامة للاعبي وجمهور الاخضر.
والان يجب على الفريق القتال وتحسين اوضاعه لان مكانته في خطر حقيقي فالمباريات الاربع الاخيرة للفريق ستحدد مصيره والامر واضح المطلوب تحسين الاداء العام وخاصة الهجومي والتركيز والقتال اكثر لتحقيق انتصارات تؤمن بقاء الفريق في الدوري، لكن يبدو واضحا النقص في اللاعبين خاصة في الوسط والهجوم.
فوز لامع للاهلي
وحقق اهلي الخليل فوزا لامعا على الخضر في ملعب الاخير بهدف ثمين حمل توقيع اسلام البطران ليقفز الاهلي للمركز الرابع برصيد 24 نقطة وله مباراة مؤجلة ايضا.
اهلي الخليل قدم مباراة قوية وكبيرة واثبت انه فريق محترم لعبا واخلاقا واداء واستحق الفوز بالنظر للجدية التي تعامل معها فسجل هدف وكان يمكن ان يسجل اهدافا اخرى على مدار الشوطين بفضل الاداء الجماعي الجيد وترابط الخطوط ووجود جهاز فني ولاعبين على مستوى عال. لكن الاهم تحقق وهو النقاط الثلاث التي قفزت بالفريق الاهلاوي للمربع الذهبي وهو مرشح للتقدم اكثر اذا ما واصل التركيز والجدية والرغبة في التحالف مع النجاحات.
الخضر من جهته تعرض لانتكاسة كبيرة انهت عمليا اماله في مواصلة المنافسة على اللقب لان الفارق مع المتصدر شباب الخليل اصبح تسع نقاط ومع بقاء اربع جولات على النهاية فان تتويج الشباب قد يحدث الاسبوع القادم.
وخذل الخضر انصاره باداء غير مقنع جماعيا وهجوميا فطغت الفردية على الهجوم الخضري فيما كان وضع الدفاع غير جيد وعجز عن مواجهة حيوية ومهارة لاعبي الاهلي من العمق والاطراف.
عموما الخضر يركز الان على الحفاظ على مقعد الوصافة على اقل تقدير كترضية له بعد هذا الموسم الجيد وايضا على العودة للانتصارات سريعا لمصالحة جماهيره.
الهلال يواصل الصحوة
واصل هلال القدس صحوته اللافتة التي بداها في مرحلة الاياب فحقق فوزه الثاني على التوالي وهذه المرة على ضيفه بلاطة بهدفين نظيفين ليخرج الفريق المقدسي لاول مرة من المنقطة الحمراء التي بقي فيها الامعري ودورا حاليا. ورفع الهلال رصيده الى 17 نقطة في المركز العاشر بفارق نقطة امام دورا وثلاثة خلف سلوان وبهذا الفوز انعش الهلال اماله وخطا خطوة كبيرة نحو هدفه الكبير بالبقاء.
واستحق الهلال االفوز امام بلاطة لانه كان الاكثر اصرارا عليه وظهر رجال المدرب عمار سلمان بشكل منظم ومترابط في كافة الخطوط وباداء متزن دفاعيا وهجوميا ونجح في التسجيل في الوقت المناسب له تماما فهدف خربط جاء في منتصف الشوط الاول في حين امن البديل الجيد عدي دباغ الفوز بالهدف الثاني في الزفير الاخير للقاء. واصبح الهلال يثق اكثر من اي وقت مضى في البقاء لان مصيره اصبح بيده اذا ما واصل الصحوة وجمع النقاط وليس بيد الاخرين كحال بعض الفرق الاخرى ويبدو الفريق المقدسي عاقد العزم على مواصلة التركيز والانتصارات وصولا لهدفه الكبير وهو مؤهل لذلك بالنظر لكادر اللاعبين الجيد الموجود في الاياب. بلاطة واصل التذبذب الحاصل له طوال الدوري فتعرض لانتكاسة ليس في وقتها اخرت ترتيبه اكثر وجمدت رصيده عند 21 نقطة وفي لقاء الهلال بدا بلاطه بدون انياب هجومية حقيقية فرغم امتلاكه للكرة في اوقات عديدة الا ان فرصه كانت قليلة بسبب التنظيم الجيد للاعبي الهلال من جهة وبطء لاعبي بلاطة من جهة اخرى.
ويريد الفريق النابلسي الان تحقيق فوز قريب يؤمن به بقاءه بشكل نهائي في الدوري ثم محاولة جمع بعض النقاط لتحسين موقعه على لائحة الترتيب العام.
دورا يصعق السموع
وحقق دورا اغلى انتصاراته في الدوري على حساب جاره السموع بهدف ثمين ومتاخر وقاتل من البديل عيسى السويطي لينعش الفائز اماله في البقاء ويترك المركز الاخير للامعري ويرفع رصيده الى 16 نقطة. اللقاء كان يسير نحو التعادل السلبي لكن البديل الواعد عيسى السويطي قال كلمته في الدقيقة 95 ليهدي فريقه فوزا ثمينا جدا كان بامس الحاجة اليه في صراع القاع الساخن وحتما فان هذا الفوز سيزيد من اصرار دورا في مواصلة القتال بشكل كبير لضمان البقاء وسط منافسة قوية وشديدة من عدة فرق.
ويدرك دورا انه ممنوع عليه الخسارة من الان فصاعدا اذا ما اراد مواصلة الكفاح نحو البقاء ومن هنا فان الضغط والتوتر سيكون كبيرا في الاسابيع .